نظم المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، وضمن فعاليات صالون الشارقة الثقافي، جلسة فكرية، تحت عنوان "ثقافة كاتب الأطفال بين لغتي الطفل واليافع"، بمشاركة الأديبة المعروفة أمل فرح.
الشارقة 24:
ضمن فعاليات صالون الشارقة الثقافي، نظم المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، جلسة فكرية، تحت عنوان "ثقافة كاتب الأطفال بين لغتي الطفل واليافع"، بمشاركة الأديبة المعروفة أمل فرح، وأدارها الجلسة د. سعيد العمودي.
بدأت الجلسة، بفيديو تعريفي بالكاتبة أمل فرح، المتخصصة بالكتابة للطفل، والحاصلة على عدد من الجوائز والتكريمات، ومنها جائزة اليونسكو الدولية للتسامح في كتب الأطفال.
وأشارت أمل فرح، إلى أن عنوان الجلسة يوحي بتصنيف يقسم المتلقي إلى طفل ويافع، بينما في الواقع تعتبر الطفولة المرحلة العمرية المتبقية في كل الأعمار.
وأكدت فرح، على أن أدب الطفل جزء رئيسي في كل عمل يخاطب العقل والوجدان، ويكون بمثابة مساحة التحرر من قيود الضغوط ويمنحنا القدرة على تحمل العالم والتعامل معه بشكل أفضل، وأنَّ أدب الطفل واليافع يعني اللغة ودرجة الوعي التراكمي اللغوي، والتجربة التي لم يعشها الطفل بعد.
وأضافت الكاتبة، أنَّ الأصوات التي تدعي أن أطفالنا لا يحبون القراءة، يعد ادعاءً وتصوراً خاطئاً يجب تصحيحه، واستدلت على كثافة انتشار كتب "هاري بوتر" بين اليافعين والأطفال العرب، ورغم كبر حجم الكتاب وخلوه من العناصر البصرية كحال الكتب الأخرى، إلا أنه يُعد دَليلاً على وعي أبنائنا تجاه أهمية القراءة ومخرجات أدب الطفل.
وأكدت أمل، أن من أصعب أنواع الكتابة هي الكتابة للطفل، وليس كما يظن البعض، أنها الكتابة الأسهل والأيسر، كما أرى أنه ليس هناك أدب للكبار وأدب للصغار، بل هناك لغة أراعيها وأعتني بها أثناء الكتابة لأصل لعقل المتلقي وأكون مؤثراً بشكل كبير، مع ضرورة الاعتراف بأدب الطفل كأدب مؤثر ذو هدف وذو قيمة، يناقش هموماً وقضايا ويجيب عن أسئلة، ويفتح أفقاً للمعرفة، فهذا الأدب هو الذي يجعل القراءة مستدامة، وذات أهمية.
وأشارت أمل فرح، إلى أننا في الوطن العربي لا ننتج البرامج والمسلسلات والأفلام المخصصة للطفل، بل نستوردها من الخارج، لذا نحن نحتاج لسياق ثقافي عام ليدرك الطفل أهمية القراءة، لأنه مستهدف حقيقي لتنمية كل عمل مميز، فالمستقبل مرهون بالطفل، فكل عمل مقدم له هو بمثابة تعليم للطفل من الصفر، لذا ينبغي أن يكون العمل مدروساً وممنهجاً ومؤثراً بشكل إيجابي لخلق وعي وفكر لدى الطفل.
وحول وجود سمات معينة لأدب الطفل اليوم في العصر الرقمي، وهل أثر هذا في ثقافة الكتابة للأطفال، قالت أمل فرح: لا أمانع في وجود تطور معرفي وتطور في آليات وأدوات النشر والوصول للمتلقي، مع ضرورة بقاء اللغة والأفكار والمشاعر ثابتة وأيضاً معايير الكتابة للطفل يجب أن تبقى كذلك ثابتة، كما يمكن الاستفادة من تطور أدوات الكتابة مع ثبات قيمنا وأفكارنا، فالكتابة للطفل تحتاج لوعي كبيـر وفِكر متفتح، وألمحت إلى قدرتنا على التعامل مع التحديات للكتابة الموجهة للأطفال ومنها ضرورة وجود درجة كافية من الثقافة العلمية، وتكوين وجهة نظر الكاتب وفلسفته الخاصة وتصوراته العميقة ورسالته كإنسان، وتجديد الثقافة والتزامن مع المستجدات من حوله.
وعن أهمية رفع المستوى الثقافي للطفل من خلال ما نكتبه له، أضافت فرح، أن الكاتب يقتات على وقت القارئ، لذا هو مسؤول ومحاسب على هذا الوقت، وينبغي أن يشعر القارئ أنه بالفعل لم يهدر ماله ووقته مع هذا الكتاب، بل بالعكس قدم له الفكر والتجربة والعلم والأدب، وكذلك الأمر حين نكتب للطفل، فالأفكار هي المحرك الحقيقي لكل عمل نقوم بن رغم أنها غير ملموسة، لذا عندما تقرر الكتابة فأنت تشارك أفكارك مع القارئ، وبالتالي حين نكتب للطفل، علينا أن نكتب بروح الطفل التي تسكن أعماقنا، وفي نفس الوقت نسعى لرفع ثقافة ووعي وتجربة الطفل من خلال ما نقدمه له.