شهدت مدينة الأقصر جنوبي مصر، انطلاق فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الشعر العربي، الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، بمشاركة أكثر من 60 مبدعاً من شعراء وفنانين على مدى 4 أيام.
الشارقة 24:
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهدت مدينة الأقصر جنوبي مصر، انطلاق فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الشعر العربي، الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، بمشاركة أكثر من 60 مبدعاً من شعراء وفنانين على مدى 4 أيام.
أقيم حفل الافتتاح في قصر ثقافة الأقصر، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وأ د. هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر، ود. صبري خالد وكيل وزارة التربية والتعليم المصرية، ود. صلاح رشوان وكيل وزارة الشباب والرياضة، ود. حمدي حسين رئيس جامعة الأقصر، وأحمد درويش رئيس إقليم جنوب الصعيد، إضافة إلى شعراء، ومثقفين، وأكاديميين، وطلاب، والمئات من المهتمين في الشعر.
في البداية، رحّب مدير بيت شعر الأقصر حسين القباحي بالحضور، مثمناً دور صاحب السمو حاكم الشارقة، في افتتاح بيوت الشعر في الوطن العربي، وكان من إحداها بيت شعر الأقصر، مشيداً في الوقت نفسه بمبادرات الشارقة لدعم الشعراء الشباب المصريين، بدءاً من تقديم 30 شاعراً مصرياً منهم 10 من شعراء الأقصر الشباب قبل 12عاماً.
وألقى سعادة عبد الله بن محمد العويس، كلمة، أكد فيها أهمية التلاحم العربي في كافة المجالات، قائلاً: "ُتواصل العلاقات الأخوية بين دولةِ الاماراتِ العربيةِ المتحدةِ وجمهوريةِ مصرَ العربيةِ مسيرتَها المباركةَ، وتعزّزُ أواصرَ المودّةِ بين أبناءِ البلدين الشقيقين في ظلِّ قيادةٍ رشيدةٍ تؤمنُ بأهميةِ التلاحمِ العربيِّ في كافةِ المجالاتِ، وهذا ما عبّرتْ عنه الخمسونَ عاماً الماضيةُ، فقد كانَ البلَدانِ نموذجاً للعلاقاتِ الأخويّةِ".
وتحدث العويس حول مهرجان الأقصر للشعر العربي، بقوله: "نحتفي اليومَ بدورةٍ جديدةٍ من مهرجانِ الأقصر للشعرِ العربيِّ، وهو أحدُ أنشطةِ بيتِ الشعرِ في الأقصر الذي يحرصُ على تنظيمِه كلَّ عامٍ ليتوّجَ ويعزّزَ أنشطةَ البيتِ المتنوّعةَ، فقد شهدت الأقصرُ الأنشطةَ الثقافيةَ المتعددةَ، أحياها أدباءُ وشعراءُ مصرَ، واستمرّ البيتُ في تنظيمِ أنشطتِه الأدبيةِ بين مدنِ ومحافظاتِ القطرِ المصريِّ العزيزِ، وبتعاونٍ وثيقٍ بين دائرةِ الثقافةِ في الشارقة ووزارةِ الثقافةِ المصريةِ".
وأعرب العويس عن شكره على الجهود المبذولة من قبل وزارة الثقافة المصرية، قائلاً: "إنّها لمناسبةٌ سعيدةٌ، أن نقدّمَ جزيلَ الشكرِ والتقديرِ إلى وزارةِ الثقافةِ في مصرَ، وإلى محافظةِ الأقصر على جهودِهما وتعاونِهما المخلصِ من أجل إنجاح هذه اللقاءاتِ الأدبيةِ، تعزيزاً للحراكِ الثقافيِّ العربيِّ، فلقد واصلَ بيتُ الشعرِ في الأقصرِ مع أقرانِه بين بيوتِ الشعرِ العربيّةِ لتقديمِ أسماءَ شعريةٍ جديدةٍ ساهمتْ في إثراءِ المشهدِ الثقافيِّ العربيِّ بالكلمةِ المبدعةِ والخيالِ المتألقِ".
وفي ختام كلمته، نقل رئيس دائرة الثقافة تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، وقال: "أتشرّفُ في هذه المناسبةِ بأن أنقلَ لكم تحياتِ صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضوِ المجلسِ الأعلى حاكمِ الشارقة، وتمنيّاتِه لكم بالتوفيق".
وأبدى هشام عزمي سعادته بانعقاد الدورة السابعة من المهرجان، قائلاً: "يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم وفي رحاب الأقصر الجميلة العريقة، في بداية احتفالية ثقافية متميزة، هي الدورة السابعة من مهرجان الأقصر للشعر العربي والذي يقام تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو حاكم الشارقة وبإشراف دائرة الثقافة بالشارقة".
