قتل 10 أشخاص على الأقل، وأصيب أكثر من 60 آخرين بجروح، جراء الاشتباكات المستمرة منذ خمسة أيام في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بجنوب لبنان.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أعلن مسؤول في الهلال الأحمر الفلسطيني، مقتل 10 أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 60 آخرين بجروح، جراء الاشتباكات المستمرة منذ خمسة أيام في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بجنوب لبنان.
واندلعت مساء الخميس الماضي، اشتباكات عنيفة بين حركة فتح ومجموعات مسلحة في عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والذي شهد قبل أسابيع مواجهات عنيفة بين الطرفين.
وأوضح مدير الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني - إقليم لبنان عماد حلاق، أن حصيلة الاشتباكات بلغت 10 قتلى، أحدهم قتل اليوم الاثنين، وأكثر من 60 جريحاً، بينهم مدنيون ومسلحون.
وأفاد شاهد عيان في مدينة صيدا حيث يقع المخيم، باستمرار المواجهات اليوم الاثنين، مشيراً إلى سماع دوي قذائف وأسلحة رشاشة، بعدما كانت تراجعت حدّة الاشتباكات ليلاً.
وطال رصاص القنص أحياء في مدينة صيدا، التي أغلق مدخلها الجنوبي أمام حركة السير، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية التي أفادت السبت عن مقتل ثلاثة مقاتلين، فضلاً عن مدني خارج المخيم.
وأعلن الجيش اللبناني، أمس الأحد، سقوط ثلاث قذائف في مركزين تابعين له قرب المخيم، ما أدى إلى إصابة خمسة عسكريين أحدهم بحالة حرجة.
وينتشر الجيش في حواجز أمام مداخل المخيم، الذي لا تدخله القوى الأمنية اللبنانية على غرار كافة المخيمات الفلسطينية بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية.
وتتولى الفصائل الفلسطينية، نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات، عبر قوة أمنية مشتركة.
ودفعت الاشتباكات الأخيرة، مئات العائلات إلى النزوح من المخيم، منهم من لجأ إلى أقاربه وحوالي 400 عائلة اتخذت من جامع قريب ملاذاً و78 عائلة أخرى تم استقبالها في مدرسة في صيدا، وفق ما أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، خلال اتصال مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم السبت، أن ما يحصل يُشكل اساءة بالغة للدولة اللبنانية، مشدداً على ضرورة التعاون مع الاجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة.
وتجددت الاشتباكات في المخيم، بعد توقف لأسابيع عدة إثر مواجهات عنيفة اندلعت في 29 يوليو الماضي، واستمرت لخمسة أيام بين حركة فتح والمجموعات المسلحة نفسها.
وأسفرت تلك المواجهات، التي تعد الأعنف منذ سنوات وهدأت بعد سلسلة اتصالات بين فصائل فلسطينية ومسؤولين وأحزاب لبنانية، عن مقتل 13 شخصاً، بينهم قيادي في فتح قتل في كمين.
ويُعرف مخيّم عين الحلوة بإيوائه مجموعات مسلحة وخارجين عن القانون، ويقطن فيه أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية، آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.
وغالباً ما يشهد عمليات اغتيال، وأحياناً اشتباكات خصوصاً بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات مسلحة.