اختتم ملتقى الشارقة للخط، اليوم الأربعاء، فعاليات نسخته العاشرة، التي أقيمت تحت شعار "ارتقاء"، واستقطبت قرابة 25 ألف زائر من مختلف الجنسيات تجولوا على مدار 57 يوماً بين 20 جهة ومؤسسة في الشارقة، لمتابعة أكثر من 718 عملاً فنياً لـ231 فناناً يمثلون 27 دولة.
الشارقة 24:
أسدل الستار، اليوم الأربعاء، على فعاليات ملتقى الشارقة للخط بنسخته العاشرة، التي أقيمت تحت شعار "ارتقاء"، واستقطبت خلال الفترة من العاشر من أكتوبر وحتى اليوم الأربعاء، قرابة 25 ألف زائر من مختلف الجنسيات تجولوا على مدار 57 يوماً بين 20 جهة ومؤسسة في الشارقة، لمتابعة أكثر من 718 عملاً فنياً لـ231 فناناً يمثلون 27 دولة عالمية.
وبلغ إجمالي الأعمال الخطية أكثر من 50، وتوزعت بين مؤسسات محلية وأفراد، في صورة حضارية تؤكد أهمية الخط العربي.
وأوضح محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة مدير ملتقى الشارقة للخط، حول الدورة العاشرة، أنها أكدت رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في إبراز الخط العربي بوصفه فناً إسلامياً تاريخياً، ومكوّناً جمالياً يقوم على رؤية إبداعية واسعة من فنانين إماراتيين وعرب وأجانب، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الخط العربي استعاد حضوره العالمي بفضل رعاية سموّه الواسعة لهذا الفن الأصيل.
وأضاف القصير، كانت الدورة العاشرة من الملتقى بمثابة بيت الفن، وبيت الكتابة للفنانين من مختلف دول العالم، فقد أظهروا إبداعاً كبيراً من خلال ما قدّموه من أعمال لافتة تقوم مخيلة إبداعية كبيرة، ظهرت على مجمل الأعمال التي تتكوّن في بناء حروفي لافت، ويضاف إلى ذلك الورش الفنية التي استمرت على مدى أيام الملتقى حيث شهدت مشاركة واسعة من الجمهور، الذين منحتهم الورش طريقة كتابة كل حرف بالتفصيل، وتوضيح الخيارات الأخرى لكتابة بعص الأحرف.
وشهدت الدورة العاشرة، تنظيم 156 ورشةً فنيةً من فنانين ومتخصصين وأساتذة في الخط من خارج الدولة، ومنها: "ورشة الأشكال الهندسية في إخراج العمل الخطي"، و"ورشة تنسيق السطر بخط النسخ"، و"ورشة الحروفية"، وغيرها من الورش المتنوعة، "كذلك تقديم 14 عرضاً مرئياً لتجارب خطية متنوّعة، الأمر الذي منح الزوار فرصة تعلم أنواع الخطوط العربية، والاطلاع على كنهها وأسرارها الجمالية.
وشمل الملتقى، معارض فنية وخطيّة متنوعة بلغت 29 معرضاً، وذلك لفنانين يمثّلون العديد من الدول منها: الإمارات، والكويت، والعراق، وسوريا، والسعودية، ومصر، والجزائر، وكندا، وتركيا، والأردنّ، والهند، وباكستان، وليبيا، وإيران، وإندونيسيا، وتونس، وجزر القمر، واليابان، والنرويج، وغيرها من الدول العالمية.
فيما يخص الجانب النظري، شهد الملتقى تنظيم 15 محاضرة تسلّط الضوء على مستجدّات الخطِّ العربيِّ، ومنها: محاضرة ارتقاء الفن الإماراتي من جديد لخالد الجلاف، ومحاضرة خصائص مدارس الخط الديواني لأحمد فتحي، ومحاضرة التشكيل في الخط العربي وأسس العمل الحروفي لجلال المحارب، وغيرها من المحاضرات المتنوعة، كما شهد الملتقى تنظيم الندوة الدوْلية التي جاءت تحت عنوان "الخطّ العربيّ: مُدُنٌ وتاريخ"، واستضافها بيت الحكمة، وتحدّث فيها: خالد الجلاف من الإمارات، ود. صلاح شيرزاد من العراق، ود. محمد حمزة الحداد من مصر، ود. خوسيه ميغيل بويرتا من إسبانيا، ود. محمد عبد الحفيظ من المغرب، وبسام ديّوب من سوريا.
واستضاف الملتقى، 180 ضيفاً من إعلاميين ومحاضرين وخطاطين ومشرفي الورش الفنية من مختلف دول العالم.
امتنان
ومن المعارض اللافتة كان معرض "امتنان"، الذي شارك فيه 15 خطّاطاً وخطّاطة من الإمارات، حيث تعود نصوص اللوحات المشاركة فيه إلى أقوالٍ لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضوِ المجلسِ الأعلى حاكم الشارقة، كما حملت بعض الأعمال أشعاراً مهداةً إلى سموّه، وأقيم في جمعية الإمارات لفنّ الخطّ العربيّ والزخرفة الإسلامية، كما جاء معرض فنّ الزخرفة الإسلامية "ترنيمةِ الذهَب"، وشارك فيه 8 فنّانين من دولٍ عدّةٍ، حيث قدّم كلّ فنّان أعمالاً تعكسُ طبيعة الزخرفة في بلاده.
وكرّم الملتقى، قامات في الخطّ العربيّ لها أثرٌ إبداعيٌّ كبيرٌ في الساحة الفنية المحلية والعربية والدولية، وجاءت تكريمات الدورة العاشرة لثلاث شخصيّات، هي: معالي عبد الرحمن العويس عضو مجلس الوزراء وزير الصحّة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات ووزير دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، والفنّان المصريّ حمدي زايد، والخطّاط العراقيّ الراحل صادق علي الدوري تقديراً وتكريماً لجهودهم الإبداعية.
وفيما يتعلّق بمسابقة الملتقى، فقد فاز في الجائزةُ الكبرى الفنّانُ الإيرانيّ سيّد محمد وحيد جزائري، عن عملِه "الجزءُ الثلاثون"، ويتسلّم الجائزةَ بالنيابةِ عنه الأستاذ باسم يحيى.
وفي جوائزُ الاتجاهِ الأصيل، فاز أوميد عبد العلي رباني من إيران، عن عملِه "المصحفُ الشريف"، وتتسلّم الجائزةَ بالنيابةِ عنه ابنتُه شقائق أوميد رباني، وسيروان كمال علي من تركيا، عن عملِه "سورة الكهف"، وعبد الرزاق محمد المحمود من سوريا عن عملِه "دعاءُ القنوت".
وفي جوائز ُالفنونِ الخطّيّةِ الحديثةِ والمعاصرة، فاز إبراهيم الحسون من سوريا عن عملِه "الحمد لله"، ومحمد تفردين من المغرب عن عملِه "مقولة شكسبير"، ويتسلّم الجائزةَ بالنيابة عنه الفنان محمد البوسوني، وأحمد محمد بور من إيران عن عمله "وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ"، وتتسلمُ الجائزةَ بالنيابة عنه السيدة رؤيا معدني بور.
أما جائزةُ لجنةِ التحكيمِ الخاصّةُ بالخطّاطِ الإماراتي، فظَفِرَتْ بها الخطاطةُ الإماراتيةُ فاطمة الظنحاني عن عملِها "سلطان الخير".