صالون الشارقة الثقافي ينظم ندوة بمصر حول المرأة في الأدب العربي

الشارقة 24:

استضاف معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ54، صالون الشارقة الثقافي التابع للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، لتنظيم ندوة بعنوان "الأدب العربي بصياغة المرأة"، نظمها المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس، وحضر اللقاء عدد من أستاذة الجامعات والمهتمين بالقضايا الأدبية والثقافية في مصر.

وشهد الصالون، حضور سعادة مريم الكعبي سفيرة الدولة في جمهورية مصر العربية التي قامت بزيارة موقع تنظيم صالون الشارقة الثقافي، حيث رحبت بالوفد مبدية اعتزازها بمشاركة الصالون في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتنظيم فعالية ثقافية يشارك فيها صوت من الإمارات وصوت من مصر، وأكدت ضرورة مثل هذه المشاركات من مؤسسات الدولة في المناسبات المختلفة بمصر خاصة المناسبات الوطنية كاليوم الوطني لاتحاد الإمارات، وحضرت الاستقبال الشاعرة شيخة الجابري، وخبيرة التراث فاطمة المغني، وشهرزاد الأنصاري، والإعلامية فاطمة محمد.

وانعقدت الجلسة الحوارية التي أدارتها فاطمة محمد المسؤولة الإعلامية في المكتب الثقافي والإعلامي، وشارك فيها محمد عطية محمود الناقد الأدبي المصري المعروف، بورقة تحدث فيها عن جدل مشاركة المرأة  الأدبية في المشهد الثقافي العربي، قال فيها: بالرغم من ذكورية التاريخ الثقافي العربي وانفراده بتلك الإبداعات المعبرة عن البعد الإنساني والبيئي وبلوغ ناصية البيان والبلاغة، إلا أن حضور المرأة العربية في مضمار الثقافة والإبداع ظل مثاراً لجدل واسع حول ماهية وجود وجدوى ما تقدمه للمشهد الأدبي/ الثقافي عموماً من مشاركات فاعلة تتباين صورها وتتدرج بين البهتان والسطوع، وتتفاوت في التأثير، على مدار الحقب التاريخية التي كان للمرأة حق الظهور فيها ومزاحمة الرجل/ العنصر الذكوري في التسلل إلى الذائقة العربية المستمدة من تاريخ أصيل مع لغة الضاد، وما تقدمه من جماليات وبلاغة وإدهاش ومتعة تجعل التعامل مع اللغة ذاتها حجة إبداعية ومهارة سابغة بكل تلك الجماليات.

وأضاف محمود، أنه في عمق التاريخ تبدو تلك الصلة الوطيدة بين المرأة العربية والإبداع، وإن كان من خلال حضور ضعيف أو نادر المثال في بيئة تعتمد احتجاب المرأة وابتعادها عن المشهد ككل والمشهد الإبداعي كجزء، بداية وانطلاق من ديوان العربية الأول، الذي كان لسان حال البيئة العربية والمرجعية الفكرية السائدة.

وسلط محمود، الضوء على تجارب نسائية مميزة، ساهمن في التأثير في الثقافة العربية المعاصرة، منهن مي زيادة وفدوى طوقان ولطيفة الزيات ود. نوال السعداوي، وغادة السمان، وأحلام مستغانمي، وغيرهن.

بعد ذلك سردت الشاعرة الإمارتية شيخة الجابري مسؤولة النشاط الثقافي في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، تاريخ المرأة الإماراتية في مجال الإبداع الأدبي والثقافي، حيث أوضحت تتحول الإمارات بذلك من الاقتصاد القائم على رأس المال إلى اقتصاد المعرفة لتتمكن من مواكبة التغيرات العالمية المتسارعة، وذلك فوق استراتيجية تضع المرأة على رأس الأولويات في جهود ومشاريع ومبادرات التمكين، ولا غرو أن يُترجم كل ذلك بإعلان سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، عن تخصيص يوم للاحتفاء بالمرأة الإماراتية وإنجازاتها منذ ما قبل تأسيس الاتحاد ليكون يوم الثامن والعشرين من أغسطس من كل عام يوم للمرأة الإماراتية.

وتابعت المطيري، في هذا السياق والحديث عن المنجز الثقافي للمرأة الإماراتية المبدعة شاعرة كانت أم قاصة أم روائية أم باحثة وقيادية، فإننا حين نتحدث نضع في ذات البوصلة اتجاهات دولة الإمارات الاستشرافية في القطاع الثقافي والتنمية الوطنية والقوة الناعمة وتنمية المعرفة بشكل عام الأمر الذي لا يستقيم ما لم يتكئ على عمق ثقافي حقيقي تمثله حضارة الإمارات وتاريخها وإثرها المعرفي العميق، وقيمها الإنسانية الراسخة القائمة على التسامح والتماسك واحترام الآخر.

وتابعت المصري، أن الفعل الثقافي يأتي ليتفاعل مع الواقع الذي نعيش وهو يقدم تصورات لمجمل الحراك البشري الذي تشهده المجتمعات، المتتبع للنهضة الشاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة وما تشهده من تطور متصاعد يلاحظ الاهتمام الذي توليه الدولة للثقافة والفنون بمختلف أشكالها، سواء من خلال إقامة الفعاليات الثقافية المحلية أو جذب واستضافة النشاطات العالمية، أو فيما يتعلق بالمشاريع الثقافية الطموحة المنجزة أو التي هي قيد الانجاز ما يجعل الدولة مهيأة لتصبح مقصدا عالميا لطالبي الثقافة والسياحة المعرفية.

وأشارت إلى عدد من الكاتبات الإماراتيات المؤثرات في المشهد الثقافي الإماراتي، مثل صاحبة القصيدة الوحيدة سلمى بنت بن ظاهر، وشيخة الناخي، وظبية خميس، وأمينة بو شهاب، وصالحة غابش، ونجوم الغانم، ومريم جمعة، وأسماء الزرعوني، وسارة الجروان، وغيرهن.