أسدلت غرفة الشارقة، مساء أمس، الستار على فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الذيد للرطب، الذي نظمته الغرفة على مدار أربعة أيام في مركز إكسبو الذيد، مستقطباً أكثر من 30 ألف زائر.
الشارقة 24:
اختتمت مساء أمس الأحد، فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الذيد للرطب، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة الشارقة على مدار أربعة أيام في مركز إكسبو الذيد، وتمكن الحدث من ترسيخ مكانته كمنصة رائدة لتعزيز وتنمية قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على المستوى المحلي، فضلاً عن إحياء الموروث الشعبي والتقاليد العريقة لدولة الإمارات، في ظل ما حققه من نجاح فاق التوقعات باستقطابه أكثر من 30 ألف زائر، الذين استمتعوا بفعاليات المهرجان التراثية المتميزة ومسابقاته المتنوعة التي أتاحت لهم الفرصة للاطلاع على أجود منتجات الرطب والتمور لموسم 2022.
كما شهد المهرجان، الذي نظمته الغرفة تحت شعار "عبق الماضي.. والحاضر الزاهر"، توزيع 145 جائزة نقدية بقيمة مليون درهم على المشاركين في مسابقات المزاينة الست، والتي سجلت تنافساً كبيراً بين المئات من ملّاك النخيل والمزارعين، الذين قدموا من خلالها عرضاً لأفضل أصناف الرطب والفواكه من الإنتاج المحلي لإمارة الشارقة بشكل خاص والدولة بشكل عام.
وشهد اليوم الختامي، تنظيم حفل تكريم، بحضور سعادة عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة، وعبد العزيز محمد شطاف مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والأعمال في الغرفة، ومحمد مصبح الطنيجي منسق عام المهرجان، وأعضاء اللجنة التنظيمية للمهرجان، وعدد من المدراء والمسؤولين وممثلي الجهات الحكومية المشاركة، حيث تم تكريم الفائزين بمسابقات المزاينة وعدد من الجهات الحكومية وشركاء الحدث.
مكانة رائدة
وأعرب سعادة عبد الله سلطان العويس، عن سعادته بالنجاح الذي حققه مهرجان الذيد للرطب هذا العام سواء على مستوى المشاركة الكبيرة من قبل ملّاك النخيل أو الحضور الواسع من الزوار، متوجهاً بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعم سموه اللامحدود لمهرجان الذيد للرطب، وهو ما عزز من مكانة وسمعة الحدث الرائدة دورة تلو أخرى حتى غدا واحداً من أهم الفعاليات الاقتصادية والتراثية والاجتماعية التي تُعنى بالمحافظة على تراث دولة الإمارات العريق، ودعم وتنمية قطاع زراعة النخيل التي تعد واحدة من أهم الزراعات في الدولة وجزءاً أصيلاً من بيئتها الطبيعية ومواردها الغذائية ومصدر دخل لشريحة كبيرة من المزارعين والعاملين في الصناعات القائمة عليها.
وأكد العويس، سعي غرفة الشارقة إلى مواصلة تطوير فعاليات مهرجان الذيد للرطب في الأعوام المقبلة، والمحافظة على وتيرة نموه الإيجابي والمتسارع، انطلاقاً من حرصها على المساهمة في ترسيخ المكانة التاريخية لشجرة النخيل والمحافظة عليها، وصون الموروث الثقافي والتراثي العريق لأبناء الإمارات ودعم أصحاب المزارع المنتجة للنخيل، وتعزيز تنمية قطاع زراعة النخيل وضمان استدامته من خلال ابتكار المزيد من البرامج والفعاليات، وتعزيز زخم المنافسات وتقديم الخدمات الإرشادية للمزارعين بهدف تشجيعهم على اتباع الممارسات الجيدة لإنتاج التمور وتحسين جودتها.
