أشاد عدد من زوار المتاحف التابعة لهيئة الشارقة للمتاحف، بدور وأهمية هذه الصروح في إثراء التنوع الثقافي، الذي يسهم في بناء علاقة مباشرة ووطيدة مع الثقافات المختلفة، مما يعزز من لغة الحوار الحضاري والانفتاح ويقود إلى ترسيخ مفهوم التعايش السلمي والتقارب بين الشعوب والأمم.
الشارقة 24:
تزامناً مع اليوم العالمي للعيش معاً في سلام، أكد عدد من زوار المتاحف التابعة لهيئة الشارقة للمتاحف، أهمية هذه الصروح في إثراء التنوع الثقافي، الذي يسهم في بناء علاقة مباشرة ووطيدة مع الثقافات المختلفة، مما يعزز من لغة الحوار الحضاري والانفتاح ويقود إلى ترسيخ مفهوم التعايش السلمي والتقارب بين الشعوب.
وأوضح الزوار أن المتاحف تعتبر إحدى أبرز المنصات التي تنشر السلام بين الشعوب والثقافات المختلفة، وذلك من خلال دورها الريادي في إطلاع زوارها عبر مقتنياتها التاريخية على حضارات الأمم وتاريخها ودورها الإنساني، فضلاً عن دورها المحوري في توسيع آفاق زوارها ورفدهم برصيد ثري من المعلومات.
ويؤكد الزائر الباكستاني عاشق عبد القادر أن المتاحف هي وجهته الأولى عند زيارته لأي بلد جديد، إيماناً منه بأنها ليست مجرد مباني ومعروضات بل بوابات إلى حضارة وثقافة البلدان موضحاُ أن ذلك يساعده في التعرف على عادات البلد المستضيف وفهم الاختلافات التي تكون بين الأشخاص من بلد آخر والاطلاع على ثقافة البلد وموروثاتها التاريخية.
ويقول "دائماً ما أنصح أفراد عائلتي وأصدقائي المقبلين على السفر بهدف السياحة أن يبدأوا رحلتهم بزيارة المتاحف، للتعرف على أنماط حياة الشعوب المختلفة والاحتفال بما نمتلكه من إرث إنساني مشترك".
ويقول التونسي مهدي برونجي "خلال عملي في مجال الإرشاد السياحي، دائماً ما أرى معالم الفضول والانبهار على وجوه السياح عندما يرون مقتنىً معين، وبعد سنين من العمل في هذا المجال أيقنت بأن ما يثير اهتمامهم حقاً هو التاريخ الذي ترويه المقتنيات، والفكرة التي تحملها عن الشعوب السابقة"
مضيفاً بأن ما تقدمه المتاحف يسهم في إذابة الحواجز والصور النمطية التي تتكون لدى الكثير من الناس، فهي تعطي أمثلة واقعية وملموسة عن إنجازات حضارية تحكي قصص شعوبها".
أما الكورية الجنوبية كيونغ مي آن فتشير إلى أن الزيارات التي تقوم بها إلى المتاحف تعتبر مفاتيح للتواصل الإنساني مما يقود إلى رفع وعيها وإدراكها بمدى التشابه الذي يجمع البشرية من خلال مشاهدة التاريخ الإنساني معروضاً أمامنا في المتاحف في شتى أرجاء العالم، موضحة أن كل ما يُعرض في المتاحف يمنح الزائر الفرصة لإدراك أن أوجه التشابه بين الأشخاص والجنسيات المتنوعة أكثر بكثير من أوجه الاختلاف".
ويتفق جاي شون كيم من كوريا الجنوبية مع رأيها حيث يقول "المتاحف ساعدتني على فهم أهمية التنوع الإنساني، وعلمتني بأن تقبل الاختلاف هو ضرورة وأن التحاور هو وسيلتنا الوحيدة ليصل العالم إلى السلام، وتمثل المتاحف الأماكن الأمثل لاستكشاف والتعرف بهوية الشخص المقابل دون أي تحيز أو تغيير في الحقائق وذلك لإن التواصل يكون مباشراً بين الإنسان والإنسان".
وترى أماندا ميخانوس من المكسيك أن المتاحف هي المنصة المثالية التي يلتقي فيها أشخاص من مختلف أنحاء العالم للتعرف على الحضارات المختلفة وتعد هذه اللقاءات والحوارات عواملاً تزيل الجمود بين الأمم وتساهم في إثراء عملية التبادل الثقافي حيث أن زوار المتاحف يصبحون سفراء إنسانيين يمثلون حضاراتهم وتاريخهم".
وجدير بالذكر أن المتاحف التي تشرف عليها هيئة الشارقة للمتاحف تعد بيئات مؤهلة لاستقبال جميع شرائح المجتمع من الأفراد والأسر وكبار السن وذوي الإعاقة وذلك للمساهمة في توسيع رقعة الجمهور المستهدف لإشراكهم في المشهد الفني والحضاري ورفع وعيهم ولفت انتباههم لقيمة الموروث الإنساني الذي تسرده لنا المعارض والقطع الفنية المتنوعة.