الشارقة 24 - مطر الحوسني:
شارك عدد من المخرجين، بفعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2023"، بعرض نماذج عدة من الأفلام القصيرة التي تضمنت رسائل مفيدة للمشاهدين.
أفاد المخرج الكويتي المميز جاسم المهنا، بأن وظيفة الإخراج كانت حلماً من الصعوبة تحقيقه بنظر البعض، ولكن اليوم قام بإخراج مجموعة من الأفلام والمسلسلات الخليجية التي تعتبر من الأكثر مشاهدة وعرضاً في الوقت الحالي على مستوى العالم.
وأكد المهنا، في تصريحات خاصة لـ"الشارقة 24"، أن المهرجان الدولي للتصوير، ساهم في التقاء المخرجين وتبادل الخبرات وتعريفهم بالأعمال المتنوعة الموجودة في "اكسبوجر"، من خلال الصور والفنانين من مختلف أنحاء العالم.
بدوره، أشار المخرج اللبناني سمير سرياني، إلى أهمية الأفلام القصيرة، والتي تعد بنفس أهمية الأفلام الطويلة، ولكن الاختلاف بينهما يكمن في أحداث القصة، ففي الطويلة تكون الأحداث أكثر تفصيلاً من القصيرة، لافتاً إلى أن الأفلام تنقل رسائل تفيد المشاهدين.
وأضاف سرياني، في حديثة لـ"الشارقة 24"، أن من التحديات التي يواجهها المخرج في إنتاج الأفلام القصيرة، عدم وجود مردود مادي في معظم الأحيان، بالرغم من أهميتها في إيصال الرسائل التي لا تختلف عن نظيرتها الطويلة.
جاسم المهنا: ثق بهويتك العربية وستصل إلى العالمية فوراً
من جهة أخرى، استضافت "منصة X" في المهرجان المهنا، في جلسة بعنوان "أن نسرد قصصنا: وجهة نظر المخرج في القصص العربية"، تحدث فيها عن أثر القصص العربية على مخرجات السينما والدراما في عصرنا الحديث، ومدى تأثير هذه القصص في الجمهور، مشدداً على أهمية قصصنا الأصيلة، وقيمة ثقافتنا العربية بشكل عام في رفد السينما والدراما بالعديد من الروائع.
واستهلت الجلسة، بعرض العديد من أعمال جاسم المهنا، كمسلسل "الناموس" الذي عرض في رمضان 2021م، ومسلسله الأخير "الصفقة" الذي يعرض على منصة نتفليكس، حيث أوضح المخرج الكويتي، أن الصفقة قصة مستوحاة من الواقع الكويتي، انتقلت بها من المحلية للعالمية، وقد ترجم الفيلم وعرض في 190 دولة حول العالم، ومن هذه الفكرة شدد المهنا، على فكرة أن القصص المحلية قادرة على الانتشار عالمياً، وكي يحدث هذا يقول: "ثقْ بهويتك العربية، وستصل للعالمية".
وتحدث المهنا أيضاً، عن بدايات شغفه حين كان يمسك كاميرته البسيطة ويجمع أبناء عمه ويوزعهم محاولاً تقمص دور المخرج، ثم انتقاله لنيوزيلندا وقضائه سبع سنواتٍ لدراسة الإخراج السينمائي هناك، وشارك المهنا مع جمهور منصة X العديد من الذكريات المتعلقة بشغفه وحرفته، منها زيارته للجمعية الأميركية للمخرجين، وحديثه مع أحد كبار المخرجين هناك حول نقطة الانطلاق إلى العالمية، وتذكره لنصيحة هذا المخرج أن كل أعلام هوليوود بدأوا قصتهم في بلدانهم ولم يبدأوا في هوليوود.
