بالتعاون مع "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، أطلق مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة، التابع لـ"نماء" للارتقاء بالمرأة، "مجموعة السجادة" المستلهمة من زخارف إماراتية ونسج السجاد الباكستاني، والتي نفّذتها 100 حرفية لاجئة ونازحة من باكستان وأفغانستان.
الشارقة 24:
أطلق مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة، التابع لـ"نماء" للارتقاء بالمرأة، "مجموعة السجادة" المستلهمة من زخارف إماراتية ونسج السجاد الباكستاني، والتي نفّذتها 100 حرفية لاجئة ونازحة من باكستان وأفغانستان، بالتعاون مع "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، وذلك بحضور الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، و سعادة ريم بن كرم، مديرة "نماء" للارتقاء بالمرأة،خلال مشاركة المجلس كجهة رسميّة عربية وحيدة ، في دورة العام الجاري من "أسبوع ميلان للتصميم"، الحدث العالمي الأبرز في مجال التصميم، الذي يقام في الفترة 7- 12 يونيو الجاري.
تصاميم فريدة
وتُعرض المجموعة الجديدة التي تتألف من تصاميم فريدة حصرية لإبراز الجماليات البصرية العالمية لقطعها المصنوعة يدوياً بطرق معاصرة ومبتكرة، في "دار كامبي للمزادات"، في مدينة ميلان، حيث تجسد نجاح المجلس والمفوضية في تفعيل دور المرأة في المناطق المتضررة من النزاعات، والارتقاء والنهوض به من خلال الحرف، إذ قامت 70 لاجئة أفغانية و30 نازحة باكستانية مجمع كويتا للاجئين في باكستان، بتنفيذ التصاميم الفريدة التي قدمها مصممو مجلس "إرثي"، والتي تعكس ثراء الثقافة الإماراتية وإرثها الحِرفي العريق، باستخدام تقنيات دمج الخيوط الفاخرة في صناعة السجاد.
وتنسجم المجموعة الجديدة متعددة الثقافات، مع رؤية المجلس لدعم استمرارية الحرف التراثية والمنسوجات المعاصرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، من خلال إنشاء علاقة وطيدة بين حرفيات المناطق الريفية والأسواق الحضرية التي تُعرض منتجاتهن فيها.
الحرف أداة هامة لصناعة التغيير
وقالت سعادة ريم بن كرم، مديرة "نماء" للارتقاء بالمرأة: "تماشياً مع رؤية وتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة (نماء) للارتقاء بالمرأة، تسلط (مجموعة السجادة) الضوء على الظروف الصعبة التي يواجهها اللاجئون والنازحون في المناطق المتأثرة بالأزمات، وتقدم لهم الدعم من خلال صناعة الحرف التقليدية التي توفر مصدراً دائماً للدخل لتحسين واقعهم وواقع مجتمعاتهم".
بدورها، قالت نوريكو يوشيدا، ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في باكستان: "ينضوي المشروع الذي قدمته "إرثي" على مزايا عدة، إذ لا يقتصر على تعزيز دخل الحرفيات فحسب، وإنما يسهم في حماية النساء والفتيات، وتعزيز التماسك الاجتماعي بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة في باكستان، ومن خلال هذا المشروع، تم تعزيز مهارات الحرفيات اللاجئات والحرفيات من المجتمعات المضيفة المتخصصات بنسج السجاد لتلبية أعلى المعايير العالمية وتنفيذ التصاميم الفريدة التي قدمها مصممو مجلس (إرثي)، ولاقت المجموعة اهتماماً كبيراً في الأسواق المحلية والدولية، حيث تميزت المنتجات التي صنعتها الحرفيات اللاجئات ونظيراتهن من المجتمعات المضيفة بجماليات التصميم والجودة العالية، ووفرت لهن دخلاً مستداماً، وقدرةً على تسويق منتجاتهن الإبداعية والمبتكرة".
زخارف إماراتية بتقنيات باكستانية
وتأتي "مجموعة السجادة" التي تجمع تصاميم إماراتية مستوحاة من الثقافة الإماراتية وتقنيات نسج السجاد الباكستاني، ضمن "سلسلة إرثي" التي تهدف إلى إضافة لمسة من الرقي والتفاصيل المميزة، التي تتغنى بها الحرف اليدوية الفاخرة على القطع المنزلية.
وتضم المجموعة التي صممتها إيمان آل رحمة، سجاد "أبو الليد الأزرق" المصنوع من صوف نيوزيلندي مصبوغ يدوياً باللونين الأزرق والأسود، ومنسوج على أنوال يدوية باستخدام التقنيات الباكستانية ومستوحى من زخارف وتصاميم السفيفة الإماراتية. و"الليد" باللهجة الإماراتية تعني الطرف أو الحافة التي يشار إليها عند نسج سعف النخيل الذي يتميز بدرجات الألوان المتباينة على أطراف زخارف نسيج السفيفة.
وتشمل المجموعة كذلك سجاد "ويه البيت" باللونين الأزرق والرمادي، المصنوع من حرير إيراني مصبوغ يدوياً ومنسوج أيضاً على أنوال يدوية باستخدام التقنيات الباكستانية، ومستوحى من زخارف الأبواب الإماراتية القديمة.
فيما تحتوي المجموعة على سجاد "فاية أخضر"، المستوحى من تضاريس جبل الفاية في المنطقة الوسطى لإمارة الشارقة، والذي تم تصميمه باستخدام حرير إيراني مصبوغ يدوياً ومنسوج على أنوال يدوية باستخدام التقنيات الباكستانية، ومستوحى من التضاريس الجبلية الإماراتية، ويتوفر سجاد الفاية باللون الأزرق.
ويُولي مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة اهتماماً بالغاً بمختلف الفئات، ويهدف إلى تمكينها اقتصادياً واجتماعياً من خلال الحرف اليدوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا، ويقدّم المجلس لتحقيق ذلك العديد من البرامج والورش التدريبية والمهنيّة، التي تستهدف النساء والأطفال والشباب، لتدريبهم وإعداد جيل جديد ومتمكّن من المصممين والفنانين والحرفيين والحرفيات، وتعزيز مهاراتهم التقنية من خلال الأنشطة التي تجمع بين الحرف التقليدية والمعاصرة.