بايكونور الكازاخستانية تأمل الانطلاق نحو مستقبل سياحي

الشارقة 24 – أ ف ب:

تنتشر نسخ ومجسمات عن صواريخ، وتماثيل نصفية وأخرى مكتملة لأبطال غزو الفضاء، في مدينة بايكونور الكازاخستانية التي تضم المركز الفضائي الروسي الشهير، فيما تزيّن مبانيها رسوم جدارية تمثل مركبات فضائية، في مشهد يهيمن فيه عالم الفضاء بوضوح على الشوارع المكسوة بالثلوج.

ويذكر كبير المهندسين المعماريين السابقين في بلدية هذه المدينة مالك موتالييف ،67 عاماً، "أن كل هذا هو صنيعة أيدي الناس، إذ أن أجيالاً عدة عملت كثيراً" في بايكونور التي تقطنها 76 ألف نسمة والواقعة في سهوب كازاخستان، كبرى دول آسيا الوسطى.

لكن مدينة بايكونور التي استأجرت موسكو أراضيها، كما محطة الفضاء التي تقع على بعد حوالي 30 كيلومتراً منها، مهددة بالانهيار، وتتطلع إلى انتعاش مستقبلي يمكن أن يكون للسياحة فيه دور محوري.

وتأسست مدينة بايكونور العام 1955 على ضفاف نهر سير داريا، وكانت تتكون في الأصل من مجمعات سكنية بسيطة تؤوي العمال الذين تولوا تحت جنح السرية التامة بناء قاعدة إطلاق الصواريخ الفضائية.

وانطلاقاً من قاعدة الفضاء هذه، حقق الاتحاد السوفياتي أبرز إنجازاته في السباق إلى الفضاء، كإرسال أول قمر اصطناعي هو "سبوتنيك" (1957)، وأول رائد فضاء هو يوري غاغارين (1961) وأول رائدة فضاء هي فالنتينا تيريشكوفا. (1963)

في السنوات التي تلت ذلك، عرفت مدينة بايكونور التي كانت تسمى آنذاك لينينسك عصرها الذهبي، واستقر فيها الآلاف من موظفي برنامج الفضاء الذين كانوا يعتبرون النخبة العلمية في الاتحاد السوفياتي، وأقاموا مع عائلاتهم في مبانٍ خرسانية سوفياتية نموذجية.

وتتذكر أوكسانا سليفينا، وهي معلمة تبلغ 57 عاماً تعيش في بايكونور منذ ثلاثين عاماً عندما تم نقل والدها الجندي إليها، أن "الكثير من أصحاب الشهادات العليا كانوا موجودين فيها."

وبقيت المدينة التي يلفها في الشتاء صقيع جليدي ويسود فيها صيفاً حرّ خانق، موقعاً محاطاً بإجراءات أمنية مشددة لسنوات طويلة، وكانت مقفلة أمام الأجانب، ولا يزال دخولها إلى اليوم يستلزم الاستحصال على إذن خاص.