يبحر "الشارقة 24" في أعماق الحرف التراثية الإماراتية من خلال برنامج "صنعة الأجداد" الذي يُعرض يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع طوال الشهر الفضيل، على مدار 8 حلقات.
الشارقة 24 - محمود سليم:
شكل البحر مصدر رزق كبير لأهالي الإمارات في الماضي معتمدين على المراكب الخشبية سواء لصيد الأسماك أو الغوص على اللؤلؤ وحتى السفر ونقل البضائع، وهو ما دفعهم لامتهان صيانة هذه السفن، فيما يعرف بـ "الجلافة" كما يوضح علي العبدان، مدير إدارة التراث الفني بمعهد الشارقة للتراث.
ويشير العبدان، خلال الحلقة الثالثة من برنامج "صنعة الأجداد"، إلى أن المنطقة التي كانت تصان فيها السفن كانت تسمى "الجداف" مثل منطقة الحيرة قديماً في الشارقة، فكانت تُعلى السفينة إلى أرض الشاطئ بواسطة دوار الشامي التي كانت تصنع قديماً من الخشب ويركب فيها أذرع خشبية وحبل سميك، موضحاً أن جسم السفينة يغطى بالشراع للحفاظ عليه من الاحتكاك.
وأضاف أن السفينة كانت تُجر بواسطة "الموجلة" وهي عبارة خشبة على شكل رقم سبعة، ويوضع عليها الودج "شحوم الأسماك والحيتان"؛ لتسهيل عملية الانزلاق، وأول ما يقوم بفعله طاقم إصلاح السفينة هو إزالة القواقع الملتصقة بجسد السفينة، ثم الخشب التالف والمسامير، ويدهن الجميع بالزيوت المستخرجة من الأسماك ويترك ليجف ليكون جاهزاً لرحلات البحر مرةً أخرى.