أكد المشاركون في مؤتمر الموزعين الدولي، الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب، على مدى يومين، أن المؤتمر مثّل فرصة أتاحتها الشارقة لتبادل الخبرات والتجارب بين الموزعين، وجسدت اهتمام الإمارة بدعم صناعة الكتاب وتوزيعه.
الشارقة 24:
اعتبر المشاركون في مؤتمر الموزعين الدولي، الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب، في مقرها، على مدى يومين، أن المؤتمر مثّل فرصة أتاحتها الشارقة لتبادل الخبرات والتجارب بين الموزعين، وجسدت اهتمام الإمارة بدعم صناعة الكتاب وتوزيعه، وتمكين العاملين في هذا القطاع من استلهام التجارب والقصص الناجحة لمؤسسات التوزيع والمكتبات التي تغلبت على العوائق، ورسّخت أساليب جديدة ومبتكرة في توزيع الكتاب، وساعدت في الحفاظ على صلات مستمرة مع جمهور القراء.
وشهد ختام المؤتمر، الذي انعقد على هامش مهرجان الشارقة القرائي للطفل الـ13، حضور سعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وضمن جدول أعمال اليوم الثاني والأخير، استعرضت الجلسة ما قبل الأخيرة التي أدارتها إيما هاوس، تجارب موزعين للكتب من كل من الهند وإستونيا والإمارات وماليزيا.
وتحت عنوان "متاجر الكتب: نماذج أعمال جديدة"، ناقش ثلاثة متحدثين، دور التنوع في الخدمات التي يقدمها متجر الكتب في تعزيز المبيعات، والحلول والتحديات التي يواجهها بائعو الكتب، إلى جانب أهمية خدمة "الطباعة عند الطلب"، وتوجه متاجر بيع الكتب نحو تجاوز فكرة بيع الكتب بالشكل التقليدي، والانتقال إلى مستوى جديد من خلال إضافة مقاهي وتقديم منتجات أخرى إلى جانب الكتب.
أول المتحدثين كانت آنجي آهي، من متجر أبولو، في إستونيا، التي أكدت أن المتجر اعتمد على جذب القراء من خلال "نادي أبو لو"، الذي بدأ كمكتبة في منتصف المدينة، لتتوسع لـ18 مكتبة، تتبعها دور سينما وشراكات جعلت من مكتباته أماكن للترفيه، بهدف جعل الكتب خلال فترة الجائحة أكثر قرباً من الناس، من خلال توسيع مفهوم المكتبة وابتكار آليات جديدة.
وبدوره تحدث أكشايا روتاراي، من الهند، حول تجربته الملهمة في بيع وعرض الكتب عبر شاحنة، ولفت إلى أن بعض بائعي الكتب لا يحصلون على أي ربح مقابل عملهم، وشرح كيف بدأ رحلة بيع الكتب عبر الشاحنة برفقة أحد زملائه، وكيف قاموا بتغطية 20 مدينة هندية ضمن مساحات شاسعة تتخللها قرى وغابات ومجتمعات لم تكن الكتب ضمن أولوياتهم.
وأوضح قبل الجائحة كنا نطلب من الأشخاص الانضمام إلينا لقراءة الكتب وأن يمضوا معنا بعض الوقت للقراءة، وأحضرنا الكتب للناس إلى الشوارع، ثم اشترينا شاحنة أكبر، وركزنا على التنوع وقمنا بالتعاون مع 79 مؤسسة حول العالم، بهدف نشر القراءة.
وتحدث في الجلسة كيث ثونغ، رئيس اتحاد موزعي الكتب الماليزيين، الذي أشاد بتوفير الشارقة من خلال هذا المؤتمر فرصةً لاجتماع الموزعين، واللقاء بالملهمين أصحاب التجارب الناجحة في هذا المجال، وعرض تجربته في ماليزيا، موضحاً أهمية التعاون مع كل من مؤسسات التعليم الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق شراكات ناجحة في مجال توزيع الكتب، وضرب مثالاً بشراكة تجمع المؤسسة التي يمثلها بالمكتبة الوطنية في ماليزيا وبوزارة الشؤون الاجتماعية.
أسرار بيع الكتب
المتحدثة الأخيرة في آخر جلسات المؤتمر قدمها سايمون ليتل وود، وهي موزعة الكتب نانا لورينغيل من بافاريا، التي تطرقت إلى أسرار بيع الكتب، وبيّنت أن من يعملون في هذه المهنة حول العالم لديهم نفس الأسئلة ونفس التحديات.
وأكدت المتحدثة إمكانية تدريس توزيع الكتب، وأشارت إلى مدرسة تعليم موزعي الكتاب التي تأسست عام 1993 في إيطاليا، كجزء من مؤسسة ناجحة تتبعها 12 دار نشر وعدداً من المكتبات التي تمثل سلسلة مستقلة، ولديها 30 بائع كتب من المؤهلين المحترفين، وتعمل على تنظيم مؤتمر يجمع 600 شخص يعملون في بيع وتوزيع الكتب، فيما يشارك 1000 شخص في دراسة توزيع الكتب افتراضيا من 29 بلداً، يتعلمون هذه الحرفة على يد خبراء لديهم تجارب في الاتصال مع المجتمعات، ويقدمون أفكارا لتطوير عمل بائعي الكتب ومنحهم الثقة بمهنتهم.