وتوقف المخرج الكويتي، عند ضرورة الإيمان بالكوادر المحلية وأبناء الوطن في دفع عجلة الفن والسينما إلى الأمام، واستشهد في حديثه هذا بمسلسله الناموس الذي كان 90% من فريق عمله من الكويت، وأضف في هذا السياق، أنه كان مدير تصوير الناموس من أميركا، شخص متواضع غير معروف كثيراً هناك، بعد أن عرض المسلسل، قام هذا الرجل بعرض صور منه في هوليود، افتتنوا هناك بالصور، وتعاقدوا معه ليصور فيلم زومبي 3 المعروف عالمياً، لذلك فإن الصورة من الكويت هي التي قادت مدير التصوير للمشاركة في أحد أشهر الأفلام عالمياً.
سرياني: استخدمت الأشعة تحت الحمراء والأسود والأبيض لأجسّد العنف والإنسانيّة معاً
كما شهدت "منصة X"، في سادس أيام المهرجان، جلسة تفاعليّة، مع المخرج سمير سرياني، تناول خلالها تقنية التصوير بالأشعة تحت الحمراء وباللون الأبيض والأسود، لصناعة الأفلام، مستعرضاً تجربته منذ بداية ظهور شغفه في هذا المجال.
وأشار سرياني، إلى أن خبرته اليوم تمتدّ لأكثر من 14 عاماً في هذا المجال من التصوير، لافتاً إلى أنها نمت منذ سنواته الجامعيّة حيث وقع حينها بحب كل ما يتعلّق بالكاميرا والتصوير، وبدأ مسيرته كمصور سينمائي، وشارك في تصوير العديد من الأفلام، ومرّ بمراحل صعبة حملت الكثير من الأخطاء، إلى أن قرر دخول عالم الإخراج السينمائي، وكانت البداية مع إحدى الفيديوهات لفنانة شهيرة حيث لاقى نجاحاً كبيراً، وبدأ من بعدها مسيرته الجديدة.
وتناول المخرج اللبناني، خلال الجلسة، أسلوب ومنهج عمله، عبر التطرق إلى فيلمه القصير "تماس" الذي أخرجه في العام 2016 عبر تقنية التصوير بالأشعة تحت الحمراء وباللون الأبيض والأسود، ويتحدّث عن قصة قناص يعيش على حدود بلده، ويقتل كل من يحاول عبور تلك الحدود، ومن ثم يقوم بجمع مقتنيات ضحاياه، إلى جانب جمع بعض الأشياء التي تبقيه على قيد الحياة.
وأوضح سمير قائلاً: كان عليّ أن أقدم تلك الشخصية بكل ما فيها من عنف ومشاعر إنسانيّة، ولذا كان لا بدّ من تقنية جديدة، وهنا بدأت بفكرة التصوير بالأشعة تحت الحمراء باللون الأسود والأبيض، وتساءلت: لماذا ترد هذه التقنية في ذهني؟ وكنت أجيب: ببساطة بسبب ما كنت أسمعه من قصص اللاجئين المروّعة، إذ كنت عندما أنقل هذه القصص إلى والداي لا أجد منهم أي تأثر، وهنا جاءت المفارقة بين الجمع بين المتناقضات.
وأضاف المخرج اللبناني، أن الأبيض والأسود، يظهر جوّاً مشحوناً وقاسياً يعكس الانتقام والعنف، ولكن لا بدّ من إظهار المشاعر الإنسانية كذلك، وهنا يأتي دور الأشعة تحت الحمراء.
وحول كيفية توظيف هذه التقنية في التصوير أضاف سرياني، أنه عبر هذه التقنية نجعل غير المرئي يصبح مرئياً، وقد استخدمنا فلاتر توضع أمام العدسة تجعل اللونين الأحمر والأخضر أكثر سطوعاً، فيما يكون اللون الأزرق أكثر غموضاً، فالسماء لكونها زرقاء تصبح غامضة، والأرض لكونها خضراء تصبح ساطعة.
وتحدّث سرياني، عن كيفية تحويل كاميرته العادية إلى كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، عبر التنسيق مع شركة أجنبية لاستبدال الفلاتر، وعرض العديد من مقاطع فيلمه القصير "تماس" التي تُظهر النتيجة التي حققها عبر كاميرته العادية المحوّلة.