"إنسانية الشارقة" تنظم برنامجاً للأنشطة الحركية للإعاقات الشديدة

الشارقة 24:

نظمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بالتعاون مع الأولمبياد الخاص الإماراتي، أمس الأربعاء واليوم الخميس، برنامج الأنشطة الحركية "MATP" للإعاقات الشديدة والشلل الدماغي، في نادي الثقة للمعاقين، بحضور منى عبد الكريم اليافعي مدير المدينة، وفاطمة محمد مدير المشاريع والاستراتيجية في الأولمبياد الخاص الإماراتي، وأحمد سالم المظلوم السويدي المدير التنفيذي لنادي الثقة للمعاقين، وسعيد العاجل الخبير الرياضي في مجلس الشارقة الرياضي.

الدمج في الرياضة

وشهد اليوم الأول للبرنامج، ورشة بعنوان "الدمج في الرياضة"، قدمتها الدكتورة نادرة البورنو، أستاذة بالجامعة الأميركية في الشارقة، بحضور 18 من معلمي الرياضة في المدينة، و12 من مدربي مراكز وأندية الأشخاص من ذوي الإعاقة في الدولة.

وناقشت الورشة، معنى وأهمية التدريب والمشاركة الرياضية الشاملة والدمج للأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى تقديم النصائح حول كيفية جعل ذلك ممكناً للأطفال والشباب من ذوي الإعاقات الذهنية ودمجهم في المجتمعات المحلية.

كما هدفت الورشة، إلى تهيئة مدربي الرياضة في الدولة، وتدريبهم على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، للمشاركة في المحافل والبطولات الرياضية المستقبلية.

اليوم الثاني

وفي اليوم الثاني، شارك في البرنامج 48 لاعباً ولاعبة من منتسبي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ذوي الإعاقة، حيث يتلاءم البرنامج مع الإعاقات الذهنية الشديدة، والإعاقات الحركية، والشلل الدماغي.

ويهدف البرنامج، الذي يطبقه معلمو الرياضة في المدينة منذ ثلاث سنوات، خلال الحصص الرياضية، إلى دمج الطلاب ذوي الإعاقة في الأنشطة الرياضية، وإكساب المشاركين المهارات والمعارف الضرورية ليصبحوا جاهزين ومتمكنين من المشاركة ضمن المنافسات الرسمية للأولمبياد الخاص والتنافس مع غيرهم من اللاعبين.

وأكدت اليافعي، أكدت أن برنامج الأنشطة الحركية " MATP" تم تصميمه للرياضيين من ذوي الإعاقة غير القادرين على المشاركة في المنافسات الرياضية الرسمية، بسبب مهاراتهم أو قدراتهم الوظيفية المحدودة، حيث يساعد برنامج تدريب النشاط الحركي على إعداد الرياضيين ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة وذوي الإعاقة الذهنية الشديدة لممارسة أنشطة رياضية خاصة، تتناسب مع قدراتهم.

وأضافت أنه يمكن تلخيص مبدأ برنامج " MATP" في تقديم تدريب الأنشطة الحركية التي تتخصص بما يناسب كل لاعب وقدراته، ويتعامل مع ما يواجهه من تحديات ذهنية أو جسدية، ويرفض البرنامج أن يخرج أي لاعب من حساباته، مهما كانت حالته، بل يقدم التدريب المتخصص، لكل لاعب، حسب الحالة.

وأوضحت أن الميزة الأبرز لهذا البرنامج، هي كونه يقدم تدريب الأنشطة الحركية بشكل يتلاءم مع الرياضات الرسمية التي تمارس في الأولمبياد الخاص، ويتم تصميم البرامج التدريبية الخاصة بناءً على ذلك، بحيث إن إتقان اللاعب لتلك البرامج التدريبية، يجعله مع الوقت يكتسب المهارات الأساسية للاشتراك في الرياضات الرسمية، ضمن الأولمبياد الخاص.

