يواصل مهرجان المالح والصيد البحري، الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة وبلدية دبا الحصن والمجلس البلدي لمدينة دبا الحصن، استقبال زواره لليوم الثالث على التوالي، مقدماً لهم رحلة في الماضي العريق الذي يزخر بمفردات التراث الإماراتي الأصيل، وتطلعهم على المنتجات الشعبية والتراثية القديمة، وتفاصيل وأسرار صناعة المالح وممارسات الصيد البحري التقليدية.
الشارقة 24:
في أجواء تراثية وعلى أنغام الأهازيج الشعبية، يواصل مهرجان المالح والصيد البحري، الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة وبلدية دبا الحصن والمجلس البلدي لمدينة دبا الحصن، استقبال زواره لليوم الثالث على التوالي، مقدماً لهم رحلة في الماضي العريق الذي يزخر بمفردات التراث الإماراتي الأصيل ، وتطلعهم على المنتجات الشعبية والتراثية القديمة، وتفاصيل وأسرار صناعة المالح وممارسات الصيد البحري التقليدية، والحرف والصناعات البحرية اليدوية التي تجسّد مهنة الأجداد التي توارثتها الأجيال وحفظتها كجزء أصيل من الهوية الوطنية والتراث الثقافي الإماراتي العريق.
ويقدم المهرجان الذي تتواصل فعالياته حتى مساء الأحد، عرضاً شيقاً للعديد من عناصر صناعة المالح والتراث البحري التي يقدمها الصيادين وتكشفها أحاديث الأجداد العاملين في هذا المجال من بينها صناعة الأشرعة وبناء السفن والصيد وطرق إعداد السمك "المالح" وتمليحه وتعليبه، وغيرها الكثير من عروض الصناعات والحرف اليدوية التقليدية المتعلقة بالبحر، فيما يزداد زخم الأنشطة التراثية والتوعوية والترفيهية المشوقة والجاذبة التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع، وتهدف إلى الاحتفاء بسلسلة المهن والصناعات البحرية العريقة التي مارسها أبناء الإمارات.
وأكد سعادة محمد أحمد أمين العوضي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة أن مهرجان المالح والصيد البحري يعد حدثاً سنوياً تراثياً غنياً عن التعريف، وتتمثل أهميته ومكانته كمنصة نموذجية للاحتفاء بتراثنا البحري بكلِّ عناصره ومكوّناته، ورفع الوعي بأهمية هذا التراث الثقافي على مدى التاريخ، وتحرص غرفة الشارقة وانطلاقاً من مسؤوليتها المجتمعية وبالتعاون مع كافة الجهات المنظمة على تعزيز نجاحات هذا الحدث ليبقى بمثابة إضافة نوعية لإرث دولة الإمارات بصفة عامة ولمدينة دبا الحصن على وجه الخصوص، وليكون دائماً أحد الإسهامات المشتركة والمتواصلة في الحفاظ على الموروث الشعبي العريق الذي تتمتع به المنطقة، وتعريف الأجيال الشابة بأحد أعرق المهن التي مارسها آبائنا وأجدادنا وهي صناعة المالح الذي تعد واحدة من أهم الصناعات الغذائية التراثية، داعياً محبي الأجواء التراثية الأصيلة إلى زيارة المهرجان، للاستمتاع بفعالياته المتنوعة، والتعرف على الموروث البحري الإماراتي.
وأشار المشارك محمد عبدالله الظهوري، الذي يعمل في صيد الأسماك وصناعة المالح منذ أكثر من 50 عاماً إلى أن مهنة صيد الأسماك وصناعة المالح هي مهنة الأجداد التي يجب الحفاظ عليها وانطلاقاً من ذلك يحرص على المشاركة سنوياً في المهرجان بهدف تعريف الأجيال بهذه المهنة العريقة ولا سيما المالح تلك الصناعة الشعبية المعروفة التي كانت ولا تزال مهنة أساسية لأهل الساحل من الصيادين، مشيراً إلى أن صناعة المالح تنشط في مواسم وفرة الأسماك، حيث يقوم الصيادون وأصحاب الخبرة بتخزين الأسماك المحلية المشهورة عن طريق تمليحها بوضع الملح الخشن، وهي من أهم الطرق القديمة لحفظ الأسماك أكبر مدة ممكنة في الإمارات، منوهاً إلى أن صناعة المالح تحتاج إلى خبرة ومهارة عالية جداً للاحتفاظ بعناصره وبمذاقه من دون تعرضه للتلف، بالإضافة إلى الخبرة في اختيار نوع السمك الطازج والمناسب للتمليح، وطريقة تنظيفه وحفظه وتعريضه للشمس.
من جانبه قال عبد الله محمد علي المطوع الذي يعمل في مهنة صناعة السفن منذ 40 عاماً" إن صناعة السفن الخشبية، تعدّ من أقدم المهن في الإمارات، وذلك بوصفها وسيلة مهمة لركوب البحر للغوص على اللؤلؤ أو صيد الأسماك والسفر إلى الأماكن القريبة والبعيدة، مستعرضاً طريقة بناء القوارب الكبيرة، والتي قد تحتاج إلى نحو ثلاثة أشهر يمتد فيها العمل من الصباح الباكر حتى مغيب الشمس، وتستخدم في صناعتها الأخشاب على اختلاف أنواعها، من أبرزها أخشاب الساج، خشب الجنقلي، خشب الفيني، خشب الفنص، كما تستخدم العديد من الأدوات في صناعتها ومن ضمنها: المجدح، المنشار، الجدوم، المطرقة، السكني، المنقر، الرندة، القوبار، المسامير.