الشارقة 24:
بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، اختتمت مساء الأحد، فعاليات مؤتمر اللغة العربية الدولي الخامس عن بُعد بالشارقة والذي نظمه المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة على مدى 8 أيام متواصلة برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بعنوان: "تعليم اللغة العربية وتعلمها، تطلع نحو المستقبل: "المتطلبات، والفرص، والتحديات".
وتضمن برنامج المؤتمر (24) ندوة علمية و(3) ندوات لأفضل الممارسات والتجارب بمشاركة (128) خبير وباحث، بإجمالي (111) بحثًا ودراسةً جميعها متخصصة في تعليم اللغة العربية وتعلمها، وقد تجاوز عدد المسجلين في رابط المؤتمر عبر بوابة المركز أكثر من (70 ألف) من مختلف الدول.
وفي نهاية المؤتمر تلا الدكتور عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج التوصيات التي توصل إليها المؤتمر وتضمنت 4 محاور الأول في في مجال مناهج اللُّغة العربية والثاني في مجال إعداد معلم اللُّغة العربية، وإستراتيجيات التعليم والتعلم والثالث في مجال تقنيات تعليم اللُّغة العربية وتعلمها والرابع في مجال تقنيات تعليم اللُّغة العربية وتعلمها.
وتضمنت توصيات المؤتمر التي تلاه مدير المركز في مجال مناهج اللُّغة العربية الدعوة على ضرورة تحديث مناهج اللُّغة العربية وتطويرها؛ لمواكبة المستحدَثات التكنولوجية والعصر الرقمي، ومراجَعة الكتب المدرسيَّة في ضوء متطلبات بناء المحتوى الرقمي، وتحديات جائحة كورونا ومتحولاتها، ومستحدَثات التعليم الإلكتروني، والتعليم عن بُعد، والتعليم المبرمَج، والتعلم الذاتي، وضرورة تضافُر الجهود، ومشارَكة الخبراء والمتخصصين في إعداد هذا المحتوى من أقسام اللُّغة العربية، والمجامع اللُّغَوية، والمناهج وطرائق التدريس، وأساتذة الهندسة، والحاسوب والبرمجيات.
ودعت إلى بناء معاجم مدرسية متخصصة موزَّعة على مراحل التعليم العامّ في أرجاء وطننا العربي الكبير؛ وذلك بتكوين فِرَق بحثية لجمع المادة وحساب المكرَّر منها، والاستفادة بنتائج علم اللُّغة الإحصائي فضلا عن ضرورة تطوير مناهج اللُّغة العربية الحالية في ضوء النظريات اللسانية الحديثة، واستثمار الإمكانيات الحديثة كوسائل الإحصاء المتقدِّم في رصد الظواهر اللُّغوية.
وأكدت التوصيات أهمية توحيد الجهود المنهجية المبذولة في الدرس اللُّغوي، ومحاولة بناء نظرية لسانية عربية قوامها الأنظمة الصوتيَّة، والصرفيَّة، والنحويَّة، والدلاليَّة، والمعجميَّة، والبلاغيَّة والعمل على المراجَعة المستمرة، والتقويم الشامل لمناهج اللُّغة العربية بعناصرها المختلفة: من حيث الأهداف والمحتوى، والوسائل والأنشطة، وإستراتيجيَّات التعليم والتعلم، وأساليب التقويم الشامل.
وفي مجال إعداد معلم اللُّغة العربية، وإستراتيجيات التعليم والتعلم أشار الدكتور عيسى الحمادي بأن التوصيات أكدت على أهمية الاستفادة من التجارب العالمية المعاصرة في مجال إعداد المعلم وتعليم اللُّغة وتعلمها، وتأكيد أدواره الجديدة، في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين والعمل على اختيار المعلمين وفقًا لمعايير الترخيص المهني المعمول بها دوليًّا، مع تطبيق اختبار الكفاءة اللُّغَوية، وضرورة اجتيازه لمن يُرخَّص له بتعليم أية مادة دراسية.
وجاءت التوصيات مؤكدة على ضرورة استخدام معلمي اللُّغة العربية لإستراتيجيات التعلم النشط في تعليم اللُّغة العربية، وتعلمها؛ ليكون المتعلم محورًا للعملية التعليمية، يفكر، ويحلل، ويستنتج، وينتج، ويُبدِع، مع عقد دورات تدريبية لهم في المراحل التعليمية المختلفة بدءًا بمرحلة رياض الأطفال بجانب تطبيق مبدأ تنويع التدريس من حيث الأهداف والمحتوى، وإستراتيجيات التدريس، ووسائل التقويم؛ تلبيةً للاحتياجات المختلفة للدارسين لُغَويًّا، واتصاليًّا، واتساقًا مع خصائصهم الاجتماعية.