وأشارت اليافعي، إلى الأهمية الكبيرة التي توليها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة منذ مرحلة الطفولة المبكرة، حيث سعت إلى دمجهم في الحياة اليومية من خلال الأنشطة والرحلات والزيارات وغيرها من الفعاليات، وتوفيرِ سهولةِ الوصولِ إلى المناشطِ كافة، إيماناً منها بأنّ ذلكَ حقٌّ من حقوقهم، وهي تقدم لهم مجموعة متكاملة من الخدمات كالعلاج الطبيعي والوظيفي والنطق واللغة والإرشاد الأسري وغيرها من الخدمات التي تناسب كل حالة واحتياجاتها بالإضافة إلى وضع الخطط التدريبية وتنفيذها على مدار العام.
 
وأشارت مدير المدينة، إلى مركز الإعاقات الشديدة التابع للمدينة، والذي تأسس في العام الدراسي 2011ـ 2012، استجابة لمطالبات أولياء الأمور وسعياً لتقديم أفضل الخدمات لفئة الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة فوق عمر الـ 16 سنة.

وتحدثت مدير المدينة، عن أهمية العلاج الحركي المقدم للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة، من خلال الجلسات الفردية للطلبة ذوي التحديات في الوظائف الحركية، حيث يتم وضع الأهداف بالتعاون مع اختصاصي العلاج الطبيعي، موضحة أن تقديم الخدمات يتم داخل الصالة الرياضية أو في الخارج لتحسين هذه المهارات ومن أهم هذه المهارات (المشي، الرمي بالكرة، الوثب، التصويب).

وأكدت اليافعي، أن المدينة تقوم بدعم وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة، من خلال توفير خدمات شاملة وممتدة لهم، منذ مرحلة التدخل المبكر في مركز التدخل المبكر في المدينة، وحتى مرحلة الشباب، وتضع المدينة في خططها المستقبلية إنشاء مركز أكثر حداثة وتجهيزاً لخدمة الطلاب ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة حيث يضع فريق العمل نصب عينيه الأهداف الجوهرية من عملية التأهيل وهي تحقيق أكبر قدر ممكن من المشاركة والاستقلالية والاندماج وتقرير المصير.

من جهتها، أوضحت فاطمة محمد مدير المشاريع والاستراتيجية في الأولمبياد الخاص الإماراتي، نحن اليوم فخورين بتواجدنا في إمارة الشارقة إحدى محطات الأولمبياد الخاص الإماراتي لبرنامج الأنشطة الحركية MATP والذي يعد أحد البرامج التدريبية للأشخاص ذوي الإعاقة الشديدة، ويهدف إلى تحسين حالتهم المزاجية وزيادة مرونتهم الجسدية.

وأضافت محمد، أن الأولمبياد الخاص الإماراتي يفخر بتعاونه مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ونادي الثقة للمعاقين، ومجلس الشارقة الرياضي، حيث نجد منهم التعاون والدعم الكبير في استضافة الفعاليات، وهذا التعاون يؤدي إلى خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل أكبر.

بدوره، أكد أحمد سالم المظلوم المدير التنفيذي لنادي الثقة للمعاقين، أن استضافة النادي لفعاليات للبرنامج، تنبع من المسؤولية المجتمعية للنادي في المشاركة بتنظيم الفعاليات التي تسهم في تأهيل ودمج الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة، من أجل إكسابهم المهارات الأساسية للمشاركة في الرياضات الرسمية المستقبلية،  والتي تعكس رؤى وتوجهات نصير المعاقين صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تمكين فرسان الإرادة من خلال المؤسسات الرائدة وفي مقدمتها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي أسهمت طيلة مسيرتها في تمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في شتى المجالات الثقافية والرياضية والاجتماعية.
 
وأضاف المظلوم، أن المبادرات التي تساهم بها إمارة الشارقة متمثلة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ليست غريبة على الإمارة الباسمة التي كان لها شرف تنظيم أكبر الأحداث والبطولات العالمية في مجالات رياضة ذوي الإعاقة، ليؤكد الدور الريادي والإنساني لإمارة الشارقة كمدينة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة.

وفي نهاية البرنامج، تم تكريم الطلاب وتوزيع الميداليات على اللاعبين المشاركين.