أكدت منى بن هده السويدي، مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، أن المؤسسة تضع على رأس اهتماماتها تحقيق الرفاه الاجتماعي لمنتسبيها، وتقدم الرعاية الشاملة لجميع شؤون الأيتام داخل أسرهم الممتدة في إمارة الشارقة والمناطق التابعة لها من المنطقة الوسطى والشرقية، منطلقة من رؤية واعدة في التمكين الم
ستدام للأيتام وأوصياءهم.
الشارقة 24:
قالت منى بن هده السويدي، مدير عام مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي: "تنتهج المؤسسة خططاً بناءة لرعاية منتسبيها من أسر الأيتام لضمان توفير بيئة داعمة وأسرة متماسكة لمجتمع سعيد، متقدم، متماسك، و مزدهر لتحقيق الرفاه والرخاء الاجتماعي مجسدين رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لبناء أطر فاعلة في تمكين الإنسان على أرض الإمارة الباسمة، وانطلاقاً من رعاية كريمة من قرينتة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في إمارة الشارقة، والتوجيهات السديدة لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيس مدينة الشارقة للخدماتِ الإنسانية، وتتكاتف الجهود للوصول بالمؤسسة إلى التميز في مجال الرعاية الاجتماعية للأيتام وأسرهم، الذي ساهم بدوره في المضي قدماً لمسايرة نهضة الإنجازات في الإمارة والتميز فيها بما يخدم فئة مهمة في النسيج المجتمعي وهم الأيتام، فحملت هذه الرؤى الثاقبة قواعد انطلقت منها المؤسسة وتفردت في رعاية أسر الأيتام.
وأضافت: ارتكزت المؤسسة على استراتيجيات شمولية وأهداف سامية أساسها بناء الأيتام وتمكينهم في شتى المجالات، وتترجم المؤسسة عملها عبر برامج ومشاريع حيوية وُضعت لها أهدافاً طموحة ورسخت منهجاً ورؤية لتعزيز الريادة في التمكين المستدام للأيتام وأسرهم لتسمو بمنتسبينا للأفضل، مكرسين الجهود لتحقيق الرعاية الأفضل وضمان الاستقرار الشامل لهم، وأفردت جهودها لخدمة الأيتام والأسر وتوفير كل سُبل الدعم الاجتماعي والمعرفي والنفسي والمادي لهم.
وتابعت: وسخرت المؤسسة مشاريعها لتقديم الرعاية الشاملة للأيتام و ضمان الحياة الكريمة والرخاء المعيشي لهم بتمكينهم من الإعتماد على أنفسهم تعليمياً واقتصادياً ومهنياً ونفسياً واجتماعياً وبيئياً، وأولت مساندة الأرامل اهتماماً واسعاً بتقديم الدعم المتواصل لهن في رعاية شؤون أبنائهم وتحقيق الاستجابات الإنسانية والإجتماعية الطارئة لهم، كما تحرص المؤسسة على المساهمة في رفع الوعي المالي والمعرفي والاجتماعي في وسط البيئية المعيشية لليتيم وأسرته فتسعى لصون كرامة اليتيم وتحقيق الإشباع النفسي والمادي له ولأسرته، وتقدم خدمات وبرامج نوعية قائمة على الإلهام والإبداع والمعرفة، وتحرص على تنوير المجتمع نحو أسلوب العمل الإنساني تجاه الأيتام، وإشراكهم في الدعم والمساندة لتعميق مبدأ التكافل الاجتماعي".
برامج على مدار العام لتمكين الأيتام
تتنوع البرامج والمشاريع التي تطرحها المؤسسة ساعية من خلالها إلى تحقيق أهداف دؤوبة وفقاً لأهدافها الاستراتيجية وتطويراً لمنتسبيها في مختلف جوانب التمكين المقدمة، حيث عملت المؤسسة بمساراتها المتنوعة على تنفيذ العديد من البرامج المتخصصة.
حياة كريمة ومستقرة
جاءت برامج التمكين الاقتصادي لتساهم في سد احتياجات الأيتام المادية والمعيشية، وتأمين حياة كريمة ومستقرة لهم، وعليه وضعت المؤسسة مجموعة من البرامج التي تعالج هذه الاحتياجات وتراعي التحديات التي تواجهها الأسر والتي قد تعرقل مسيرة تمكين اليتيم، وتخفف العبء عن كاهل هذه الأسر، ومن هذه المشاريع: "زكاة المال، والمشاريع الرمضانية بما فيها المير الرمضاني وعطية وفطرهم، وسدرة الأمنيات، وكافل يتيم، وكافل أسرة، ومساهمات دعم التعليم في علم بالقلم، ومشروع جبر".
