سلط العدد (69) لشهر يوليو الجاري من مجلة الشارقة الثقافية، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، الضوء على أهمية النشر الإعلامي والثقافي، مؤكدة أنه يعكس صورة مشرقة وواضحة لمشروع الشارقة الثقافي، وللمشهد المحلي المرصع بالتنوع والبهاء، وهو يحظى باهتمام المبدعين والمثقفين العرب.
الشارقة 24:
صدر أخيراً العدد (69) لشهر يوليو (2022م) من مجلة "الشارقة الثقافية"، التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد تناولت الافتتاحية أهمية النشر الإعلامي والثقافي، مؤكدة أنه يعكس صورة مشرقة وواضحة لمشروع الشارقة الثقافي، وللمشهد المحلي المرصع بالتنوع والبهاء، وهو يحظى باهتمام المبدعين والمثقفين العرب، حيث وجدوا فيه منبراً للتعريف بإنتاجهم الأدبي والفكري، ومساحة للتعبير عن آرائهم وهمومهم ورؤاهم، ولذلك يأتي إصدار المجلات بمثابة خطوة جريئة، بعد توقف معظم المجلات الثقافية عن الصدور في العديد من البلدان العربية، إذ بادرت الشارقة إلى ملء هذا الفراغ للحفاظ على هذا المنجز الإبداعي، كفرصة للتواصل بين الكتاب والقراء، وكأداة تسهم في تعزيز القراءة، وهي اليوم تحظى بدعم كبير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بشكل مباشر، ما يجعلها قادرة على الصمود والاستمرار، خصوصاً بتضافر وتكامل الجهود لوضع الخطط اللازمة، مما يسهم في تحقيق رسالة الشارقة الثقافية وإيصالها إلى العالم.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فرأى في مقالته (أمنا الأرض.. ضاقت بنا ذرعاً)، أن الأرض صارت عاجزة عن مسايرة مطالبنا، وأنها لم تعد قادرة على تلبية حاجياتنا ورغباتنا، وسط ما نعيشه من تحديات، حيال التداعيات الكارثية للتغير المناخي، والتدهور البيئي، وانعكاسه على حياة وصحة وعمل ووجود الإنسان نفسه، وهو ما نلمسه ونعيشه حالياً مع الملايين من الناس الذين إما فقدوا حياتهم، أو يعانون أمراضاً باتت مستعصية، وتتطلب الكثير من الإمكانات والميزانيات المالية.
وأكد أن الفرص مازالت متاحة أمام الإنسان لرعاية الأرض، وذلك بزيادة الوعي على المستويين الفردي والجمعي، بأهمية الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ، وترسيخ التعاون، والإعلاء من شأن الثقافة البيئية، سواء عن طريق التعليم ووسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، بهدف إيقاظ الضمير الإنساني في تعامله مع بيئته، وتعزيز العلاقة معها، والعمل على استعادة النظام البيئي المتوازن.
وفي تفاصيل محتويات العدد؛ تطرق يقظان مصطفى إلى أحد العلماء العرب والمسلمين وهو (الفارابي)، ينبوع الإلهام الفكري على مدى ألف عام، وكتب د. محمد صابر عرب عن النهضة العربية والفرص الضائعة، بينما توقف محمد العساوي عند مدينة (وليلي)، التي تعد واحدة من أقدم المدن الأثرية في المغرب، وجال عمر إبراهيم في مدينة بورفؤاد التي تتميز بجمالها العصري، أما حسن بن محمد فنقل لنا أجواء مدينة بورتسودان، التي تعد من أفضل وجهات الغوص في العالم.
أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فتابع خليل الجيزاوي فعاليات ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، حيث احتفى بكوكبة من المبدعين المصريين، وتناول مصطفى عبد الله السياق التاريخي والروائي في ( ثلاثية غرناطة) لرضوى عاشور، وحاور خضير الزيدي الشاعر حميد سعيد، الذي أكد أنه يسير تحت الريح ويحلق بذكرياته، وكتب محمد محمد مستجاب عن الدكتور شاكر عبدالحميد، الذي بذل جهداً عظيماً في نقل الثقافة العربية إلى المكانة التي تليق بها، وسردت أميرة المليجي سيرة فارس الأدب والشعر في الكويت الأديب أحمد السقاف، في رحلة نصف قرن من العطاء، وتوقف أحمد سليم عوض عند رائد الترجمة العربية منير البعلبكي صاحب (دار العلم للملايين)، وحاور هشام أزكيض المترجم والناقد عبدالواحد لؤلؤة، الذي تفرغ لترجمة مختارات من الأدب العربي إلى الإنجليزية، وسلطت عبير محمد الضوء على كتابات الأديب خليل السواحري، وحضوره المتميز في الساحة الأدبية، وكتب زياد عبدالله عن الشاعر بول بولانسكي الذي يستدعي في كتابه (قصائد اللكمات) كتّاباً مارسوا فن الملاكمة، ورصدت سالي علي مبادرة بائع الحكمة على الرصيف وبين الناس، فيما استعرض محمد إسماعيل تجربة الروائي عادل كامل، الذي يعد من رواد الواقعية في الإبداع العربي، وكتبت د. بهيجة إدلبي عن عبدالفتاح كيليطو حارس المعنى ومرايا الذات، وقدمت هبة الله إبراهيم إضاءة على إرث الأديب علي إبراهيم وكتاباته العميقة، وبيّن السيد حافظ الصورة بين الأديب غير المستأنس والكتابة الصريحة، وأجرى ضياء حامد مقابلة مع الكاتبة اليونانية بيرسا كوموتسي، التي أكدت أن الترجمة جسر التواصل بين الثقافات، وقدم محمد زين العابدين إطلالة على من بلغوا المئة من أعلام الثقافة العربية، وتوقف عزت عمر عند رواية (عصفور من الشرق) لتوفيق الحكيم، حيث الوعي المبكر بأهمية حوار الحضارات وتفاعلها، فيما تناولت رؤى جوني القيم الأخلاقية والإنسانية في أدب الطفل، واستذكر أحمد الأغبري اللقاء الذي جمع نجيب محفوظ والبردوني وحوارهما الأدبي، ورصد د. فائز أحمد حمد تجليات المكان في سرديات بثينة خضر مكي.
