جار التحميل...

°C,
بالتعاون مع معهد غيتي للترميم ووزارة السياحة بالمملكة

"إيكروم الشارقة" يختتم دورة الحفاظ على الفسيفساء في الأردن

October 01, 2022 / 9:04 PM
جانب من الدورة
جانب من الدورة
خلال توزيع الشهادات على المشاركين بالدورة
أسدل الستار على أعمال الدورة التدريبية المتقدمة على أعمال الترميم الوقائية لمواقع الفسيفساء الأثرية: السقائف الحامية، وإعادة الدفن، التي نظمها في عَمّان كل من معهد غيتي للترميم، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية "إيكروم"، من خلال مكتبه الإقليمي في الشارقة، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار في الأردن.
الشارقة 24:

اختتمت في العاصمة الأردنية عمان، الدورة التدريبية المتقدمة على أعمال الترميم الوقائية لمواقع الفسيفساء الأثرية: السقائف الحامية، وإعادة الدفن، التي نظمها على مدى أسبوعين كل من معهد غيتي للترميم، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية "إيكروم"، من خلال مكتبه الإقليمي في الشارقة، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار في الأردن، وذلك ضمن مبادرة "موزايكون".

وحضر حفل الختام، الذي أقيم تحت رعاية الدكتور نايف الفايز وزير السياحة والآثار في الأردن، ممثلو عدد من المؤسسات الثقافية الأجنبية العاملة في الأردن، ورؤساء المؤسسات الحكومية العاملة في مجالات الثقافة والسياحة، إضافة إلى عدد من الشخصيات البارزة في مجال الآثار والحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة.

وألقى الدكتور فادي بلعاوي مدير عام دائرة الآثار في الأردن، كلمة بالنيابة عن وزير السياحة والآثار في المملكة، عبر فيها عن سعادته باستضافة هذه الدورة التدريبية المتقدمة في الأردن،. وأضاف نشعر بالفخر لما قدمته الأردن من إمكانيات لإنجاح هذه المبادرة وتحقيق أهدافها، معرباً عن تقديره لجميع الشركاء والمشاركين الذين ساهموا بشكل كبير بنجاح هذه الدورة.

من جهته، عبر المدير العام لمنظمة "إيكروم" الدكتور ويبر ندورو، عن سعادته للتعاون الطويل الأمد مع جميع الشركاء المعنيين بتنفيذ مبادرة "موزايكون" على مدى السنوات الماضية، وتابع أن هذا التعاون المثمر مع شركائنا على المستويات الدولية والإقليمية ينبع من التزامنا الدائم تجاه الدول الأعضاء بدعمها في حماية التراث داخل حدودها وخارجها.

وأضاف ندورو، من خلال دورات تدريبية مماثلة، قامت منظمة "إيكروم"، خلال العقود الستة الماضية، بالمساهمة في إعداد أجيال جديدة من القادة المحترفين والحكومات الذين يتمثل دورهم في حماية وتعزيز الحفاظ على التراث الثقافي وإدارته.

بدورها، أوضحت ليزلي فريدمان أخصائية مشروع في معهد غيتي للترميم، لقد كان من الرائع أن تقام أحد الأنشطة النهائية لمبادرة "موزايكون" في الأردن، نظراً لثروتها من تراث الفسيفساء، وخلال العقد الماضي، أعدت "موزايكون" الجيل القادم من صانعي القرار ومديري المواقع وفنيي الحفظ، لتولي زمام المبادرة في حماية التراث الأثري الاستثنائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، ونأمل أن يعتمد المشاركون المتفانون في هذه الدورة المتقدمة على المعرفة والمهارات التي تم اكتسابها خلال هذا الوقت، وأن يواصلوا توسيع مجتمع الممارسة في بلدانهم وخارجها.

ومن خلال جلسات النقاش والمراجعة النظرية والتمارين الجماعية والزيارات الميدانية لعدد من أهم المواقع التي تحتضن أعمالاً فسيفسائية تاريخية في الأردن، وفي طليعتها جرش وأم الرصاص ومأدبا، ركزت هذه الدورة التدريبية المتقدمة على أسلوبين استراتيجيين ومستدامين للحفاظ على المواقع الأثرية، وهما استخدام السقائف الحامية وإعادة الدفن. 

وتعلم المشاركون في هذه الدورة، من خلال تبادل التجارب والخبرات واستخدام المواقع الأثرية كمواقع دراسية في الهواء الطلق، التقنيات المعقدة التي يمكن أن تساهم في توفير بيئات أكثر استقراراً للآثار التاريخية سريعة التأثر، مثل الفسيفساء.

