الشارقة 24:
تحرص دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة على مد جسور الصداقة والتعاون الثقافي مع مختلف الدول التي تركز على قطاعات الثقافة والتعليم والابتكار، والتي تتمتع بثراء تاريخي وثقافي وتجارب تنموية مستدامة ورائدة، في مسعى لإغناء تجربة الشارقة واستلهام أبرز التجارب العالمية المعنية بالربط بين الثقافة والتنمية وبناء وعي الإنسان، وتعزيز الحوار الحضاري بين الثقافات.
وسعياً من الدائرة لتطوير آفاق الاستثمار في مختلف المجالات، وضمن العلاقات التي تترسخ مع مختلف دول أميركا الوسطى ومن بينها جمهورية كوستاريكا، كثفت الدائرة جهودها لتعزيز آفاق التعاون مع مدن كوستاريكا التي تتميز بتنوع ثقافي ينبع من كونها تمثل جسراً بين ثقافة كل من أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، وذات ثراء بيولوجي بفعل موقعها بين كل من المحيط الهادئ والبحر الكاريبي وامتلاكها مناطق محمية وشواطئ ومتاحف غنية بتوثيق ملامح الحضارات القديمة.
تعزيز أواصر الصداقة
وتجسيداً للمساعي الرامية إلى ترسيخ الروابط تجمع الجانبين، وبهدف استكشاف فرص التعاون وتبادل المعارف في قطاعات التجارة والتعليم والسياحة، شهدت العلاقات بين الشارقة وكوستاريكا خلال الفترة الماضية عدداً من محطات التواصل الثنائي، حيث قام وفد من دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، برئاسة الشيخ فاهم القاسمي، رئيس الدائرة، بزيارة جمهورية كوستاريكا في مايو الماضي، والتقى أعضاء الوفد رودريجو شافيز، رئيس جمهورية كوستاريكا، والفريق الوزاري في القصر الرئاسي بالعاصمة سان خوسيه، وناقشوا سبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والقطاعات التنموية الرئيسة.
وتأكيداً لحرص الشارقة على أن تسهم اللقاءات في توطيد العلاقات الدبلوماسية والثقافية مع كوستاريكا، عقد الوفد خلال زيارته الأخيرة اجتماعات مع كبار المسؤولين في كوستاريكا، وعلى رأسهم كارلوس ألفارادو كيسادا، رئيس جمهورية كوستاريكا الأسبق، بحضور فرانسيسكو شاكون هيرنانديز، سفير جمهورية كوستاريكا لدى دولة الإمارات.
التزام مشترك بتعزيز نمو واستدامة القطاعات
واستحضاراً لتجربة الشارقة واستراتيجية التنمية المستدامة في الإمارة التي تم تطويرها تحت توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، استعرض الشيخ فاهم القاسمي معالم نجاحات الشارقة في ترسيخ المرونة والتنمية المستدامة، وناقش خلال الزيارة الالتزام المشترك الذي جمع الجانبين في مجال البيئة والمناخ، وأشاد بخطة جمهورية كوستاريكا لحماية المحيطات وإزالة الكربون، داعياً لتعزيز التعاون في القطاعات التي تسهم بتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وعرض وفد الشارقة أمام الجانب الكوستاريكي العديد من الفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات المتعددة الجنسيات القابلة للنمو والتوسع في المنطقة، بالاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لإمارة الشارقة، وبنيتها التحتية الحديثة، وتطور قطاع النقل والخدمات اللوجستية فيها، بالإضافة إلى سياساتها وتشريعاتها وخدماتها الداعمة للمستثمرين.
ومثّلت زيارة وفد "دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة" لكوستاريكا في مايو الماضي فرصة لبحث التعاون وتبادل التجارب والخبرات في قطاعات التجارة والتعليم والسياحة، إلى جانب بحث آليات تنفيذ المشاريع الاقتصادية المشتركة وسبل تعزيز الاستثمارات عبر توظيف الابتكار والتكنولوجيا في المشاريع التنموية، خلال اللقاء الذي جمع الشيخ فاهم القاسمي مع كبار المسؤولين القائمين على "وكالة ترويج الاستثمار في كوستاريكا"، و"مروّج التجارة الخارجية الكوستاريكي".
وضمن التواصل القائم والزيارات المتبادلة بين الجانبين، استضافت "دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة" في مارس الماضي وفداً رفيع المستوى من كوستاريكا وناقشت سبل توطيد الشراكات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، واستعرضت المكانة العالمية للشارقة كوجهة رئيسة للاستثمار والعمل والإقامة.
وخلال العام الماضي 2021، استقبلت الشارقة وفوداً رفيعة المستوى من كوستاريكا لبحث سبل التعاون في القطاع الاقتصادي والاستثمار الأجنبي المباشر في الإمارة، وتبادل الرؤى المتعلقة بالشراكات والاتفاقيات في مختلف القطاعات التي تشهد ازدهاراً غير مسبوق في ضوء استراتيجية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التي تنتهجها الإمارة.
وسبق أن استضافت الشارقة في سبتمبر من العام الماضي، فعاليات الاحتفاء بالذكرى المئوية الثانية لاستقلال كوستاريكا على مدار أسبوع كامل في "بيت الحكمة" تكريماً لثقافتها الغنية، وتعزيزاً للحوار والتبادل الثقافي والتفاهم المشترك، وتوطيداً للعلاقات والشراكات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع الشارقة ودولة الإمارات.