عناية تعليمية للأيتام
عملت المؤسسة عبر برامج التمكين الأكاديمي، على ضمان استمرار الأبناء الأيتام في مسيرتهم التعليمية، وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم وصقل معارفهم من خلال مشروع "علم بالقلم" الداعم لتعليم الأيتام.
ويتضمن مشروع "علم بالقلم" سلسلة من الخدمات الأكاديمية والمعرفية المتنوعة، حيث يُعنى بالاهتمام بكافة احتياجات الطلبة التعليمية من الدعم المادي والمعنوي طوال فترة مسيرة الطالب التعليمية، لتحفظ حق الطلبة الأيتام المنتسبين للمؤسسة في الحصول على برامج تعليمية متنوعة من خلال المشروع.
و يتضمن المشروع العديد من برامج الدعم التعليمي ومن أبرزها:سداد الرسوم الدراسية للطلبة المتعثرين مادياً ،ودعم تعليمهم الجامعي في الجامعات والكليات والمعاهد التعليمية ،وتوفير احتياجاتهم من الأجهزة التعليمية ،إضافة إلى تقديم دروس الدعم التعليمي المتمثلة في دروس التقوية لرفع مستواهم الدراسي ،و تكريم الأبناء المتفوقين،وتقديم دورات تطويرية تدعم من مهارات الطالب التعليمية،والاهتمام بالطلبة الموهوبين وتوفير البيئة المحفزة للموهبة والابتكار ،ودعم الطلبة من فئة صعوبات التعلم ،وإقامة البرامج المتخصصة لرعايتهم.
دعم نفسي وتأهيل لليتيم
تستهدف برامج التمكين النفسي ضمان الصحة النفسية السليمة للأيتام، ومساعدتهم على تخطي الأزمات والتبعات السلبية التي قد يسببها فقد الأب.
وتقدم المؤسسة العديد من البرامج النفسية التي تهدف إلى مساعدة الأيتام على تخطي صدمة فقدان الأب مثل برنامج "تخطي" الذي يركز على الاهتمام بالصحة النفسية ووقاية الأبناء من التأثيرات السلبية التي قد تحدث نتيجة الفقدان، وبناء شخصية متزنة قابلة للتعامل مع المواقف الجديدة وإدارتها بأساليب تربوية واجتماعية متخصصة.
كما تُنَّظَم العديد من الجلسات الحوارية والورش التطبيقية لأمهات الأيتام الحديثات الإنتساب للمؤسسة ضمن برنامج «رواء» بهدف الاحتواء الصحيح والتنفيس لمربيات الأيتام وتقديم الدعم النفسي لهن ،وتدريبهن على التكيف مع الحياة الجديدة وإكسابهن مهارات ترفع من ثقتهن بأنفسهن.
بناء شخصية فاعلة لليتيم
لم تغفل المؤسسة أهمية بناء الشخصية الاجتماعية للأيتام، فحرصت على تعزيز وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، وتحقيق دمج أفضل مع المجتمع.
وتلعب برامج التمكين الاجتماعي التي تطبقها المؤسسة دورًا مهمًا في تنمية الجوانب الشخصية، والاجتماعية، والحياتية، لدى الأيتام، والمساهمة في خلق بيئة داعمة لهم، وتعزيز مشاركاتهم الإيجابية.
ويأتي من بينها مشروع "سند البيت" الذي يعد منهج تطبيقي شامل، يستطيع أن يستفيد منه كل شاب يسمو إلى الارتقاء وتطوير شخصيته لدرجة الكفاءة والتميز والتأهيل ليكون إنسان فعال في تعامله مع محيطة وسند لمن حوله في أسرته ، وغيرها من البرامج الهادفة إلى تعزيز الاندماج والتواصل الاجتماعي الإيجابي.
برامج داعمة لمستقبل واعد
أتاحت المؤسسة الفرصة من خلال برامج التمكين المهني الوظيفي الفرصة للأيتام لتحقيق الاستقلالية المادية وضمان مصدر دخل ثابت لهم، من خلال تحسين قدراتهم السلوكية في المسار الوظيفي، والمساهمة في وضع بصماتهم المهنية في الورش العملية، انطلاقاً من إيمان المؤسسة بأهمية تنمية الجانب الإبداعي والعملي بما يواكب تهيئتهم لغرس مهارات مهنية ووظيفية مبتكرة، بما يتواءم مع تحقيق مخرجات متوافقة للتحول التدريجي إلى الإستقلال المادي كبرامج التدريب والتطوير الوظيفي.
