تحت عنوان "تحديات احتضان طفل بعد سن الرضاعة"، نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة لقاءها السنوي "احتواء" افتراضياً، تناولت فيه الجوانب المؤثرة للأسرة الحاضنة وللأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية من الجانبين الإيجابي والسلبي.
الشارقة 24:
نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة لقاءها السنوي "احتواء" تحت عنوان "تحديات احتضان طفل بعد سن الرضاعة" افتراضياً، وتناولت فيه الجوانب المؤثرة للأسرة الحاضنة وللأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية من الجانبين الإيجابي والسلبي، وكيفية تعامل دار الرعاية الاجتماعية للأطفال التابعة للدائرة مع الحالات وعملية تنظيم الاحتضان، وعن الجوانب النفسية والاجتماعية والقانونية، أضافة إلى استعراض نموذج حي للاحتضان وعرض تجربتها في احتضان طفلتين.
وفي البداية تحدثت فاطمة المرزوقي مدير دار الرعاية الاجتماعية، بأن قرار تسليم الأطفال مجهولي النسب إلى أسر حاضنة قرار يحتاج إلى أمانة كبيرة، كون اختيار الأسرة الأنسب للطفل سيترتب عليه حياة هذا الطفل إلى أن يبلغ سن الرشد ولما للتنشئة الاجتماعية أهمية في مراحل الطفولة يتوجب أن نسعى لتكيف الطفل في بيئة اجتماعية تعوضه عن الحرمان العاطفي والنفسي الذي تعرض له عن تخلي الأسرة الحقيقية عنه.
المعايير لاحتضان الطفل
واستعرضت المرزوقي، المعايير اللازمة لتسليم طفل إلى أسرة حاضنة، وأهمها الحصول على موافقة معتمدة من اللجنة الدائمة لرعاية الأطفال المحرومين من الرعاية الاجتماعية في الشارقة.
وتوفر شرط الرضاعة عند الأسرة الحاضنة بحيث تكون نتيجة تحقيق الرضاعة تؤدي إلى حدوث نسب للطفل داخل الأسرة التي يعيش فيها، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود طفل محتضن آخر وأن تكون مرضعة الطفل السابق هي من تقوم بإرضاع الطفل الجديد في حال اختلاف الجنس بين الطفل المحتضن السابق والطفل الجديد.
التقبل والتكيف
وعن تحديات الاحتضان لدى الطفل، ذكرت المرزوقي أن التقبل والتكيف يعد بالواقع الجديد من التحديات عندما ينتقل الطفل من مكان إلى آخر ويبتعد عن الوجوه التي اعتاد عليها خاصة إذا كان في سن فوق الرضاعة، والأمر عكسه مع الطفل الرضيع كونه لم يكون ارتباط نفسي مع الأشخاص والمكان، وإذا كان الطفل ذو الخبرة السابقة في الاحتضان وتم إعادته إلى الدار لأسباب مختلفة يولد لديه شعور بالخوف من عدم تقبل الأسرة الجديدة له.
واختتمت المرزوقي كلامها، بالإشارة إلى دور الدار في تذليل كافة العقبات من خلال فريق من الأخصائيين الذين يعملون على تقريب الطفل من الأسرة الحاضنة من خلال الزيارات والنزهات مع بعضهم قبل انتقاله إلى المنزل، كما يتم عقد لقاءات بينهم في الدار مع المسؤولين الاخصائيين.
برنامج إلكتروني للاحتضان
من جانبها قالت فرح الشامسي اختصاصي حماية اجتماعي في دار الرعاية الاجتماعية، أن دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، أولت اهتمام فائق بفئة الأطفال الأيتام والأطفال غير معلومي النسب، وذلك من مبدأ السعي لتأمين حقوق فاقدي الرعاية الاجتماعية، ووفرت برنامج إلكتروني لتقديم طلبات الاحتضان عبره أثبت فاعليته خاصة خلال جائحة كورونا.
وشرحت الشامسي التحديات من الجانب الاستقلالي للأسرة الحاضنة، ومن تحديات الجانب الثقافي ما هو متعلق بظرف الوعي الاجتماعي لفئة الأطفال غير معلومي النسب مثل النبذ في المدارس من قبل التلامذة
وتحدثت الدكتورة عائشة البوسميط الكاتبة والناشطة في مجال حقوق الأطفال غير معلومي النسب، عن تجربتها الخاصة في احتضان طفلتين بإعمار مختلفة حيث كانت الأولى بعمر السادسة واليوم بسن الـ 12، والطفلة الثانية احتضنتها وهي لديها 40 يوماً واليوم عمرها 6، وبتأثر شديد تقول إن أجمل أيام عمري كانت يوم استلامي الطفلتان، على الرغم من أن البعض نصحني بأن تكونا بسن صغيرة ولكني رفضت وخضت التجربتين، فبعض الأسر الحاضنة تفضل احتضان من هم بسن الرضاعة.
أمومة اختيارية
وأشارت البوسميط إلى أنها أخبرت الطفلتين بواقعهم الاجتماعي وهما بسن صغيرة وهو أمر ضروري وأساسي، ولم تكتفي البوسميط بذلك، بل استعرضت تجربتها الجميلة وصاغتها في قصة قصيرة بعنوان "أمومة إختيارية" لتعرف الآخرين بهذه التجربة الجميلة كما تشجيعهم على الاحتضان ليس فقط للأسر التي ليس لديها أطفال بل من لديهم أطفال وأحوالهم تساعدهم على الاحتضان لكونه نعمة وبركة كبيرة من عند الله عز وجل منحتها الشعور بأن تعيش تجربة الأمومة خاصة وأنها غير متزوجة.
وتعقب البوسميط قائلة: "شجعت صديقاتي الشعراء والأديبات، الكتابة عن هؤلاء الأطفال لكي نعرف المجتمع بوجودهم وبحقهم بالحياة، وكتبت القاصة صالحة غابش قصة "أنا لا أشبه أمي"، وأتمنى أن تهتم المؤسسات التربوية وتضيء على هذه الفئة وتوليها حقها".