احتفت هيئة الشارقة للمتاحف بالذكرى العشرين على افتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة متحف الشارقة للخط الذي يعتبر أحد أبرز المعالم التراثية المعنية بتعريف الجمهور بتاريخ وأصالة فن الخط العربي.
الشارقة 24:
احتفت هيئة الشارقة للمتاحف بالذكرى العشرين على افتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة متحف الشارقة للخط الذي يعتبر أحد أبرز المعالم التراثية المعنية بتعريف الجمهور بتاريخ وأصالة فن الخط العربي.
ومنذ افتتاحه، استضاف ونظم متحف الشارقة للخط عدداً كبيراً من المعارض المميزة وورش العمل، التي أسهمت خلال السنوات السابقة في تعزيز الشعور بالفخر تجاه هذا الفن الأصيل الذي يشكل جزءاً كبيراً من الإرث العربي الإسلامي في نفوس أبناء الأمة.
وأسهم المتحف في رفع الوعي بتاريخ الخط العربي ودوره المحوري في إثراء المشهد الفني والحضاري في العالمين العربي والإسلامي، فضلاً عن دوره في إثارة شغف تعلّم الخط العربي لدى العديد من أفراد المجتمع، إلى جانب توفيره منصة للمواهب لاستعراض أعمالهم ولوحاتهم الإبداعية التي تضمنت مختلف أنواع الخط العربي.
وينقسم المتحف الذي يقبع في قلب إمارة الشارقة إلى 3 قاعات رئيسية، تضم القاعة الرئيسية لوحات تستعرض مختلف أنواع الخطوط مثل لوحة للخطاط سامي أفندي أبدع فيها آية قرآنية بخط الثلث ولوحة "الحلية الشريفة" للخطاط محمد أوزجاي والتي كتبت بخطوط متنوعة، وذلك بهدف زيادة رصيد الزوار المعرفي واطلاعهم على البعد التاريخي لأنواع الخط العربي وثرائه الحضاري.
بينما تعرّف قاعة القصبة زوارها بالأدوات التي يستخدمها الخطاط لإنتاج لوحاته ومن ضمن المعروضات القّيمة التي تحتضنها القاعة عدداً من العلب والمحابر الفضية التي كانت تحفظ فيها أقلام وأحبار الكتابة والتي تعود إلى أوائل القرن الثامن عشر والتي أهداها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إلى المتحف.
أما القاعة الثالثة فهي "قاعة المعارض المؤقتة" التي تستضيف سنوياً معارض مؤقتة لفنانين محليين وفنانين من مختلف دول العالم، تعرض فيه أبرز أعمالهم تماشياً مع رؤية هيئة الشارقة للمتاحف بأن تكون منبراً ثقافياً معززاً لهوية الشارقة محلياً وعالمياً يساهم في تنشئة مجتمع واعٍ بأهمية المتاحف كوجهة ثقافية وتعليمية جاذبة وممتعة وانسجاماً مع رسالتها التي تركز على الارتقاء المستمر في تقديم أعلى المعايير المتحفية للحفاظ على المقتنيات وتعزيز الثقافة والتعليم عبر معارضها و برامجها التعليمية والمجتمعية.
واستعرض المتحف تاريخ وتطور الخط العربي عبر العديد من المعارض كان من أبرزها معرض "مراحل تطور الخط العربي" الذي سلط الضوء على الخطوط الستة الرئيسية وهي خط "الكوفي، والثلث، والنسخ، والتعليق، والديواني، والمغربي ومراحل تطورها، كما استضاف أربعين عملاً فنياً إبداعياً لخطاطين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط مثل تاج السر حسن والدكتور نصار منصور، ومعرض "موسيقى الحروف" للفنان التشكيلي والخطاط الموسيقي بهمن بناهي الذي ضم 30 لوحة من أعماله التي تعبّر عن الروابط بين الخط والموسيقى لتشكل لوحات إبداعية آسرة وفريدة تقدم مزيجاً من الفن التقليدي والمعاصر وانعكاساً لخلفية الفنان الموسيقية الغنية.
كما استضاف المتحف معرض الفنان خليفة الشيمي ”إبتهالات" الذي قدم لمحبي فن الخط نحو 23 لوحة جديدة للفنان تعرض للمرة الأولى ارتكزت جميعها على الخط العربي بقالب تشكيلي متميز، ومعرض الفنانة الإيطالية بيبي ترابوكي "قلم للسلام: جسر الفن من روما إلى الشارقة“ الذي وضّح حرص الفنانة على تسخير واستلهام الخط العربي والصيني في إنتاج أعمالها المختلفة التي تركز على أهمية بث لغة التواصل في لوحاتها وتصاميمها البصرية في ”النقش" وذلك باستخدام الرموز التي تسلط فيها الضوء على تشكيل هذه اللغة.
أما معرض الفنان السعودي نهار مرزوق "ترانيم الحروف" فقد استعرض 25 لوحة حروفية من المقاسات الكبيرة مشغولة بألوان الإكريليك تجلّى فيها ميل مرزوق إلى التعبيرية القائمة على تجريد الحروف بالدرجة الأولى في محاولة للخروج من المعايير الكلاسيكية للخط العربي.
وبدوره الذي يعنى بتسليط الضوء على الإبداعات الإماراتية، نظم المتحف معرضاً بعنوان ”حروف مشرقة“ للفنان التشكيلي والخطاط الإماراتي محمد يوسف مندي، مستعرضاً أدواته وجوائزه وشهاداته وأهم إنجازاته خلال مسيرته الفنية والثقافية عبر 60 لوحة ضمت لوحة "الحلية الشريفة" وآيات قرآنية ولوحات عن الاتحاد والعديد من الحكم للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
كما وينظم المتحف ورشاً ودورات تدريبية بشكل سنوي منذ افتتاحه بهدف تعليم فن الخط العربي ونشر ثقافته بين صفوف الشباب وتعريفهم بأساسيات فن الخط العربي، منها دورة "الخطاط الصغير"، التي تستهدف الأجيال الناشئة.
ويواصل المتحف إثراء الوعي والمواهب لدى الراغبين من أفراد المجتمع من خلال تنظيم دورات تدريبية تخصصية تركز على تعليم أساسيات الخطوط ومنها خط النسخ وخط الثلث وخط الرقعة، والخط الديواني والتي تعتبر أبرز الخطوط العربية وأكثرها جمالاً.
وتدعو هيئة الشارقة للمتاحف جميع أفراد المجتمع الإماراتي إلى زيارة أروقة المتحف، للاحتفاء بمناسبة افتتاحه والتجول في قاعاته الثلاث، للاطلاع على أبرز الأعمال الإبداعية، واللوحات الفنية التي تعكس أصالة فن الخط العربي وتاريخه الثري.