رعاية صحية
كما أولت برامج التمكين الصحي أهمية كبيرة؛ ضمانًا لتوفير الرعاية الصحية للأيتام والأوصياء والإرتقاء بوعيهم وتثقيفهم صحياً سعياً لتمكينهم في الجانب الصحي وملامسة احتياجاتهم الصحية بطريقة تثقيفية وتعويدهم على أسلوب الحياة الصحي.
ويشمل خدمات التمكين الصحي تقديم مساعدات في الجانب الصحي كسداد الرسوم العلاجية ورسوم إجراء عمليات جراحية، وتكاليف شراء أدوية، وتوفير مستلزمات طبية بالإضافة إلى إصدار وتجديد بطاقات صحية، وتقدم المؤسسة أيضاً البرامج التوعوية والدورات وورش العمل التي تقام على مدار العام لرفع الوعي الثقافي الصحي.
بيئة لائقة لأسرة اليتيم
ومن واقع معايشتها وزياراتها الميدانية تطبق المؤسسة برامج التمكين البيئي بهدف تنفيذ أعمال الصيانة الضرورية لمنازل الأيتام، لتوفير البيئة اللائقة لهم استشعاراً بأهمية المسكن في توفير الإستقرار النفسي للأسرة مما يحقق صحة نفسية أفضل لهم.
وتنوعت البرامج المقدمة في جانب التمكين البيئي وجاء على رأسها مشروع «جدران»الذي يعد مشروع تطبيقي يهدف إلى تحقيق بيئة سكنية حامية وصحية وملائمة لأسرة اليتيم، تنفذ من خلاله أعمال صيانة مختلفة لمنازل أسر الأيتام، وتوفر الخدمات الأساسية التي تجذب اليتيم للمنزل، وتحقق لديه تقبلاً لوضعه وواقعه، وذلك من خلال توفير المستلزمات الاستهلاكية اللازمة لكل أسرة، والتكفل ببعض أعمال الصيانة المنزلية، والقيام بأعمال الصباغة، وتزيين حدائق المنازل، وتوفير الأثاث والمفروشات.
بناء قدرات الأيتام
تؤمن مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، أن مسؤولية بناء قدرات الأيتام يتشارك فيها الجميع بدءًا من الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات العاملة على خدمتهم، وصولاً إلى المجتمع بمختلف فئاته، وتعمل المؤسسة من هذا المنطلق بالتعاون مع الشركاء على تأهيل الأبناء المنتسبين لها، وتمكينهم وتنمية مواهبهم العلمية والفكرية والإبداعية، وتوظيف طاقاتهم وقدراتهم بفاعلية وإيجابية، وذلك بإلحاقهم بورش العمل، والدورات التأهيلية، والأنشطة المجتمعية، وعقد الحلقات الشبابية مع النماذج الوطنية المُلهمة لتحفيز الأيتام ودفعهم للتمسك بأحلامهم وطموحاتهم.
إضافة إلى تنفيذ البرامج القيادية التي تدعم شخصية اليتيم وتبني بداخله الصفات القيادية، وقيم الحوار المثمر مع الآخر.
وتوظف المؤسسة برامجها التخصصية في المجالات النفسية، والاجتماعية، لتزويد الأيتام بالآليات والأفكار والأساليب المحفزة التي يحتاجون إليها للسعي نحو المستقبل بوعي ومعرفة.
ويحقق تعاون المؤسسة مع مختلف أفراد المجتمع ومؤسساته مبدأ تنوع الفرص المتاحة للأيتام لاكتساب الخبرات المختلفة وتحفيز الدافعية وصقل إبداعاتهم في المجالات المختلفة.
خطط مستقبلية لتمكين مستدام
وتتبنى إدارة المؤسسة خطط استراتيجية طويلة المدى تهدف من خلالها إلى تحقيق التمكين في مختلف مجالاته وتثقيف منتسبيها وإعدادهم لتحمل المسؤولية في الأسرة بعد غياب الأب، فتقوم بتوفير الفرص التي تطورهم وتمكنهم من المشاركة الفعلية في المجتمع التي ينعكس أثرها على الابن اليتيم وأسرته بشكل إيجابي .