جار التحميل...

°C,
تستند لأصوات أجراس ومعلومات عبر مكبرات

كرة القدم الخاصة بالمكفوفين بجنوب السودان تعيد إليهم الأمل والثقة

May 22, 2023 / 9:12 PM
أعادت كرة القدم الخاصة بمن يعانون قصوراً في نظرهم، الأمل في الحياة، والثقة بالنفس إلى المكفوفين في جنوب السودان، الذين عليهم أن يستندوا عند اللعب إلى أصوات أجراس موضوعة داخل الكرة، ومعلومات تُسمَع عبر مكبرات صوت تهدف إلى توجيههم، بينما ينبغي عليهم أن يصيحوا "أنا ذاهب"، عندما يتواجهون مع خصومهم، بهدف تحذيرهم، وتقليص خطر تسجيل إصابات.
الشارقة 24 – أ ف ب:

عاش مبارك جوزيف هيلاري الكفيف، منذ أن كان في الخامسة عشرة، منعزلاً داخل منزله في جنوب السودان مدى سبع سنوات، قبل أن يكتشف كرة القدم الخاصة بمَن يعانون قصوراً في نظرهم، والتي أعادت إليه الأمل في الحياة والثقة بالنفس.

وكان هيلاري (27 عاماً)، الشغوف بكرة القدم انضم قبل خمس سنوات إلى فريق "جوبا بويز"، وهو من فرق كرة القدم الخاصة بالمكفوفين النادرة في عاصمة جنوب السودان.

ويوضح هيلاري، بتُّ أدرك أنني أصبحت قادراً على إنجاز أمور كثيرة كنت اعتبرها مستحيلة، ويتابع كنت حزيناً جداً ووحيداً، لكنني أشعر بالحرية والسعادة منذ بدأت أمارس كرة القدم الخاصة بالمكفوفين.

وسيقود هذا الكابتن، الذي يبدي فخراً بما يحققه فريقه في نهائي النسخة الأولى من البطولة الوطنية للمكفوفين المقررة، الأسبوع المقبل، في هذا البلد الإفريقي الذي لا يزال يتخبّط جراء انتشار العنف فيه والفقر المدقع الذي يعانيه سكانه والكوارث الطبيعية التي تطاله، بعد خمس سنوات من حرب أهلية دموية، استمرت من 2013 إلى 2018.

وفي جنوب السودان، يفتقر إلى الكثير من البنى التحتية، تُضاف الإعاقة إلى الصعوبات الكثيرة في التنقل والبحث عن وظيفة وممارسة الرياضة.

ويشير سايمن مادول أكول، وهو مدرب في اتحاد جنوب السودان لكرة القدم الخاصة بالمكفوفين، إلى أنه يُعتبر مَن يعانون قصوراً في نظرهم أشخاصاً لا يستطيعون إنجاز الكثير ويتم استبعادهم من معظم الرياضات، ويتابع نلاحظ أنّ كرة القدم يمكنها أن تعيدهم إلى الملعب.

ونوع إلى أن المسألة كانت معقدة بالنسبة إلينا عندما بدأنا في العام 2020 نمارس هذه الرياضة، مضيفاً لم يكن هناك حينها سوى لاعبَين فقط.

وراهناً، بات عدد المكفوفين الذين يمارسون كرة القدم ثمانين شخصاً، يتنافسون في المباريات التي تُقام في جوبا، ويسعون إلى ترسيخ وجودهم في مناطق أخرى من جنوب السودان.

وتشارك أربعة أندية في كل دوري جديد، فيما انطلق الشهر الفائت، أحدث دوري في هذه الرياضة، بينما يتنافس في المباريات، فريقان من خمسة لاعبين، أربعة منهم يعانون مشكلات في بصرهم وحارس مرمى يتمتع بحاسة نظر جيدة.

ويتنقل اللاعبون، مستندين إلى أصوات أجراس موضوعة داخل الكرة، وكذلك بفضل نصائح يوفرها لهم مرشدان موجودان خلف المرمى، بالإضافة إلى المعلومات التي تُسمَع عبر مكبرات صوت تهدف إلى توجيه اللاعبين بصورة أفضل.

وينبغي على اللاعبين أن يصيحوا "فوي" ("أنا ذاهب" بالإسبانية)، عندما يتواجهون مع خصومهم، بهدف تحذيرهم وتقليص خطر تسجيل إصابات.

إلا أنّ الإصابات هي جزء لا يتجزأ من المباراة، بحسب مبارك جوزيف هيلاري الذي كان يمارس كرة القدم قبل أن يفقد بصره.

وبثقة استعادها من خلال هذه الرياضة، افتتح الشاب الأكبر بين أشقائه الثمانية، كشكاً لبيع التبغ في منزله الذي هو عبارة عن كوخ متواضع مصنوع من الخيزران وتحيط به أشجار الليمون والغوافة.

ومن خلال الأرباح المتأتية من بيع التبغ، أعاد هذه السنة ارتياد المدرسة التي كان تركها بعدما فقد بصره عام 2011، ويؤكد كنت أعتقد أنها كانت النهاية.

ولا يخشى حالياً من اجتياز عشرة كيلومترات، حاملاً عصاه البيضاء للوصول إلى مدرسته، في خطوة تمنحه استقلالية جديدة.

ولم يعد مبارك جوزيف هيلاري، يمنع نفسه من الحلم، وعلى غرار عدد كبير من لاعبي كرة القدم المكفوفين، يأمل في أن يصل منتخب جنوب السودان إلى المسابقات الإفريقية الرسمية، أو المشاركة حتى في دورة الألعاب البارالمبية.
May 22, 2023 / 9:12 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.