اتفق عدد من الخبراء والمتخصصين في التقنيات الرقمية والأمن السيبراني، خلال جلسة حوارية بعنوان "أخلاقيات الروبوت… ما تنبأ به أسيموف"، ضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة الـ 12 من "المنتدى الدولي للاتصال الحكومي"، على ضرورة وضع ضوابط عالمية في النظام الرقمي العالمي الجديد، تركز على القيم الأخلاقية المشتركة في مختلف المجتمعات الإنسانية.
الشارقة 24:
أكد عدد من الخبراء والمتخصصين في التقنيات الرقمية والأمن السيبراني على ضرورة وضع ضوابط عالمية في النظام الرقمي العالمي الجديد، تركز على القيم الأخلاقية المشتركة في مختلف المجتمعات الإنسانية، وتساعد على وضع مبادئ توجيهية لكيفية استخدام التقنيات الحديثة خاصة الذكاء الاصطناعي، للحد من المخاطر والمخاوف التي يشعر بها الكثير من الناس حول العالم حيال انتشار استخدام هذه التقنيات، خاصة مع تطورها المتسارع واقتحامها لكافة القطاعات الحيوية وجوانب الحياة اليومية.
جاء ذلك، خلال جلسة حوارية بعنوان "أخلاقيات الروبوت… ما تنبأ به أسيموف"، ضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة الـ 12 من "المنتدى الدولي للاتصال الحكومي"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في مركز اكسبو الشارقة يومي 13 و14 سبتمبر الجاري، تحت شعار "موارد اليوم… ثروات الغد".
واستلهمت الجلسة، توقعات كاتب روايات الخيال العلمي الروسي إسحاق أسيموف، الذي يعتبر من أوائل من وضعوا توجيهات وقواعد لبرمجة الروبوتات وبرمجيات الذكاء الاصطناعي منذ أربعينيات القرن العشرين، واستضافت كلاً من:الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأمن السيبراني، والدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس الأمن السيبرانيّ في حكومة دولة الإمارات، وفايدرا بوينوديريس، مؤلفة كتاب "AI for the Rest of Us"، والمؤسس المشارك لتحالف العالم المستقبلي، وكوه جيان، رئيس اللجنة الرئاسية للتحول الرقمي في كوريا الجنوبية.
حوكمة التحول الرقمي
واستهل مدير الجلسة حسين الشيخ، الإعلامي بقناة "العربية"، النقاش بطرح سؤال عام حول كيفية الاستخدام الآمن للتطبيقات الرقمية الحديثة، أجاب عليه الدكتور محمد الكويتي بالقول: "البيانات التي تمتلكها المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي كنز كبير، لابد من التعامل معه بمسؤولية، ومن الضروري أن نعمل على وضع إجراءات وسياسات لحوكمة عملية التحول الرقمي، وتلافي التغير المتسارع والعشوائي وتجاوز العديد من الثغرات الأمنية".
توحيد الجهود الخليجية في الأمن السيبراني
وأكد الشيخ سلمان آل خليفة، على ضرورة توحيد الجهود الخليجية لوضع قوانين وتشريعات تعزز حماية البيانات وخصوصية المستخدمين، قائلاً: "يساعد التنسيق المشترك في دول مجلس التعاون على تذليل العقبات أمام التحول الرقمي، للتحدث بصوت واحد أمام شركات التقنية متعددة الجنسيات، ومحاسبتها في حال أخلت بالمحاذير"، في حين وضح قدرة الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن السيبراني، والمساعدة على تحليل البيانات الكبرى واتخاذ القرار الصحيح في وقت قياسي دون الحاجة إلى كوادر بشرية إضافية، لكنه قلل من شأن المخاوف الحالية حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية، التي تصل لنسبة 0.1% من بين 2000 نوع من الهجمات.
الذكاء الاصطناعي ليس وسيلة للسيطرة
من جانبها، أكدت فايدرا بوينوديريس، أن كسب الثقة في التقنيات الحديثة لا يمثل تحدياً تقنياً فقط، بل هو مشكلة اجتماعية أيضاً، قائلة: "لابد من إيجاد مبادئ تتضمن ضرورة القبول والحصول على الموافقة قبل مشاركة أي بيانات للمستخدمين، إضافة إلى التزام الشفافية، وفهم الطبيعة الحقيقية للبيانات باعتبارها جزءاً من التجربة البشرية"، مشددةً على ضرورة التفكير بشكل شامل، يضع في الاعتبار ثنائية المستخدم والأداة، وتحويل التعامل بشكل مسؤول مع تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى ثقافة مجتمعية، لا تقتصر مسؤولية وضع المعايير لها على الحكومات أو الشركات الكبرى وحدها، بل إشراك أفراد المجتمع فيها، وتقليل مخاوفهم بأن استخدام الذكاء الاصطناعي ليس بغرض السيطرة على الناس بل لتسهيل حياتهم.
نموذج كوري رائد في التحول الرقمي
بدوره، استعرض كوه جيان، جهود بلاده في تعزيز الاستخدام الآمن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتدريب الكوادر الحكومية للتخفيف من آثاره السلبية، قائلاً: "كوني مسؤولاً عن المنصة الرقمية للحكومة الكورية الجنوبية، فقد كنت شاهداً على عملية التحول الرقمي على مستوى الحكومة، والتي يشرف عليها رئيس الدولة بشكل شخصي، لتوفير منصة يلجأ إليها كل وزير، وكل مؤسسة حكومية لمشاركة البيانات، وزيادة التعاون بين هذه الجهات، وهو ما زاد من فعالية مشاريعنا الهادفة لحل المشاكل الاجتماعية، واكتشاف قدرات الابتكار حتى في القطاع الخاص، الذي يمتلك في مجال تقنية المعلومات أدوات أسرع بكثير من القطاع العام".