يعرض المصور جاسبر دوست في مهرجان الشارقة الدولي للتصوير الدولي "إكسبوجر"، خلاصة تجربة بصرية قضاها مع طائر الفلامنغو "بوب" ووثق من خلالها حياته التي باتت ملهمة للكثيرين، حيث ينشر الوعي على صعيد المجتمع المحلي بأهمية حماية الحياة البرية في جزيرة كوراساو.
الشارقة 24:
من الغريب أن يغدو طائر ما سفيراً للنوايا الحسنة، ولكن هذا ما حصل مع طائر الفلامنغو "بوب" الذي واجه ظروفاً صحية صعبة بعد أن ارتطم بواجهة أحد الفنادق، حيث شكلت الحادثة منعطفاً كبيراً في حياته، إذ تكفلت الطبيبة البيطرية أوديت بعلاجه، إلا أنه لم يعد مؤهلاً للعودة إلى مسكنه الطبيعي، فصار مع الأيام سفيراً للجمعية الخيرية المسؤولة عن التوعية بالحفاظ على الحياة البرية في الولايات المتحدة الأميركية.
هذا ما يجسده معرض "لقاء بوب"، المكون من (20) صورة، والذي يشارك من خلاله المصور جاسبر دوست في مهرجان الشارقة الدولي للتصوير الدولي "إكسبوجر"، خلاصة تجربة بصرية قضاها مع ذلك الطائر ووثق من خلالها حياته التي باتت ملهمة للكثيرين، حيث ينشر الوعي على صعيد المجتمع المحلي بأهمية حماية الحياة البرية في جزيرة كوراساو.
بعد توعوي
مع الحركات الطبيعية التي يمارسها طائر الفلامنغو في الصور، كتنظيفه ريشه ليكون بحالة جيدة، فإنها مع ذلك تمثل بعداً توعوياً بعد أن تغيّرت حياته وأصبحت بعيدة عن المألوف نظراً للحادث الذي تعرض له في عام 2016، وفي طريقه إلى عمله التوعوي ترصد عدسة جاسبر جلوس "بوب" في حضن أوديت أثناء رحلتها الترويجية للجمعية الخيرية، وهو يتأمل ما آلت عليه الحياة على الجزيرة عبر الزجاج الأمامي للسيارة.
تثقيف الأطفال
وبصفته سفيراً للأعمال الخيرية، يزخر جدول أعمال "بوب" بنشاطات كثيرة، وغالباً ما يرافق أوديت إلى المدارس، للمساعدة في تثقيف الأطفال حول الحياة البرية المحلية وأهمية الحفاظ على بيئتهم الطبيعية، حيث تتعرض طيور الفلامنغو فيها للأذى بسبب الملوّثات البلاستيكية ومعدات الصيد المهملة، كما يعد بوب من عناصر التثقيف المعرفي للطلاب، كما في تلك الصورة التي تصغي فيها الطفلة إلى ضربات قلب الطائر.
هواية السباحة
تصطحب أوديت كل بضعة أسابيع بعض الطيور البحرية التي تنقذها للسباحة أو التنزه على الشاطئ، وعلى الرغم من أنها تفضّل رؤية بوب في بيئته الطبيعية، إلا أنها تدرك أنه لن يستطيع النجاة هناك، وتعزّيها فكرة أنّه يقدم دوراً مهماً في سبيل نشر الوعي حول أهمية المحافظة على طيور الفلامنغو في منطقة البحر الكاريبي، كما أنهما يستمتعان بأجمل الأوقات معاً، كما في تلك الصورة التي يبدو فيها بوب وهو يسبح برفقة طبيبته التي تبدو أقدامها فقط على سطح الماء.
عودة مستحيلة
وفي صورة أخرى، يبدو "السفير الطائر" وهو يتجوّلأ مع طائرَي فلامنغو آخرين كل منهما خسر جناحيه مبتورة، وبات من المستحيل أن يعودا إلى البرية، فيستمتع بوب بالسباحة في البحر الكاريبي، وذلك لأن داء المفاصل الذي أصيب به من جراء الحادث يجعل المشي صعباً عليه، لذا فإنه يشعر براحة شديدة في الماء.
جوارب الطائر المصاب
تعمل أوديت بكل طاقتها على حماية طيور الفلامنيغو من الإصابات التي تتعرض لها، ورصد الصورة التي تظهر الطائر الصغير وهو يتفقد الجوارب التي ابتكرتها الطبيبة البيطرية لمعالجة الأضرار التي لحقت بقدميه، بعد أن أشرفت على علاجه في مركزها وابتكرت جوارب خاصة تناسب قدمي الطير وتجنّبه الضغط على الجروح التي تلتئم.
تأمل أوديت من خلال إلهام الأجيال القادمة في غرس بذرة تثقيفية للحفاظ على الحياة البرية في المستقبل. خاصة أنها اكتشفت خلال فترة إعادة تأهيله أنّ بوب أصبح معتاداً على البشر، وأن إصابته الدائمة تحول دون فرصة بقائه على قيد الحياة في البرية، فأصبح الآن سفيراً للطيور ويتجول بكلّ أناقة.