الشارقة 24:
استعرضت هيئة الشارقة للوثائق والأرشيف، الملامح الثقافية لإمارة الشارقة من خلال المراسلات وذلك عبر محاضرة قيمة قدمتها الأستاذة شيخة المطيري، ذات الخبرة الكبيرة والمعرفة الواسعة في مجال التاريخ والوثائق الوطنية، للحديث عن المراسلات التاريخية الصادرة والواردة لإمارة الشارقة، والتي تعكس بين ثناياها ملامح ثقافية غنية اكتسبتها الإمارة منذ القدم.
وفي بداية المحاضرة أعربت الأستاذة عن سعادتها بتقديم هذه المحاضرة على أرض الشارقة، أرض التاريخ الغني، والأصول المتينة، والثوابت التي تعكس قيم وملامح الإمارة الفريدة، متحدثة عن التأريخ الثقافي ومراحل قراءته، حيث يمر بثلاثة مراحل رئيسية وهي: كتابة التاريخ العام، ثم كتابة التاريخ الخاص، تليها مرحلة إعادة قراءة وربط الموضوعات والملاحظة، موضحة أننا نعيش الآن في هذه المرحلة التي تتطلب منا جميعًا، قراءة الأعمال التاريخية بعمق أكبر لمحاولة خلق استنتاجات وملاحظات جديدة، من خلال التحليل ودراسة المواد التاريخية التي تم إنتاجها سابقاً.
تطرقت بعدها المحاضِرة للحديث عن مصادر قراءة الملامح الثقافية للشارقة ومنها كتب أدب الرحلة، ودواوين الشعر، والمراسلات، والسير الذاتية والغيرية، وكذلك المذكرات، موضحة أن هذه المصادر تكشف لقارئها أكثر من حياة في التاريخ، فالتاريخ ليس أحداثاً تروى فقط، لكنه عالم من المشاهد الإنسانية، والأحداث الاجتماعية، والمظاهر الحضارية. خصصت بعدها الحديث عن المراسلات مصادر الحصول عليها، والتي تتنوع بين المكتبات الخاصة، والمؤسسات الرسمية المعنية بالوثائق وتاريخ دولة الإمارات، والكتب التوثيقية، ومعارض ومواقع بيع الوثائق.
واستعرضت المطيري خلال المحاضرة عدداً من المراسلات التاريخية التي تعود إلى أكثر من 100 عام، والتي تمت قراءتها وتحليلها واستخلاص الملامح الثقافية للإمارة منها في فترات مختلفة، حيث بينت جميعها اهتمام الإمارة ومواطنيها بالعلم، والقراءة، واقتناء الكتب والمجلات. ودعت في ختام المحاضرة جميع الباحثين إلى معرفة مصادر التوثيق المتنوعة، وتعزيز البحث العلمي والنشر، ومشاركة الأفكار مع المتخصصين في المجال.