وفي كلمته خلال حفل الختام، أوضح الدكتور زكي أصلان مدير المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي "إيكروم- الشارقة"، أن هذه ليست دورة تدريبية منفردة، بل جزء من مبادرة متكاملة بدأناها منذ عدة سنوات، بالتعاون مع شركائنا الدوليين والإقليميين من الدول الأعضاء، وشملت أيضاً آلية ممنهجة لمتابعة المتدربين والإشراف على تنفيذ مخرجات كل دورة، بهدف التأكد من تحقيق الهدف الأسمى لبرامجنا، في كل من منطقة البحر الأبيض المتوسط والمنطقة العربية، الذي يطمح إلى تنمية المعرفة والمهارات والخبرات على صعيد حفظ وحماية مواقع التراث الثقافي بما يشمل الفسيفساء الأثرية.
 
وأضاف الدكتور أصلان، أن أهداف هذه الدورة التدريبية المتقدمة، تتكامل مع برنامج إيكروم (آثار)، في حماية التراث الثقافي للمنطقة العربية وتعزيزه وتوسيع نطاق الوصول إلى تاريخ هذه المنطقة وتقديره وفهمه، ومن هذا المنطلق، سوف تساهم هذه التدريبات المتقدمة، إلى جانب العديد من مبادراتنا الأخرى، في تحقيق هذا الهدف الأكبر فيما يحقق الإعداد لجيل من القادة الوطنيين في مجال صون التراث الثقافي وإدارة المواقع الأثرية والاماكن التاريخية، الذين سوف يحملون على عاتقهم مهمة نشر هذه المعرفة في بلدانهم.

من جهته، أشار الدكتور فادي بلعاوي مدير عام دائرة الآثار في الأردن، إلى أن أحد أهدافنا الرئيسة في دائرة الآثار في الأردن، يتمثل في الحفاظ على الموارد الأثرية وفقاً لأفضل المعايير الدولية، ولتحقيق هذه الغاية، يجب أن نركز دائماً على تطوير القدرات والمهارات المحلية، من خلال الدورات التدريبية المستمرة وتبادل المعرفة والخبرات مع شركائنا في المنطقة والعالم.

وأضاف بلعاوي، أن الهدف الذي ننشده بالمحصلة، هو تطبيق أفضل الممارسات في الحفاظ على التراث التاريخي، وخاصة فيما يتعلق بأعمال الفسيفساء.

وساهم التنوع الجغرافي للبلدان التي مثلها المشاركون، في إغناء التجارب والخبرات والتعرف على طرق متنوعة للتعامل مع تقنيات واستراتيجيات العمل المتبعة في تنفيذ مشاريع السقائف الحامية وإعادة الدفن، إذ حضر هذه الدورة 20 مشاركاً من 10 دول هي: الأردن وألبانيا وتونس والجزائر وصربيا وفلسطين ولبنان ومصر والمغرب واليونان، الأمر الذي انعكس إيجاباً على الدورة والمتدربين، بينما تولى التدريس خبراء متخصصين في هذا المجال من عدة دول، لضمان أعلى مستويات الجودة سواء في التدريب النظري أو العملي.

وسيتبع هذه الدورة التدريبية المتقدمة دورة أخرى في صيدا بلبنان، حول حفظ أعمال الفسيفساء الموجودة في المخازن، وتقام بالشراكة بين المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية، ومعهد غيتي للترميم، والمديرية العامة للآثار في لبنان، وتمتد لأربعة أسابيع خلال الفترة من 10 أكتوبر الجاري وحتى 4 نوفمبر المقبل. 

وستركز الدورة المقبلة، وهي الأخيرة ضمن مبادرة "موزايكون"، على تدريب المشاركين من فنيي الترميم على كيفية القيام بدراسة منهجية لتوثيق وحفظ الفسيفساء المرفوعة باستخدام ملاط الجير لتثبيتها وإعادة تركيبها مرة أخرى، جنباً إلى جنب مع أساليب وقائية تناسب تخزينها على المدى الطويل.

و"موزايكون"، هي مبادرة تعاونية مكرّسة لتحسين حفظ أعمال الفسيفساء وعرضها وإدارتها في منطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، وتقوم بالتعاون بين كل من معهد غيتي للترميم، ومؤسسة غيتي، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية، واللجنة الدولية لحفظ الفسيفساء.

ومن خلال سلسلة من الأنشطة المترابطة، يهدف برنامج "موزايكون" إلى بناء القدرات، وتطوير نماذج قابلة للتكرار لأفضل الممارسات، وتعزيز نشر المعلومات المتعلقة بحفظ وإدارة الفسيفساء الأثرية وتبادلها، سواء في الموقع أو في المتاحف وأقسام التخزين. 

وساهمت هذه المبادرة، التي شارفت على الختام، منذ عام 2008 في تدريب أكثر من 200 متخصص في مجال الحفاظ على الفسيفساء من بلدان منطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، حيث نفذوا جميعاً أبحاثاً ومشاريع ميدانية نموذجية كجزء من تدريبهم.
October 01, 2022 / 9:04 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.