الشارقة 24:
استضافت جامعة الشارقة فعاليات المؤتمر العلمي الدولي "المتلازمات النادرة المرتبطة بالإعاقة" والذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالتعاون مع ووزارة الصحة ووقاية المجتمع وجامعة الشارقة كشريك استراتيجي للمؤتمر على مدار يومين، ويهدف إلى تسليط الضوء على أحدث المستجدات والممارسات الطبية والخبرات العلمية سواء المحلية أو العربية أو العالمية للأشخاص ذوي المتلازمات النادرة، من خلال التطرق إلى أربعة محاور منها الطبي والتربوي التأهيلي والإرشاد الأسري والعلاج بالفن.
وألقى الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير الجامعة الشارقة كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أشاد فيها بهذا التعاون والشراكة الرائدة بين الجامعة ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والعمل على تقديم كافة أشكال الرعاية والدعم للطلبة من ذوي الإعاقة وفق رؤية تفضل بصياغتها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ومؤسس جامعة الشارقة بدعم وتوجيهات سموه الرشيدة بالعمل على توفير كافة سبل الدعم لهم في آفاق التعليم العام والجامعي، وأضاف مدير الجامعة أن المؤتمر يُعد بلورة للجهود العلمية والمجتمعية والممارسات العالمية والمحلية الرائدة في مجال المتلازمات النادرة المرتبطة بالإعاقة باعتباره مجالاً هاماً يستدعي المزيد من البحث والاهتمام ولاسيما فيما يتعلق بجوانبه التربوية والنفسية.
كما شاركت الجامعة ضمن فعاليات المؤتمر أيضاً بمجموعة من البحوث التي قدمها أعضاء الهيئة التدريسية، والمشرفين في مركز الموارد لذوي الإعاقة، وكذلك في عضوية اللجنة العلمية للمؤتمر، وكذلك في تنظيم وإدارة عدد من الجلسات العلمية.
وأدارت هذه الجلسة التي تناولت محور العلاج بالفن ودوره في الخدمات المقدمة لذوى الإعاقة، الأستاذة الدكتورة نادية مهدي الحوسني عميد كلية الفنون الجميلة والتصميم، عرض خلالها الدكتور محمد يوسف أستاذ مساعد في كلية الفنون الجميلة والتصميم ورقته البحثية التي تدور حول العلاج بالفن وذلك من خلال التركيز على رسوم الأطفال والتعمق في العالم الخاص بهم بعيداً عن التأثيرات والتوجيهات، والنظر إلى ميولهم وألوانهم المرتبطة بالحالات، حيث تم خلال التجربة متابعة أصحاب الهمم فئة التخلف الفكري من خلال الاطلاع على الحالات في العيادات النفسية بعد فحص الرموز التي يطرحونها في رسوماتهم، تبينت الدراسة على أن المتلازمة عند الذكور يميلون إلى رسوم العنف وهي طبيعية، أما الإناث فهم يميلون إلى الألوان الهادئة، حيث تختلف الحالات من حالة إلى أخرى ويجب التعامل معهم بخصوصية دون التعرض إلى الضغوط، ونجحت الدراسة في المعالجة بالألوان والخروج من العزلة والاندماج بواسطة التلوين والتشكيل.
وفي نفس الجلسة قدم الدكتور باسم أحمد عبد الغفار مرشد نفسي بعمادة شؤون الطلاب ورقة بحثية تدور حول متلازمة تشارچ كأحد مسببات الإعاقات الشديدة والمتعددة في محور العلاج بالفن والتي تهدف إلى استعراض السمات الجسدية والنمائية للأطفال من ذوي متلازمة تشارچ لزيادة وعي التربويين بالأعراض، ومناقشة أثرها على النمو والتطور والاحتياجات التربوية الفريدة، والممارسات التربوية الأفضل للتدخل، وتُعد متلازمة تشارچ أحد الأمراض الوراثية النادرة ذات الطبيعة المعقدة، ويمتد أثرها للعديد من أجهزة الجسم ووظائفه.
وقدمت يمنى عمار نصوح مرشد نفسي بمركز الموارد لذوي الإعاقة بالجامعة ورقتها البحثية في هذا المحور حول التعليم الدامج في مؤسسات التعليم العالي، حيث سلطت الضوء على تجربة جامعة الشارقة في دمج وتعليم الطلاب الذين يعانون من المتلازمات النادرة من خلال عرض دراسة حالة طالبة مصابة بمتلازمة برادر ويلي (PWS)، وهي حالة وراثية نادرة، وتهدف الدراسة إلى تقييم الطالب قبل وبعد التسجيل في الجامعة باستخدام المقاييس العالمية المعتمدة ومن ثم مقارنة النتائج بالتحصيل الأكاديمي للطالبة، ويفسر هذا التطور بعدة عوامل من أهمها أن تعرض الدماغ لمثيرات حسية أثناء عملية التعليم والتي ساهم في تحسين جودة أداء المناطق القشرية وهي المسؤولة على الذاكرة والإدراك السمعي والبصري وغيرها وفق نظرية اللدونة العصبية.
وقدمت كل من الدكتور فاطمة أحمد الغرباوي، والدكتورة نورة ناصر سليم الكربي من قسم علم الاجتماع، ورقة عمل عن المتلازمة النادرة في المجتمع الإماراتي وهي قراءة سيوسولوجية لأشكال دعم أسر الأشخاص ذوي المتلازمات النادرة، والتي تهدف إلى معرفة الوعي لدى أفراد المجتمع الإماراتي تجاه الأمراض ذات الإعاقات النادرة في المجتمع الإماراتي من خلال بُعدي المعرفة العامة في الأمراض، والمعرفة نحو أنواع العلاج المقدم لهذه الفئة، عن طريق مسح اجتماعي بالعينة شمل 110 من طلبة جامعة الشارقة، وقد تبين وجود وعي بمستوى متوسط لدى أفراد العينة تجاه عدداً من المتلازمات المختلفة منها متلازمة داون ومتلازمة اكس هش ومتلازمة مواء القطط، وأوضحت الدراسة وجود فجوة بين المعرفة العامة والمعرفة بالدعم المقدم ذلك لتفضيلهم لعزل هؤلاء الأشخاص ونبذهم بالمجتمع.