أطلق المنتدى الإسلامي في الشارقة، اليوم الثلاثاء، فعاليات الندوة الثقافية "الرقائق في القرآن الكريم"، بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية، وتستمر على مدار يومين، على مسرح المؤسسة بضاحية اللية، وناقشت في اليوم الأول محور "الإحسان عبادة الأبرار" .
الشارقة 24:
انطلقت اليوم الثلاثاء، فعاليات الندوة الثقافية "الرقائق في القرآن الكريم"، والتي ينظمها المنتدى الإسلامي في الشارقة، بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية، على مدار يومين، في مسرح المؤسسة بضاحية اللية، وتهدف إلى غرس معاني خير الجزاء على فعل الإحسان في العبادة لله عز وجل، وفي مختلف الآفاق الأخلاقيات والسلوكيات الحياتية الرحبة، وتكشف أسرار القرآن الكريم في تزكية النفوس، ونقاء القلوب، وشفاء النفس وجمال الأخلاق، والرقي الذاتي للوصول لمقامات النفوس الصالحة.
وأشاد سعادة د. ماجد بوشليبي الأمين العام للمنتدى الإسلامي في الشارقة، بالدور الرائد للمنتدى في استنهاض الثقافة الإسلامية بمنهج علمي متزن، ونشر ثقافة الإحسان بين فئات المجتمع المختلفة، من خلال سلسلة ثقافية ثرية من المجالس العلمية والندوات والورش التعليمية المتنوعة، والتي تسعى إلى تعميق الوازع الديني في الأنفس، وتهذيبها بحميد الخصال وجميل الفضائل وفق المنهج الرباني العظيم والشمائل النبوية الشريفة.
وأكد الدكتور ماجد، أهمية الندوة في نشر ثقافة الإحسان الحق، وأضاف هو منهج حياة وأسلوب معيشة بوسطية واعتدال، ويتجلى في العبادة والمعاملة، من صلاة وحسن خلق، و طاعة وأداء الحقوق إلى أهلها، وأشار إلى أن الندوة تدعو إلى التأمل الشامل والمتكامل في مفهوم "الإحسان"، بداية من المعنى في معاجم اللغة، وما يتضمنه المفهوم من نبل المعاني في الكتاب وفي السنة المطهرة، وتستعرض بعض تأملات في دلالة كلمة الإحسان، في جوانب تهذب النفس وتعميق المعرفة المجتمعية، وتعالج معانيه الأوسع والأشمل.
واستعرض د. أحمد الرفاعي المستشار في الشؤون الأكاديمية والتخطيط بكلية الإمام مالك للشريعة والقانون، ورقة بعنوان "مفهوم الرقائق والهدف من معرفتها"، والتي تناول فيها الإحسان في الإسلام، وهو إتقان العمل الذي يقوم به المسلم وبذل الجهد لإجادته ليصبح على أكمل وجه، فإن كان العمل خاصاً بالناس وجب تأديته على أكمل وجه، وهو ديمومة استحضار الله عز وجل، مصحوبة بالسير إليه، وحضور القلب والذهول عن كل ما دونه الله عز وجل.
وبين د. الرفاعي، أنواع الإحسان ومقاماته في الإسلام، وأضاف أنه مرتبته العزيمة بعد الإسلام والإيمان، فهو عبادة الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فقد ورد في السنة قول النبي محمد في تعريف الإحسان، وكما ورد في القرآن الكريم، بأن الله يأمر بالإحسان في حقه بعبادته وأداء فرائضه على الوجه المشروع، وإلى الخلق في الأقوال والأفعال، ويأمر بإعطاء ذوي القرابة ما به صلتهم وبرُّهم، وينهى عن كل ما قَبُحَ قولاً أو عملاً، وعما ينكره الشرع ولا يرضاه من الكفر والمعاصي، وعن ظلم الناس والتعدي عليهم.
بدوره، قدم د. أحمد السعيد إمام وخطيب بقسم الإفتاء بالشؤون الإسلامية في الشارقة، ورقة عمل بعنوان "الأجور الكبيرة على الأعمال الصغيرة"، والتي عبر فيها أن للشريعة السمحة العديد من الفضائل الفريدة ومنها الأجور العظيمة على الأعمال اليسيرة، وأهمية معرفة الأجور المترتبة على الأعمال، التي تدفع أصحاب الهمم العالية إلى التسابق إلى الأعمال، واستعرض نماذج عديدة من تلك الأعمال اليسيرة التي يكون أجرها من أعظم الأجور، ومنها التوحيد، فضل الأذكار، وفضل ركعتي سنة الفجر، وفضل الدعاء الجامع لخيري الدنيا والآخرة، والاستغفار، وفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وشهد الندوة، حضور لفيف من أئمة المساجد والوعاظ بدائرة الشؤون الإسلامية، ودائرة في الشارقة، وتناقش في يومها الثاني، غداً الأربعاء، ورقتين بعنوان: "آيات من الرقائق في القرآن الكريم: جمعاً وشرحاً ويقدمها د. هادي عبد الحسين الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.