تحقيق المستهدفات
من جانبه، أشار سعادة عبد العزيز الشامسي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة بالإنابة، إلى أن المهرجان يواصل مسيرته الرائدة متمكناً من حجز مكانة خاصة له على خارطة الفعاليات الاقتصادية والتراثية المهمة في دولة الإمارات في ظل توجيهات القيادة الرشيدة وجهودها الرامية إلى الحفاظ على الموروث الثقافي الإماراتي، ونقله للأجيال المتعاقبة من خلال دعم مختلف الفعاليات التراثية والاقتصادية التي تنظم على امتداد الدولة، مشيراً إلى أن المشاركات المختلفة في كافة المسابقات التي احتضنها المهرجان هذا العام، كانت مشاركات قيمة وذات جود عالية، مما يؤكد مدى التزام المزارعين بشروط المسابقة من جهة، ومن جهة أخرى التزامهم تجاه تطوير مزارعهم ومنتجاتها، وهذا ما يعكس نجاح غرفة الشارقة في تحقيق مستهدفاتها الاستراتيجية من خلال هذا الحدث والمتمثلة في المساهمة بتحصين الأمن الغذائي للدولة عبر تشجيع وتمكين المزارع على مواصلة الاعتناء بشجرة النخيل، إلى جانب تسليط الضوء على جودة المنتج الإماراتي وأصالته وتعزيز تنافسيته العالمية وتنوع أصنافه ورفع العائد الاستثماري من قطاع زراعة النخيل، متوجهاً بالشكر والتقدير لجميع الهيئات والمؤسسات الحكومية على دعمها وتعاونها لإنجاح دورة المهرجان السادسة.
محطة متميزة
من جهته، أوضح محمد مصبح الطنيجي، أن الدورة السادسة من المهرجان تعد محطة متميزة في مسيرة نجاحات الحدث الذي حفل هذا العام بمجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الاقتصادية والتجارية والثقافية، والتي نظمت وسط أجواء تراثية مميزة وتنافس قوي بين ملّاك النخيل والمزارعين في عرض مختلف أصناف الرطب، مما عزز من قدرة المهرجان على استقطاب عدد كبير من الزوار، مؤكداً أن "الذيد للرطب" شكّل منصة مهمة لتنمية وتطوير قطاع زراعة النخيل، حيث قدم العديد من الإرشادات العلمية للمزارعين حول أساليب الزراعة الحديثة، وأهم الممارسات المعتمدة لتطوير جودة إنتاج الرطب، كما ساهم في تعزيز استدامة إنتاج الصناعات التراثية والتقليدية من خلال اعتماد اللجنة التنظيمية على دعم الأسر المنتجة عبر إشراكهم في الحدث، متوجهاً بالشكر إلى قناة الوسطى على الجهود الكبيرة التي بذلتها على صعيد تسليط الضوء على فعاليات المهرجان التراثية ومسابقاته التحفيزية، ما ساهم في تعزيز نجاحات الحدث.
فعاليات متنوعة
وشهد المهرجان، زيارة وفد من الفريق التنفيذي لمهرجان تمور بريدة من المملكة العربية السعودية، بهدف العمل على تنسيق التعاون وتبادل الخبرات مع غرفة الشارقة، حيث وجهوا دعوة للغرفة للمشاركة وحضور فعاليات مهرجان تمور بريدة في دورته الجديدة المزمع تنظيمها في أغسطس المقبل، كما تضمن الحدث في نسخته السادسة إطلاق منصات لعرض الحرف والمشغولات اليدوية ومنصات للأسر المنتجة وعروضاً للفرق التراثية الشعبية.
وأعرب العديد من زوار المهرجان، عن إعجابهم وتقديرهم للفعاليات التي تم تنظيمها على هامش الحدث، متوجهين بالشكر إلى غرفة الشارقة على تنظيم المهرجان الذي يدخل البهجة والسعادة على زوار وسكان مدينة الذيد ويرسخ الموروث الإماراتي العريق في نفوس الأجيال، إضافة إلى إتاحة الفرصة لهم لشراء أجود أنواع التمور والرطب وأفخرها، فيما أكد المزارعون ومنتجو الرطب والفواكه المشاركون في المهرجان أهمية الحدث الذي يمثل منصة للتنافس بينهم وتسويق منتجاتهم وإبراز المنتج الوطني والترويج له، مؤكدين عزمهم على المشاركة في الدورات المقبلة.