وفي باب (فن. وتر. ريشة)؛ نقرأ الموضوعات الآتية: سامر الطباع.. ينزح نحو انكسارات الضوء– بقلم محمد العامري، (المسرح الملحمي الألماني) يلقي حجراً في مياه المسرح العراقي– بقلم د. ضياء الجنابي، تايتانيك ملحمة إنسانية خالدة– بقلم عدنان كزارة، العصر الذهبي وعودة الصحافة السينمائية العربية – بقلم سامر محمد إسماعيل.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: الثقافة وبعدها التقويمي– بقلم منال محمد يوسف، الثقافة قمر لا يغيب– بقلم د. بن الطالب دحماني، الوطن والمنفى– بقلم عادل محمود، تقدير وعرفان لدور الشارقة الثقافي– بقلم صالح لبريني، عتبات الجوهر الإنساني– بقلم سلوى عباس، الغموض ظاهرة فنية أدبية– بقلم الأمير كمال فرج، أورهان باموق وزمن الحنين المستجد– بقلم نجوى بركات، النقد وإشكالية المصطلح– بقلم مصطفى القزاز، محمد القيسي شاعر كبير رحل مبكراً– بقلم أحمد يوسف داود، رهبة الغموض في القص الياباني– بقلم علي كنعان، ثائر زين الدين يوثق توظيف (الذئب) في الشعر العربي– بقلم ليندا إبراهيم، من أسئلة القصة القصيرة في مسيرة الكاتبة نافلة ذهب– بقلم د. حاتم الفطناسي، المنطق والرياضيات في خدمة الإبداع– بقلم مفيد خنسة، محطات أدبية لم تكتمل في رحلة حسين خمري– بقلم محمد حسين طلبي، المعايير الموضوعية في النقد لدى صدقي إسماعيل– بقلم غنوة عباس، النموذج المبدع.. المعلم المفتقد في الليالي المعتمة– بقلم مفيد أحمد ديوب، قصة تأليف قاموس (أوكسفورد) العالمي– بقلم سوسن محمد كامل، الإصدار الأول بين الإنكار والافتخار– بقلم رعد أمان، إسبانيا تحتفي بالفن الموريتاني المعاصر– بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، نظرية المعرفة ومدونة الأديب– بقلم ميثم الخزرجي، تجربة الشعر الحر بين نازك الملائكة ومن سبقوها– بقلم نوال يتيم، عبد الرحيم كمال متجدد ومتواصل مع تراثه– بقلم اعتدال عثمان، جماليات التشكيل اللامكتمل– بقلم نجوى المغربي، التحكيم بين الفعل الانفعالي للجمهور ونوعية العرض المسرحي– بقلم مجدي محفوظ، سفرة على (التايتانيك)– بقلم آمال مختار.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: (القرية السعيدة) بين تداخل الأجناس الأدبية وكسر أفق التوقع– بقلم مصطفى غنايم، الهوية السردية في الرواية العربية– بقلم أبرار الآغا، المنهجية وتحديات العصر– بقلم د. عبد العزيز بودين، جدلية السرد والتخييل.. (مرآة الصمت) لأيوب مليجي– بقلم رشيد الخديري، (جدلية المقاصد والقرائن) في الفكر اللغوي العربي– بقلم انتصار عباس، (الأيك في المباهج والأحزان) لـ عزت القمحاوي– بقلم عاطف عبد المجيد، زكي نجيب محمود.. (مع الشعراء)– بقلم نجلاء مأمون، صورة شعرية مفعمة بالوجع والبوح للشاعرة آلاء القطراوي– بقلم زمزم السيد.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: عبد الحميد بوحسين (كعازف جاز من نيوأورليانز) قصة، (كعازف جاز من نيوأورليانز) فن الحزن المقيم - نقد / بقلم د. سمر روحي الفيصل، جيهان محمد إبراهيم (فتاة البحر والورقة الملونة) قصة قصيرة، الأزهر ساكر (الموناليزا.. مرة أخرى) قصة قصيرة، د. أماني محمد ناصر (عدو الداخل) قصة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) فواز الشعار، وتراثيات عبد الرزاق إسماعيل، تضمنت جماليات اللغة وقصائد مغناة وواحة الشعر وينابيع اللغة.