استعرضت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، خلال ندوة نظمتها، أمس الأربعاء، خبرات وتجارب ناجحة لدور الابتكار الاجتماعي في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.
الشارقة 24:
نظمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أمس الأربعاء، ندوة بعنوان "الابتكار الاجتماعي والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة"، بهدف توفير معارف جديدة وتبادل الخبرات وعرض التجارب الناجحة لدور الابتكار الاجتماعي في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما هدفت الندوة، إلى التعرف بشكل أوسع على مفهوم الابتكار الاجتماعي وأدواته ومدى إمكانية تسخيره لمواجهة التحديات المجتمعية التي تواجه الأشخاص من ذوي الإعاقة في السير نحو التمكين الشامل والتمثيل الكامل، بالإضافة إلى نشر ثقافة الابتكار الاجتماعي على جميع المستويات وإبراز الأدوات والمنهجيات المتطورة المستخدمة في هذا المجال، عربياً ودولياً.
وفي مستهل الندوة، ألقت المناصرة الذاتية شيخة القاسمي ممثلة المناصرين الذاتيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة الاحتواء الشامل الدولية، كلمة تحدثت فيها عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وأهم التحديات المجتمعية التي تواجههم، مقدمة نبذة سريعة عن برامج المناصرة الذاتية.
مقدمة في الابتكار الاجتماعي
بدأت أعمال الندوة بالمحور الأول "مقدمة في الابتكار الاجتماعي"، الذي أدارته الدكتورة أسماء الدرمكي مدير فرع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في كلباء، وتحدث فيه المهندس محمد عثمان بلوله نائب مدير مركز الابتكار بجامعة عجمان، حيث أكد على دور المؤسسات التعليمية في نشر ثقافة الابتكار بين الطلاب وبين أفراد المجتمع، كما تحدث عن دورهم في دعم الابتكارات الطلابية التي تخدم الأشخاص من ذوي الإعاقة، وأهمية الشراكة بين المؤسسات لتطبيق هذه الابتكارات على أرض الواقع.
وفي ذات المحور، أوضح البروفيسور في جامعة الخليج العربي بمملكة البحرين عودة الجيوسي، مفهوم الابتكار الاجتماعي، وتحدث عن عمليات الابتكار الاجتماعي ودور الابتكار الاجتماعي في التنمية المستدامة، وتطرق إلى دور جائحة كورونا في تسريع عملية الابتكار الاجتماعي وأهمية استخدام التقنية في دعم الابتكارات الاجتماعية، شارحاً دور مختبرات الابتكار في توليد الابتكارات بناءً على الحاجات المجتمعية.
بدوره، تحدث الدكتورة مليسا موني من دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، عن دور الدائرة في قيادة الابتكار الاجتماعي، محلياً واقليمياً ودولياً، واستعرضت أهم الأدوات التي يشيع استخدامها في مجال الابتكار الاجتماعي وكيفية استخدام هذه الأدوات في حل التحديات الاجتماعية، موضحة الفرق بين الابتكار الاجتماعي وغيره من أنواع الابتكارات الأخرى.
وكان ختام المحور الأول، مع سارة الردادي المؤسسة لمؤسسة أيادي لأجل الأمل في تونس، والتي تطرقت إلى ذكر أهم التحديات المجتمعية التي تواجه الأشخاص من ذوي الإعاقة وتحول دون وصولهم إلى حقوقهم المستحقة.
كما تحدثت عن دور مؤسسة أيادي لأجل الأمل، في كيفية استخدام أدوات الابتكار الاجتماعي لتحليل التحديات المجتمعية التي تواجه الأشخاص من ذوي الإعاقة، والوصول إلى حلول مجتمعية وهو ما استعرضته من خلال نماذج العمل التي أرفقتها وكيفية جعل الأشخاص من ذوي الإعاقة أعضاء فاعلين ومساهمين في المجتمع، بالإضافة لإيجاد حلول لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة واستثمار قدراتهم.
تجارب ناجحة في الابتكار الاجتماعي ضمن مجال الأشخاص ذوي الإعاقة
وبعد مجموعة غنية من النقاشات والاستفسارات، انطلقت بإدارة فاطمة البلوشي أعمال الجلسة الثانية، بعنوان "تجارب ناجحة في الابتكار الاجتماعي ضمن مجال الأشخاص ذوي الإعاقة"، وكانت البداية مع منى الهاشمي، من هيئة المساهمات المجتمعية معاً بأبوظبي، والتي تحدثت عن دور الهيئة الرئد في التشجيع على ثقافة الابتكار الاجتماعي ودعم وتبني المبادرات المجتمعية المختلفة، بالإضافة إلى دور الهيئة في دعم التطبيقات والمبادرات التي تخدم الأشخاص من ذوي الإعاقة.
