قدم كل من المصوّر فينيت فوهرا، والمصوّر آلان شالر تجربتهما في فن "تصوير الشارع"، كرحلة لاكتشاف الذات وتثبيت اللحظات المدهشة في اللقطة الفوتوغرافية، وذلك في جلستين شهدهما اليوم الثالث من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر".
الشارقة 24:
عرض كل من المصوّر فينيت فوهرا، والمصوّر آلان شالر تجربتهما في فن "تصوير الشارع"، كرحلة لاكتشاف الذات وتثبيت اللحظات المدهشة في اللقطة الفوتوغرافية، وذلك في جلستين شهدهما اليوم الثالث من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، حتى 15 فبراير الجاري في مركز إكسبو الشارقة.
وحول رؤيته للتصوير في الشارع من خلال تجربته الممتدة على مدى 20 عاماً، رأى المصور الهندي فينيت فوهرا أنه على المصور أن يركز على ما يحبه وما يجد أنه سيبدع فيه، وعرّف التصوير في الشارع من وجهة نظره بأنه تثيبت للحظة معينة يختارها المصوّر، وبمجرد الضغط على زر الكاميرا وإطلاقه مرة أخرة تعود الحياة من حوله إلى طبيعتها.
وعرض فوهرا مجموعة من صوره أثناء حديثه عن تجربته في الجلسة التي جاءت بعنوان "مصادفة على قارعة الطريق"، وأشار إلى أن الصدف تجعل المصور يبدو وكأنه جزءاً منها، ونصح المصوّر بالبدء بتصوير الحي الذي يعيش فيه لأنه الأقدر على التقاط اللحظات الأكثر إدهاشاً.
وقال فوهرا: "أحيانا أقف وأنتظر لساعات من أجل التقاط صورة واحدة، وأحياناً يتطلب الأمر لحظة فقط، ويتوجب علينا اتباع الضوء وسنعثر على الصورة وسنجد الجمال في كل شيء، وليس علينا التقاط الصور المضحكة فقط ولكن يجب أن نلتقط الصور العاطفية، والجمال الكامن في تصوير الشارع ليس له نهاية، ويثير في النفس العديد من الأسئلة الملهمة".
وخلال استعراضه لبعض الصور التي أظهر من خلالها اهتمام عدسته بالجمع بين المواقف الإنسانية وبعض مشاهد الشارع الطريفة، ظهر كذلك تركيز المصور على توظيف الظلال والألوان في أعماله، وختم حديثه مشيراً إلى أن المصوّر يلتقط صورة المشهد دون أن يسأل لماذا لأن الأهم من ذلك هو كيف يلتقط الصورة وكيف يجعلها جزء من اكتشافه لنفسه.
وبدوره تحدث آلان شالر في جلسة بعنوان "واقع التصوير أحادي اللون"، قائلاً: "أنجزتُ الكثير من الأعمال في نيويورك ولندن وفيتنام وغيرها، وهناك تحديات كثيرة يمكن أن يواجهها المصور، مثل عوامل الطقس مثلاً، ففي لندن اضطررتُ في إحدى المرات للانتظار لساعات وأيام لكي أحصل على الكادر الذي أسعى إليه في الصورة، ولكن الأمر يكون مختلفاً في دول ذات طقس مشمس مثل الإمارات".
وأضاف شالر: "صور الأبيض والأسود أبصرت النور عام 1882 على يد مصور فرنسي حاول مراراً إلى أن يحصل على الصورة المطلوبة، وبعد ذلك انتشر هذا النوع من الصور قبل أن يعرف العالم الصور الملونة على يد عالم أسكتلندي، وعلى الرغم من أن البعض يصف صور الأبيض والأسود بأنها تبدو قديمة وكلاسيكية، إلا أنني أحب استقطاب زخم الماضي إلى جنبات الحاضر، وأضيف إليه تفاصيل حداثية جميلة، وأحب أن أسميها (مدرسة قديمة بأساليب حديثة)".
وتابع: "ثمة تحديات فنية متنوعة فيما يخص التصوير بالأبيض والأسود، مثل استخدامات العدسات وأحجامها وأنواعها، وكذلك درجة الحساسية واختيار الخلفيات، لا سيما في الأماكن المغلقة، فمن الصعب التنبؤ بالانعكاسات التي قد تحدث في الصورة، وهناك أيضاً ما يسمى بالتصوير المستمر".
وأكد شالر "أنه ليس بالضرورة أن تكون الصورة واقعية 100%، ولكن هناك دوماً رسالة علينا العمل على إيصالها، ولكن بشكل عام، العملية برمتها تتعلق بالمحتوى ونوع العدسة والهدف المرجو"، وأشار إلى أن الدراسة الأكاديمية وحدها غير كافية ليكون المصوّر محترفاً، لأن التطبيق العملي على جانب كبير من الأهمية لكي يمتلك المصوّر أدوات هذه المهنة.