وأشار إلى العلاقات التي تربط مصر والإمارات منذ 50 عاماً، بالقول: "ها نحن اليوم في مُستهلِ احتفالية ثقافية جديدة تُكرس للعلاقات التاريخية المتميزة التي تربط مصر بالإمارات العربية المتحدة بصفة عامة والعلاقات الثقافية منه بوجه خاص، وفيي هذا السياق، فلقد سعدنا جميعاً في مصر باستضافة الاحتفالية الكبرى بمرور 50 عاماً على العلاقات المصرية الإماراتية منذ أسابيع خلت، والتي شهدت عدداً كبيراً من الفعاليات والأنشطة على مدى عدة أيام، كانت فيها الثقافة والفنون حاضرة وبقوة".
"قراءات شعرية"
شارك في أولى القراءات، الشعراء: أحمد إمام، وعبد الله الشوربجي، ومحمد إسماعيل، ويونس أبو سبع، قصائد حملت موضوعات شعرية متعددة، وقرأ الشاعر أحمد إمام:
أجيئُكِ طالما نَبَتَ انتظارُ ليَبلُغَ آخرَ المُدنِ القِطارُ
خفيفًا حيثُ قَبْضُ الريح رَحْلي غريبًا حيثُ لا وَطَنٌ يُعارُ
ولي مما تُكَلِّفُني الليالي طَريقٌ أوحَشَتْ وخُطًى قِصارُ
وبي من حيرةِ الطينِ التباسٌ؛ يُفسِّرُني وبي نورٌ ونارُ
وقولي لي أُحبُّكَ حينَ لَيلي يطولُ وحينَ تَبْتَعِدُ الديارُ.
فيما كان إمام يكشف خبايا القلب، أخذ حنين الشوربجي يشده إلى والده، وبواكير طفولته، يقول:
وكانَ ليلٌ وكانتْ قريتي حَجَرا وكانَ وجهُ أبي لا يحسِنُ المَطَرا
وكانَ نصفُ رغيفٍ فوقَ مائدةٍ وكانَ شَعْبٌ كبيرٌ اسمُهُ الفُقَرا
وكانَ طفلٌ ويحشو جيبَ لثغتِه تساؤلاتٍ ولمْ يسطعْ لها خَبَرا.
وتوالت فعاليات اليوم الأول من المهرجان، حيث شهد في بيت شعر الأقصر افتتاح معرض الملتقى السادس لفن الخط العربي، بمشاركة 25 فناناً من مختلف مدن ومحافظات مصر، وقامت الأعمال على أرضية إبداعية خصبة ينمو فيها الحرف مثلما تنمو طبيعة الشجر، فارتقت الكلمات ضمن رؤية بصرية عالية تعكس قدرة أولئك المبدعين على تطويع الحرف وتدويره في لوحات تحمل نصوصا متنوعة.
وأعقب المعرض، أمسية شعرية شارك فيها 5 شعراء، هم: والضوي محمد الضوي، وشمس المولى، وعبيد عباس، ونورا عثمان.
وقرأ عبيد عباس وهو من الفائزين في جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول)، في دورات سابقة، في حقلين إبداعيين، كما يحمل سيرة أدبية تشير إلى حالة إبداعية متعددة المواهب.
يطلّ عباس من "شرفة في الطابق الخامس"، ويقرأ:
لابُدّ مِنكِ لكي نؤوّلَ مُقفلا
وطنًا يلّوحُ بابُهُ كى ندْخلا
ولنستفزَّ من السفوحِ سماءَنا ...، تلكَ البعيدةَ،
كى تحدّقَ أسفلا
لابُدَّ منكِ لكي يُغادرَ فاعلٌ
" مُتفاعلًا /مُتفاعلًا /مُتفاعلا " ..
(خلفَ الجهاتِ السِتّ ) حينَ يشدُّهُ
يُغضي مكانًا بالمكانِ مُكبَّلا
كلٌّ بصاحبهِ يُحاورُ نفسَه صمتًا
ويُطرقُ فيهِ حتى يُسدلا.
وتعددت مضامين القصائد الأخرى بين الوجداني، والوطني، والاجتماعي، مستلهمةً رؤاها من مخيلة شعرية واسعة، ومشهديات مجازية مدهشة.
"إصدارات الدائرة"
صاحب المهرجان معرض لعدد من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، وكان من بينها: مجلة الشارقة الثقافية، ومجلة الرافد، ومجلة القوافي، ومجلة المسرح، وتمكن الحضور من اقتناء المجلات حيث اطلعوا على عناوين ثقافية تنوّعت بين المحلي الإماراتي، والعربي، والعالمي.
"تكريمات"
كرّم العويس والقصير يرافقهما د. هشام عزمي شعراء أولى أماسي مهرجان الأقصر للشعر العربي، بتسليمهم شهادات تقديرية، تثميناً لجهودهم الإبداعية، والإضافة الأدبية النوعية التي أسهموا في تقديمها خلال القراءات.
"موسيقى"
وفي ختام اليوم الافتتاحي، كانت الموسيقى الوجه الإبداعي الآخر المصاحب للقصيدة، حيث عزفت فرقة الأقصر للموسيقى العربية أجمل الألحان والأغاني الشعبية والوطنية، قدّمها مجموعة من الشباب المصري المبدع.