في إطار جهودها لتعزيز الوعي المجتمعي، نظّمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة جلسة "نبضُ مجتمع - وعي يخلق التغيير" في مجمّع القرآن الكريم، حيث سلطت الضوء على مبادرات إدارة التثقيف الاجتماعي، مثل "سفراء الحياة الرقمية"، و"العلم نور"، و"سفراء بر الوالدين"، والتي تهدف إلى بناء جيل واعٍ وقادر على إحداث أثر إيجابي في المجتمع.
الشارقة 24:
تستمر فعالية "نبضُ مجتمع - وعي يخلق التغيير" والتي أطلقتها دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، للارتقاء بخدماتها الاجتماعية والخدمية والصحية للمنتسبين إليها من الشرائح المجتمعية المتنوعة، حيث خصصت جلسة فعالية "نبضُ مجتمع - وعي يخلق التغيير"، لإدارة التثقيف الاجتماعي، في مجّمع القرآن الكريم، بمشاركة مجموعة عن مبادرات الإدارة وبرامجها.
سفراء الحياة الرقمية
بدايةً عرفت جواهر محمد عبد الله اختصاصي تثقيفاً اجتماعياً، بمبادرة برنامج "سفراء الحياة الرقمية الآمنة"، تحت شعار "من المجتمع، وإلى المجتمع" والتي انطلقت عام 2024، وتهدف إلى تشكيل تدريب وتأهيل فريق من الطلبة من الفئة العمرية من 10 سنوات حتى 16 عاماً، ليصبحوا سفراء متخصصين في نشر الوعي حول أهمية العديد من الأمور تمر بعدة مراحل جاءت الأولى بعنوان سفراء الحياة الرقمية الآمنة، لرفع مستوى الوعي بين طلبة المدارس حيال السلوكيات الرقمية الآمنة، وتأهيلهم لتحمل دور القيادة ليكونوا سفراء المستقبل، وتكوين شخصية الطالب بتعزيز قدراته ومهاراته وتنميتها وتحقيق ذاته، فضلًا عن تعزيز القيم القيادية وروح المبادرة لديهم. وشملت تكوين فريق عمل مختص يستعرض محتوى البرنامج، ويوفر أداءً مميزًا للسفراء، ويستخدم قنوات متنوعة لنشر التوعية.
وشرحت جواهر، أن البرنامج يأتي ضمن مبادرات دائرة الخدمات الاجتماعية لتعزيز الوعي بقضايا الحياة الرقمية الآمنة وتشجيع المشاركة الفعّالة من قبل الطلبة في هذا المجال، ولا سيما أن الدائرة كمؤسسة حكومية معنية بحماية الأطفال من مختلف المهددات التي تعرض حياتهم للخطر.
أما المحور الثاني للسفراء، فجاء بعنوان سفراء بر الوالدين، ويستهدف من الفئة العمرية 6 إلى 17 عاماً من أطفال المجتمع، ويهدف البرنامج إلى تعزيز الروابط الأسرية وترسيخ القيم الاجتماعية وتقوية العلاقات بين الأجيال، ويستهدف الأطفال لتوعيتهم بأهمية بر الوالدين.
حيث يركز البرنامج على تمكين الأطفال من تقديم أنشطة وبرامج موجهة للآباء والأمهات، وذلك للتمكين المعرفي والإعلامي، والذي يأتي بالشراكة مع الجهات المعنية بالإمارة، وكما يهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف السامية والقيم النبيلة التي تسهم في بناء جيل واعٍ ومؤثر في مجتمعه، أبرزها تعزيز التواصل بين الأجيال، وتقوية الروابط الأسرية بين الطفل ووالديه وأجداده من خلال ابتكار البرامج المشتركة، إلى جانب ترسيخ قيم المسؤولية، الاستدامة المجتمعية، والتراحم الأسري، وغرس أهمية بر الوالدين واحترام كبار السن في نفوس الأطفال، وختمت منوهة بأن المحور الثالث سيكون عنوانه سفراء التطوع والذي سيطلق قريباً.
العلم نور
من جهتها عرّفت ريان الجابري مشرف فصول تعليمية بمبادرة "العلم نور" وهو برنامج تعليمي مجاني، غير نظامي، انطلق عام 2016، يهدف إلى محو أمية كبيرات السن لغير المتعلمات، اللواتي يتلقين الدراسة في أربع مواد أساسية وهي: اللغة العربية، الرياضيات، اجتماعيات، وعلوم القرآن والسنة، والمناهج التي يتم تقديمها أعدت خصيصاً لمبادرة "العلم نور"، وعمل على وضعها فريق من أساتذة جامعة الشارقة، وتتضمن الدراسة الأنشطة والفعاليات والورش. أما الطاقم التدريسي، فيتشكل من اختصاصيات محو الأمية، إضافة إلى اختصاصي مساعد مشرف، وكما أضيف إلى المبادرة والبرنامج التمكين الرقمي وتعلم أساسيات التكنولوجيا البسيط.
والجدير بذكره أن أكبر دارسة عمرها 91 عاماً، وجديد البرنامج أنه سيضم في مرحلته المقبلة دارسين من كبار السن، كما أنه تم استحداث فصل رابع على الفصول الأخرى، وذلك بناءً على رغبة الدارسات بتكملة الدراسة واستثمارها في معسكرات تعليمية ترفيهية هدفها دمج كبار السن في المجتمع، بالإضافة إلى تنظيم المعسكرات مثل معسكر "مصّيف لكبار السن" والذي لاقى استحساناً لافتاً من الدارسات.
ترك الأثر
وفي ختام الجلسة تحدث طارق عيد مسيفر اختصاصي مسؤولية مجتمعية، عن أهمية التثقيف الاجتماعي لكافة أفراد المجتمع، والذي يكمن دوره في ترك الأثر في الآخرين، وتصويب وتقويم الآفات السلبية وتبديلها بالمزايا والتصرفات الحميدة.
وكما أن التركيز على تثقيف المجتمع وتنبيههم بالظواهر والممارسات السلبية، بالإضافة إلى تعميم الفائدة على أكبر عدد من أفراد المجتمع، وتمكينهم من مواجهة التحديات التي فرضها الانفتاح الكبير على عوالم متعددة.
وأضاف طارق عيد مسيفر: "إن إدارة التثقيف الاجتماعي، تقدم باقة من البرامج التثقيفية لجميع فئات المجتمع كما تقوم بمراجعة وتطوير البرامج الوقائية والإنمائية التي تهدف إلى توعية المجتمع للحد من تفشي العديد من الظواهر والمشكلات السلبية التي لها أثر على استقرار المجتمع المحلي في الإمارة، مع التركيز على بناء الفكر والوعي لدى الأطفال والنشء والمراهقين في مرحلة تشكيل الشخصية والوعي من واقع المسؤولية الأساسية للدائرة في دعم بناء الشخصية الإماراتية الواعية والإيجابية".
ويندرج تحت الخدمات التثقيفية المقدمة، خدمات التوعية العامة، خدمات التثقيف الوقائي، للأفراد والمؤسسات والشركاء، إضافةً إلى الخدمات التدريبية المختصة للموظفين والمثقفين، ناهيك عن خدمات التوجيه والتوعية ورفع مستوى المعارف في الجهات، وتضع إدارة التثقيف الاجتماعي برامج الحماية والوقاية للأسرة والطفل، والتي تهدف للارتقاء وبناء الوعي المجتمعي بسبل الحماية".