إثر ذلك، تحدثت خولة بارلي من مؤسسة الأولمبياد الخاص عن دور المؤسسة في دعم ثقافة دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة في الفعاليات الرياضية، واستعرضت برنامج مدارس الأبطال الموحدة، وهو برنامج يهدف إلى تحقيق الدمج من خلال الرياضات الموحدة والقيادة الشبابية الدامجة وأنشطة المشاركة الكاملة للمجتمع المدرسي، والتي تنظم على مدار العام الدراسي.
كما تحدثت عن مسابقة الروبوتات الموحدة، وهي أكبر مسابقة من نوعها للطلاب من ذوي القدرات المختلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتطرقت الأستاذة خولة إلى دعم الأولمبياد الخاص الإماراتي لثقافة الابتكار لدى الطلاب وتبني ابتكاراتهم التي تخدم الأشخاص من ذوي الإعاقة، وذلك عبر مبادرة منح الابتكار للشباب، كما استعرضت بعض هذه الابتكارات.
من جانبها، تحدثت خديجة جلولي من مؤسسة "Hawkar" عن الشركة التي صممتها الأستاذة خديجة من واقع تجربتها واحتياجها كونها من الأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية، وتستخدم الكرسي المتحرك وهو ما يعيق في كثير من الأحيان عملية تنقلها بسلاسة لأن المرافق غير مهيئة، ومن هنا استوحت خديجة فكرة السيارة الذكية وقامت بتصميمها، بحيث تكون سيارة صديقة للبيئة ومهيئة للأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية، واستعرضت مميزات هذه السيارة كونها مناسبة لجميع أنواع الإعاقة الجسدية وخفيفة الوزن وسعرها المناسب.
وفي الختام، ناقشت آمنة الأميري من مركز مسارات للتطوير والتمكين التابع للمدينة، أهداف واختصاصات قسم التوظيف في مركز مسارات، كما استعرضت إحصائيات القسم وأهم الخدمات التي يقدمها المركز ومنها جلسات الإرشاد والتوجيه المهني وتقييم الميول المهنية، واستعرضت الخدمات المقدمة للمؤسسات الأخرى كالورش التدريبية وخدمات الاستشارات وأهم البرامج التدريبية التي يقدمها القسم.
وأكدت ميمونة حسين منصور اختصاصية اجتماعية والقائمة بأعمال قسم الخدمة الاجتماعية في المدينة، أن الابتكار الاجتماعي أداة فعالة لفهم التحديات الاجتماعية المعقدة والعمل على حلها بالاشتراك مع جميع أفراد المجتمع، حيث تسعى المدينة من خلال هذه الندوة إلى رفع مستوى الوعي حول مفهوم الابتكار الاجتماعي ونشر ثقافة الابتكار الاجتماعي محلياً، والتعرف على أفضل الممارسات في هذا المجال وإبراز أهم الأدوات والمنهجيات المستخدمة، بالإضافة إلى توفير معارف جديدة واقتراح أساليب جديدة لمعالجة التحديات المجتمعية التي تواجه الأشخاص من ذوي الإعاقة، والتعرف على أهم الإنجازات التي تمت في ميدان الابتكار الاجتماعي، محلياً وعالمياً.
وأضافت منصور، أنه نظراً لكون مفهوم "الابتكار الاجتماعي"، ما زال حديث العهد في منطقتنا العربية ارتأت المدينة تناول هذا الموضوع، والبحث في مدى إمكانية تسخير أدوات الابتكار الاجتماعي في الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتحدثت منصور، عن التحديات المجتمعية التي يواجهها الأشخاص من ذوي الإعاقة والمتمثلة بالتحديات التعليمية الدامجة والتوظيف والتمكين الشامل، أما في مجال التعليم تتلخص التحديات في الجاهزية لبعض المدارس ونقص المناهج والبرامج الخاصة بدمج الأشخاص من ذوي الإعاقة في المدارس، بالإضافة لارتفاع التكاليف على أولياء الأمور.
وتابعت أما في مجال توظيف الأشخاص من ذوي الإعاقة، فإنهم يواجهون الكثير من التحديات من أبرزها الانخراط السليم في سوق العمل وتواجدهم فيه ونقص الوعي الكافي لدى بعض المنظمات بشأن التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى عدم الإلمام بالإعاقات المختلفة، ما يؤدي إلى توفر عدد محدود من فرص العمل المتاحة.
ومن التحديات التي يواجهها الموظفون من ذوي الإعاقة الذهنية، عدم تسهيل وتيسير المعلومات ضمن بيئة العمل، مما يسهم في عدم معرفة وإلمام الموظفين بالإجراءات والأدلة المتبعة، بالإضافة إلى الحاجة إلى تكثيف برامج التعليم والتدريب والتأهيل المهني ذات الجودة في مرحلة ما قبل التوظيف وبعده.