صدر مؤخراً عن معهد الشارقة للتراث العدد الجديد من مجلة مراود محتفياً بالمشروعات التراثية في المنطقة الوسطى والشرقية، والتي يشرف المعهد على ترميمها وإعادة تأهيلها.
الشارقة 24:
صدر مؤخراً عن معهد الشارقة للتراث العدد الجديد من مجلة مراود محتفياً بالمشروعات التراثية في المنطقة الوسطى والشرقية، والتي يشرف المعهد على ترميمها وإعادة تأهيلها.
وفرة المواقع التاريخية، والبيوت التراثية، التي تختزن ذاكرة المكان
وقال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس المعهد رئيس تحرير المجلة: تتميز إمارة الشارقة بوفرة المواقع التاريخية، والبيوت التراثية، التي تختزن ذاكرة المكان، وتاريخه الموغل في القدم، وتراثه العريق الزاخر بالغنى والتنوّع، مشيراً إلى أن المعهد عكف على ترميم المعالم التاريخية، والمباني التراثية، تنفيذاً للتوجيهات السامية من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وقد شملت أعمال الترميم: «البيت الغربي، بيت السركال، بيت النابودة، حصن الشارقة، سوق العرصة، سوق الشناصية، سوق التمر، سوق صقر»، بالإضافة إلى معالم ومباني في المنطقة الوسطى والشرقية في كل من (الذيد، فلي، كلباء، خورفكان، دبا الحصن).
نهضة الإمارة الباسمة العمرانية والحضارية، التي حوّلتها دوحةً وارفةَ الظلال
من جانبه، تحدث الدكتور منّـي بونعامه، مدير التحرير عن الشارقة بوصفها موطناً للتراث، وقال: تتمتّع إمارة الشارقة بشخصية ثقافية فريدة ورائدة، حقّقت لها تراكماً تاريخياً مهماً، وشهرة واسعة على مستوى العالم، وجعلتها وجهة عالمية للثقافة والسياحة الثقافية، لما يجده السائح فيها وبين ربوعها وجنباتها من معالم تاريخية ذات امتداد تاريخي موغل في القدم، ومراكز ثقافية وترفيهية عصرية، تستقطب الزوار من شتى أنحاء العالم، ومن مختلف الثقافات والفئات العمرية، فضلاً عن نهضة الإمارة الباسمة العمرانية والحضارية، التي حوّلتها دوحةً وارفةَ الظلال، يأتيها رزقها رغداً من كلّ مكان، ويؤمّها المبدعون والمفكرون وأصحاب الأموال والأعمال من كلّ حدب وصوب.
وأكد أن الشارقة تعدّ من أوائل إمارات الدولة التي عكفت على ترميم المعالم التاريخية والمباني التراثية، وكانت البداية في قلب الشارقة النابض، حيث المعالم والشواهد الباقية من القرون الخالية، لاتزال شاخصة تحيل إلى ماضيها الجميل، وتراثها الأصيل، ثم توسع نطاق العمل في التراث، وتم تقديم الصون العاجل للعديد من المباني التاريخية، والمواقع التراثية، وإحيائها من خلال أعمال الحماية والترميم والإحياء، للمحافظة عليها من عوادي الزمن وعوارض الاندثار.
إن اهتمام الشارقة، موطن التراث، ومركز الحضارة والإشعاع الثقافي، بهذا الجانب المهم من العمارة التقليدية، ممثلة في شكل أحياء الشارقة القديمة ومناطقها التراثية المتوزعة في كل من الذيد، وخورفكان، وكلباء، ودبا الحصن، ينمّ عن رؤية متكاملة، ووعي شامل بأهمية التراث الثقافي، ضمن صميم المشروع الثقافي الإحيائي للإمارة الباسمة، وهذا ما جعل الشارقة بحق حاضنة التراث، وعاصمته وموطنه، ففيها تتكامل كل صور الأصالة والعراقة، ومنها تفوح نسائم الماضي، ورائحة التراث.
صورة متكاملة عن المشروعات التراثية الكبرى
في هذا العدد من مجلة مراود، نقدّم للقارئ الكريم صورة متكاملة عن المشروعات التراثية الكبرى، التي نفذها المعهد، برعاية ودعم صاحب السموّ حاكم الشارقة في المناطق الوسطى والشرقية، وإبراز دورها في إحياء المكان وذاكرته الممتدة.
ويشتمل العدد كذلك على مقالات ومقاربات تراثية وثقافية متنوّعة، تقدّم للقرّاء المتعة والفائدة، منها "الوتريات العربية في علم الآثار الموسيقيّ"، و"فن من حق الليلة"، و"الإبل في الشعر الشعبي"، و"الشعر والمشاعر في آفاق المدرسة الرومانسية"، و"الخطب المنبرية للشيخ مبارك الهران"، بالإضافة إلى موضعات عن "أيام الشارقة التراثية"، و"صناعة القرا و"شهادة حجلة" وغيرها من الموضوعات الغنية والمتنوعة