أكدت مريم القصير مدير إدارة التثقيف الاجتماعي بدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعية، من قبل الأطفال، يجب أن يتم بطريقة صحيحة كي يتقي شرها، مع التركيز أولاً وأخيراً على دور الأسرة الكبير بتجاوز هذه المشكلة بأقل الأضرار الممكنة.
الشارقة 24:
كثيرة هي المخاطر التي تحيط بالطفل جراء استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبح موضوعها يؤرق معظم الأسر حالياً، خاصة وأنه لا يخلو بيت من وجود أجهزة الكترونية من هواتف وحواسيب محمولة إلى الألواح الإلكترونية وغيره، هي في متناول الجميع كباراً وصغاراً.
وبحسب مريم القصير مدير إدارة التثقيف الاجتماعي في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، فان استخدام مواقع التواصل الاجتماعية، من قبل فئة الأطفال، يجب أن يتم بطريقة صحيحة وأن يكون الطفل مدرباً على كيفية التعامل معها كي يتقي شرها، مع التركيز أولاً وأخيراً على دور الأسرة الكبير في تجاوز هذه المشكلة بأقل الأضرار الممكنة، خاصة وأن منع الأطفال عن استخدام الأجهزة الإلكترونية أصبح ضرباً من الخيال.
وتشرح القصير كيفية تجنب الأطفال لسلبيات هذا العالم الفضائي المفتوح وغير محدود بضوابط بل على عكس ذلك، والأطفال هم من ضحايا هذا العالم، بل قد يكونوا من المستهدفين منه، حيث يقع على عاتق الأسرة، دور كبير في حماية أبنائها من أضرار وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال إعداد أدوات الرقابة الأبوية والاشتراك في خدمات الإنترنت الآمن، التي تمنع عرض محتويات إباحية ومشاهد غير مناسبة للطفل، فمعظم محركات بحث الويب تحتوي على خاصية "البحث الآمن" والتي تسمح للوالدين بتحديد المحتوى الذي يمكن لأطفالهم الوصول إليه أثناء اتصالهم بالإنترنت.
وتستطرد قائلة، من الأساليب الناجحة مشاركة الأم والأب أو كلاهما معاً في الألعاب الإلكترونية التي يمارسها الطفل، وكيفية تقديم نصائح إليه في ذلك الشأن، كما تنصح مدير إدارة التثقيف الاجتماعي بتشجّيع الأهل لأطفالهم على مساعدة أصدقائهم إذا كانوا يتخذون خيارات سيئة أو يتعرضون للأذى والإبلاغ عن الحوادث للبالغين الموثوق بهم، كما من الضروري تعليم الطفل كيفية التفاعل بأمان مع الأشخاص "الذين يلتقون بهم" عبر الإنترنت وتنبيههم بعدم استعراض أي من المعلومات الشخصية لكونهم لا يعرفون مع من يلعبون.
كما يصبح الطفل مدمناً على استخدام الإلكترونيات ما يؤثر على مواعيد نومه للاستيقاظ صباحاً والذهاب إلى المدرسة وكما يؤثر على ممارسته للأنشطة الأخرى في المجتمع، والتأثير على صحته النفسية لاستخدامه المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي ما يترتب عليه زيادة في مشاكل الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب، كما يحدث تأثير من جراء الاستخدام الزائد للتواصل الاجتماعي يؤدي إلى اضطراب في النوم والصحة البدنية.
ومن الآثار السلبية، التأثير على التطور الاجتماعي للطفل بسبب عزلته واستخدامه لساعات طويلة للألعاب، وهذا ما وجهناه مع بعض الحالات الواردة وتعود إحداها لطفلة ذات 10 أعوام كانت تلعب على هاتفها النقال وفجأة ظهرت لها مشاهد إباحية وأصيبت الطفلة بالصدمة النفسية، ولم تعد قادرة على النطق وصمتت عن الكلام وانعزلت عن الآخرين من الجنسين حتى مع أمها ووالدها، والحمد الله استطعنا إخراجها من عزلتها باحتواء أهلها لها وعدم لومهم لها أو الصراخ عليها بل التحدث معها بلطف ومحبة لتجاوز ونسيان الأمر، وهنا لا يجب لوم الطفل لأن قدراته العقلية غير مكتملة وغير قادر على التفرقة بين الخطأ والصواب، بل على الأهل إغلاق كافة المواقع غير المناسبة للأطفال، وإذا لم يكونوا على دراية باستخدام التقنيات فلا بأس بالانخراط في أحد الدورات التدريبية أو البحث عنها في النت حيث يوجد الكثير من الحلول.