وأشارت إلى ضرورة استخدام معلمي اللُّغة العربية لبرامج التدخل المبكر في علاج صعوبات الإملاء لدى أطفال الصف الأول الابتدائي، قبل أن يتعرَّض الأطفالُ لخطر الفشل الكتابي في الصفوف التالية والعمل على إعداد أدلة لمعلمي اللُّغة العربية؛ لتوضيح كيفية توظيف الإستراتيجيات الحديثة في تعليم العربية لأبنائها ولغير أبنائها مع عَقْد دورات تدريبية لمعلمي اللُّغة العربية تتيح لهم توظيف التقنيات الحديثة في تعليم اللُّغة العربية وتعلمها وضرورة إلزام معلمي اللُّغة العربية -سواء أكانوا في مرحلة الإعداد أم بعد التخرج- التحدث باستخدام اللُّغة العربية الفصحى، وإعداد دورات تدريبيَّة لهم؛ لتزويدهم بصِيَغ وأساليب لُغويَّة تُساعِد على تحسين أدائهم اللُّغَوي والارتقاء بأساليبهم التعبيرية.
وفي مجال تقنيات تعليم اللُّغة العربية وتعلمها تبنت التوصيات العمل على استثمار التكنولوجيات الحديثة في رَقْمَنة اللُّغة العربية، وتطويرها مع ضرورة تشكيل هيئة عربية مستقلة من خبراء التقنية، وعلماء العربية، والمتخصصين، تُعنى بتوظيف منجَزات اللسانيات والتقنيات والذكاء الاصطناعي في تعليم العربية وتعلمها، وتطويرها بما يليق بمكانتها ودورها .
وأكدت على التوسع في إدخال البرمجيات الحاسوبية المختلفة، وتوظيفها في تعليم اللُّغة العربية وتعلُّمِها والاستفادة من الثورة التكنولوجية في إعداد بنوك للأسئلة الإلكترونية في مختلف فروع اللُّغة العربية وفنونها مع ضرورة توفير الدعم المادي والفني والإداري اللازم لتوظيف التقنيات في تعليم اللُّغة العربية وتعلُّمها وضرورة تطبيق المعايير العلمية عند تصميم بيئات التعلم الرقمية لتعليم اللُّغة العربية وتعلُّمها.
وفي مجال تعليم اللُّغة العربية للناطقين بغيرها اشارت التوصيات على العمل على إعداد مناهج خاصة بتعليم العربية للناطقين بغيرها، مبنية على دراسات وتجارب من واقع تعليم العربية، مع الاستفادة من تجارب الآخَرين ودراساتهم، والإفادة من علوم اللُّغة: (الاجتماعي، والنصي، والنفسي)، والنظريات اللُّغَوية (التداولية، وتحليل الخطاب، والتلقي) عند بناء مناهج تعليم اللُّغة العربية للناطقين بغيرها.
وأكدت على أهمية التركيز في برامج تعليم اللُّغة العربية للناطقين بغيرها على الوظيفة التواصلية، والكفاءة الصوتية، في إطار برنامج متكامل يتَّسق وتنمية مهاراتها والعمل على إجراء المزيد من الدراسات التقابُليَّة بين اللُّغة العربية واللُّغات الأخرى لدى دارِسِي العربية الناطقينَ بلُغات أخرى، مع رصد أخطائهم اللُّغوية الشائعة (الصوتية، والصرفية، النَّحْوية، والدلالية).
ودعت التوصيات إلى استخدام المسرح التعليمي في تجسير الفجوة القائمة بين الفصحى والعامية، مع مراعاة المستوى اللُّغوي للأعمال الدرامية المقدَّمة للأطفال الناطقين بغير العربية وتعزيز التفاعل بين اللسانيات التطبيقية وتعليم اللُّغة العربية للناطقين بغيرها؛ لتجاوُز المُعوِّقات التي تطرأ تحت تأثير التداخل اللُّغَوي في الموقف التعليمي.
وطالبت التوصيات بتوظيف اللسانيات التداولية في إحداث تكامُل مناهج تعليم اللُّغة العربية للناطقين بغيرها معياريًّا، واجتماعيًّا، وتاريخيًّا، ووصفيًّا، والإفادة من النظريات اللسانية في مجال تعليم اللُّغات، وتوظيف التقاطعات المنهجية بين اللسانيات العامة، وعلم النفس التربوي من جهة، وطرائق الأداء التعليمي من جهة أخرى مع ضرورة بناء إطار مرجعيّ يتضمَّن معايير ومؤشِّرات لتعليم اللُّغة العربية للناطقين بغيرها في ضوء الاتجاهات والنظريات الحديثة في تعليم اللُّغات ودعت في ذات السياق إلى دَعْم توظيف تطبيقات الجوَّال في تعليم اللُّغة العربية للناطقين بلُغات أخرى في مراكز تعليمها، ومَعاهِدها.
وأشارت إلى ضرورة عقد دورات تدريبية للقائمين على تعليم اللُّغة العربية للناطقين بلُغات أخرى في مجال توظيف التقنيات في تعليم العربية وتعلمها وعمل اتفاقيات شَراكة مع الشركات المتخصِّصة؛ لتوفير بنية تحتية، والاستفادة من خبراتها في تذليل الصعوبات التي تُواجِه توظيفَ التقنيات في تعليم اللُّغة العربية للناطقين بلُغات أخرى مع الاهتمام بإجراء مزيد من الدراسات والبحوث حول توظيف التقنيات في تعليم اللُّغة العربية وتعلُّمها للناطقينَ بلُغات أخرى.