الشارقة 24:
اختتمت مؤخراً فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان المالح والصيد البحري، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة الشارقة وبلدية مدينة دبا الحصن والمجلس البلدي لمدينة دبا الحصن، خلال الفترة من 31 أغسطس الماضي ولغاية 3 سبتمبر الجاري، مستقطباً أكثر من 10 آلاف زائر من كافة أنحاء الدولة، ومحققاً مبيعات وعوائد مالية كبيرة للعارضين وصلت إلى أكثر من مليون درهم.
وحظي المهرجان بمشاركة واسعة لعدد من الوزارات والمؤسسات والجهات الحكومية، التي حرصت على تقديم مجموعة من الفعاليات والبرامج والأنشطة التوعوية الهادفة إلى تعزيز التراث الإماراتي والاحتفاء بتاريخ دولة الإمارات العريق، كما استعرضت للجمهور برامجها وجهودها على صعيد ترسيخ ممارسات الصيد البحري المستدامة والحفاظ على الموارد البحرية، فيما قدمت شركات من القطاع الخاص والمحال التجارية المتخصصة في صناعة وبيع المالح ومشتقاته وعدد من الصيادين والأُسر المنتجة، عروضاً للعديد من عناصر صناعة المالح والتراث البحري بينها صناعة الأشرعة وبناء السفن والصيد وطرق إعداد السمك "المالح" وتمليحه وتعليبه، وغيرها الكثير من عروض الصناعات والحرف اليدوية التقليدية المتعلقة بالبحر.
عرضاً متألق للتراث البحري
وتحولت أروقة المهرجان إلى مسرحاً للاحتفاء بالتراث الإماراتي الأصيل، مقدماً لزواره رحلة عبر الزمن الماضي، حيث شهد المهرجان العديد من اللوحات التراثية الفولكلورية التي حاكت ثقافة الساحل الشرقي من خلال العروض الفنية والأهازيج التراثية بمشاركة العديد من الفرق الشعبية الإماراتية، فيما تعرف الزوار على أهم ملامح التراث البحري الإماراتي من خلال الاستماع إلى حكايات الصيادين والمشاركة في سلسلة النشاطات الثقافية والفنية وورش العمل التي ركزت على طرق صناعة المالح، وأساليب الصيد وغيرها من المهن التقليدية التي كان يمارسها الأجداد.
مسيرة رائدة
وأكد سعادة محمد أحمد أمين العوضي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة أن المهرجان واصل مسيرة نجاحاته مرسخاً مكانته الرائدة كأحد أهم المهرجانات التراثية والسياحية المُتخصصة في صناعة المالح على مستوى الدولة والمنطقة، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة وجهودها الرامية إلى الحفاظ على الموروث الثقافي الإماراتي ونقله للأجيال الجديدة من خلال دعم مختلف الفعاليات التراثية والاقتصادية التي تنظم على امتداد الدولة، مشيراً إلى نجاح المهرجان في استقطاب آلاف الزوار يؤكد أهميته كحدث سنوي متميز للاحتفاء بالتراث البحري الإماراتي وتسليط الضوء على المنطقة الشرقية لإمارة الشارقة كوجهة سياحية جاذبة لمحبي الأجواء التراثية الإماراتية الأصيلة والتعرف على ماضي الآباء والأجداد.
تحقيق المستهدفات
وأشار سعادة العوضي إلى أن ما شهده المهرجان من مشاركة واسعة من المؤسسات الحكومية والخاصة والمحال التجارية المتخصصة بصناعة المالح، وتمكنه من تحقيق مبيعات كبيرة للعارضين يعكس نجاح غرفة الشارقة في تحقيق مستهدفاتها الاستراتيجية من خلال هذا الحدث والمتمثلة بالمساهمة في ضمان استدامة مهنة صيد الأسماك، وتعزيز الأمن الغذائي للدولة عبر زيادة الاهتمام بالثروة السمكية والمحافظة عليها ودعم صناعة المالح التي تعتبر واحدة من أهم الصناعات الغذائية التراثية، معرباً عن شكر غرفة الشارقة لبلدية مدينة دبا الحصن والمجلس البلدي لمدينة دبا الحصن، على جهودهما الكبيرة ومساهمتهما الفاعلة في إنجاح هذا الحدث الذي تكللت دورته العاشرة بنتائج متميزة ارتقت لطموحات الزوار والأهالي ومجتمع الأعمال.
نقلة نوعية
من جانبه أكد سعادة طالب عبدالله اليحيائي مدير بلدية مدينة دبا الحصن أن النسخة العاشرة من المهرجان شكلت نقلة نوعية في مسيرة نجاحات الحدث الذي حفل هذا العام بمجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التراثية والثقافية والتي نظمت وسط عرضاً متألق للعديد من المنتجات الشعبية والتراثية القديمة، وتفاصيل صناعة المالح وممارسات الصيد البحري التقليدية، والحرف والصناعات البحرية اليدوية، مشيراً إلى أن عدد الزوار وحجم المبيعات المتنامي من موسم إلى آخر والانطباعات الإيجابية التي تم رصدها سواء عن الجهات المشاركة والعارضين أو الزوار تشكل حافزا لبلدية مدينة دبا الحصن وشركائها نحو مواصلة تطوير فعاليات المهرجان من عام إلى عام وبذل الجهود لتعزيز نجاحات الحدث ليبقى بمثابة إضافة مهمة لإرث دولة الإمارات بصفة عامة ولمدينة دبا الحصن على وجه الخصوص، وليكون دائماً أحد الإسهامات المشتركة والمتواصلة في الحفاظ على الموروث الشعبي العريق الذي تتمتع به المنطقة، معرباً عن شكره لغرفة تجارة وصناعة الشارقة ولكل من ساهم في نجاح الدورة العاشرة للمهرجان.
فعاليات تراثية متميزة
وأعرب العديد من الزوار عن إعجابهم وتقديرهم للفعاليات التراثية والأنشطة الترفيهية التي تم تنظيمها خلال المهرجان، متوجهين بالشكر إلى غرفة تجارة وصناعة الشارقة وبلدية دبا الحصن والمجلس البلدي لمدينة دبا الحصن على تنظيم المهرجان الذي عزز البهجة والسعادة في نفوس زوار وسكان مدينة دبا الحصن، وشكل منصة متميزة أطلعتهم على جانب مهم من التراث الإماراتي الذي يفتخرون به، وتعرفوا من خلاله على مهنة المالح والصيد البحري وغيرها العديد من مهن الآباء والأجداد المرتبطة بالبحر، إلى جانب إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في العديد من المسابقات التراثية البحرية ومسابقات الطبخ التي شهدت عدد كبير من الفائزين طوال أيام الحدث.
مشاركة متواصلة
فيما أكد المشاركين عزمهم على المشاركة بقوة في الدورات المقبلة من المهرجان، خاصة في ظل النجاحات التي حققها في نسخته العاشرة والتي مكنتهم من تسويق منتجاتهم وتعزيز نسبة مبيعاتهم، وتسليط الضوء على التراث البحري الإماراتي وتعريف الأجيال بمهن الآباء والأجداد ولا سيما صناعة المالح، إلى جانب إتاحة الفرصة لهم لتبادل الخبرات والمعارف والاطلاع على أحدث تطورات هذه الصناعة، في ظل ما شهده الحدث من أنشطة وورش عمل توعوية وعقد لقاءات حوارية مع مجموعة من الباحثين في التراث البحري والتي ناقشت العديد من القضايا الخاصة بالصناعات والحرف البحرية والملاحية وأدوات الصيد التقليدية.