جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لفتوا الانتباه بتجاوزات عدوانية

محبو تصوير قطارات اليابان.. 5 ملايين شغوف ومشاغب ومغامر

28 مارس 2022 / 10:13 PM
يشترك أكثر من 5 ملايين ياباني، في مجموعات متعددة تبدي الشغف الكبير بالقطارات، وكل ما يحيط بهذه الصناعة العريقة في البلاد، حيث يبدون مسالمين في ممارسة شغفهم، لكن مجموعة تسمى بـ"توري-تيتسو"، بدأت تلفت الانتباه بتجاوزات عدوانية.
الشارقة 24 – أ ف ب:

غالباً ما يكون الشغوفون بنظام القطارات في اليابان مسالمين، رغم إثارتهم مشاجرات تصل أحياناً إلى اعتداءات، لكنّ مجموعة صغيرة من بين هؤلاء أثارت أخيراً الانتباه بسبب تجاوزاتها.

ولطالما أثارت القطارات اليابانية الإعجاب في اليابان، وفي سائر أنحاء العالم، بسبب تقنياتها المتطورة والتزامها جداول مواعيدها الدقيقة.

وتدور مجموعات من الهواة حول السكك الحديد، من بينهم أولئك الذي يحفظون عن ظهر قلب جداول مواعيد القطارات، والشغوفون بتسجيل ضوضائها، بالإضافة إلى محبي وجبات الغداء التي تباع في المحطات وجامعي مجسمات القطارات الصغيرة.

ويوضح نوبواكي تاكادا، وهو مستشار يعمل في شركة "NRI" (سوشل إنفورمايشن سيستم سورفيسيس)، أنّ اليابان كانت تضم حوالي خمسة ملايين شغوف بالقطارات عام 2015.

أما المجموعة الأشهر من الشغوفين فتُسمى بـ"توري-تيتسو"، وتمثل أشخاصاً يشعرون بمتعة كبيرة عندما يلتقطون أفضل صورة لأحد القطارات وهو يقترب.

والأشخاص الذين يمثلون الـ"توري-تيتسو" موجودون في اليابان منذ عقود، لكنّهم أثاروا الانتباه خلال السنوات الأخيرة بسبب مشاجرات وقعت بينهم، فضلاً عن اقتحامهم مناطق محظورة، وقيامهم بممارسات تنطوي على العنف.

وبينما كان الوداع المؤثر لقطارات كانت تقوم برحلاتها الأخيرة شائعاً خلال ستينات القرن الماضي وسبعيناته، تثير ممارسات تُسجّل أخيراً قلق محبّي القطارات، كالتحرش براكب دراجة هوائية دُعي لالتقاط صورة مع القطار والاعتداء الذي طال العام الماضي أحد المراهقين.

ويعتبر ماساو أودا، وهو مصوّر قطارات هاو يعمل في هذا المجال منذ خمسين عاماً، أنّ هذه التصرفات أساءت بالتأكيد لصورة محبي القطارات.

ويوضح أكيرا تاكاهاشي (27 عاماً) المولع بقطار Class EF66 الكهربائي، أنّ الأشخاص يشيرون إليّ أثناء التقاط الصور، ويضيف أنّ الصورة المرتبطة بنا أصبحت بغالبيتها سلبية.

ويستيقظ يونوسكه تاكاهاي، وهو طالب يبلغ 19 عاماً، أحياناً عند الساعة الخامسة صباحاً ليذهب إلى الصيد ويعمل بدوام جزئي في مصانع لتحقيق شغفه، ويؤكد أنّه يحب أي شيء يتعلق بالقطارات كالضجة التي تحدثها والأجواء المحيطة بها، ويرى أنّ اللحظة التي يتمكن فيها الشخص من رؤية قطار كان ينتظره لساعات ممتعة جداً.

ويعتبر الصحافي المتخصص جون أوميهارا، الذي عمل سابقاً في إحدى أشهر المجلات المتخصصة بالسكك الحديد في اليابان، أنّ التصرفات العدوانية التي تمارسها بشكل متزايد مجموعة "توري-تيتسو" مرتبطة بسعيهم للحصول على لقطة مثالية للقطارات.

ويعزو أوميهارا هذه التصرفات كذلك، إلى عدد قليل من القطارات التي أصبحت خارجة عن الخدمة، ويوضح أنّ كل قطار يستحق بالنسبة إليهم معركة تتمثل في الحصول على صورة يكملون فيها مجموعتهم، ويضيف أنّ الشغوفين لن يتحملوا فكرة عدم حصولهم على الصورة الأخيرة التي تكمل مجموعتهم، من هنا يمارسون تصرفات تنمّ أحياناً عن شعورهم بـ"الإحباط".

وتسبّب تطور المدن في اختفاء أماكن معيّنة مثالية لالتقاط الصور، ما زاد من صعوبة التقاط صور مشابهة لتلك التي يعتبرونها مراجع.

وتظهر هذه الصور المنشورة في مجلات متخصصة تستهدف الـ"توري-تيتسو"، لقطات لقطارات خالية من العناصر المقتحمة كالحواجز والأشجار والركاب.

ويرى أوميهارا، أنّ محاولة الحصول على لقطات مماثلة في الحياة الواقعية أمر شبه مستحيل، لكنّهم يسعون إلى تحقيق ذلك رغم كلّ شيء.

ولمواجهة الشغوفين الذين يدخلون أماكن محظورة، زادت شركات السكك الحديد من الإجراءات المرتبطة بأمن مرافقها، بينما أطلقت شركة "جي آر إيست" التي تقدم خدماتها في الجزء الشمالي من اليابان الذي يضم العاصمة، العام الماضي، نادياً مخصصاً للشغوفين بالقطارات.

ويؤكد المسؤول عن المشروع يوسوكه ياماموتو، يمكننا الاعتماد على الـ"توري-تيتسو" في التقاط صور مذهلة لقطاراتنا ونشرها عبر الإنترنت، ويتابع وبدل معاملتهم على أنّهم أعداؤنا، نبني علاقة جيدة معهم، حتى يتخلى المجتمع عن أفكاره المسبقة المرتبطة بهم، مشيراً مثلاً إلى محبي الشرائط المصوّرة والرسوم المتحركة الذين أصبحوا أقل عزلة اجتماعياً منذ تغلب شغفهم على الرأي العام.

ويؤكد ياماموتو، أنّ الـ"توري-تيتسو" يمثلون ثقافة، معرباً عن أمله في أن تتغيّر الصورة المرتبطة بهم.
March 28, 2022 / 10:13 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.