الشارقة 24:
عقدت غرفة تجارة وصناعة الشارقة الأربعاء، ملتقى الأعمال بين الشارقة وساوباولو، بمناسبة زيارة وفد رفيع المستوى من جمهورية البرازيل برئاسة معالي جواو دوريا حاكم ولاية ساوباولو، استهدف التعريف بالفرص الاستثمارية المشتركة، واستعراض آفاق التعاون والشراكات الثنائية في قطاعات اقتصادية متنوعة، وإتاحة الفرصة لأكثر من 100 من رجال الأعمال في البلدين، للالتقاء ومناقشة فرص التعاون والاستثمار المتاحة لدى الجانبين.
حضر الملتقى الذي انعقد في مقر الغرفة، سعادة عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وسعادة خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وسعادة عيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي، وسعادة محمد أحمد أمين العوضي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وسعادة سيف محمد المدفع الرئيس التنفيذي لمركز إكسبو الشارقة، وسعادة محمد جمعة المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة"، وسعادة لطيفة البوعبدلاوي مدير عام المركز الإسلامي لتنمية التجارة، وعبد العزيز شطاف مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والأعمال، ومسؤولين من مؤسسات وهيئات حكومية في إمارة الشارقة.
ومن الجانب البرازيلي حضر الملتقى، السفير أوسمار شحفي رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، وفيرناندو لويس ليموس إجريجا سفير جمهورية البرازيل لدى الدولة، وعدد من الوزراء من ولاية ساوباولو إلى جانب حشد كبير من رجال الأعمال من كبرى الشركات التجارية والغذائية والصناعية البرازيلية والإماراتية.
مذكرة تفاهم
وسلط الملتقى الضوء على فرص بناء شراكات استثمارية مستقبلية بين الجانبين، وزيادة حجم التبادل التجاري وخاصة في قطاع المواد الغذائية، كما شهد توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة الشارقة ووكالة الاستثمار في ساوباولو تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية وتنمية وتسهيل التعاون الاقتصادي بين مجتمعات الأعمال في كلا البلدين، ونصت المذكرة على تبادل الوفود التجارية وتعزيز المباحثات في مجالي التصدير والاقتصاد ودعم متابعة الزيارات لهذا الغرض، فضلاً عن الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة وتبادل الخبرات والمعارف والتدريب للأعضاء.
تعزيز العلاقات
ورحب سعادة عبد الله سلطان العويس، بالوفد البرازيلي ممثلاً بحاكم ساوباولو، مؤكداً أن تنظيم الملتقى جاء انطلاقا من حرص الغرفة على تعزيز العلاقات الثنائية الراسخة بين الإمارات والبرازيل، والتي تشهد نمواً واضحاً في ظل رغبة البلدين الصديقين بالارتقاء بعلاقاتهما إلى أعلى المستويات الممكنة، لافتاً إلى أن تنامي العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات والبرازيل، يعتبر مؤشراً عملياً لما يمكن تحقيقه مستقبلاً بالاستناد إلى القدرات والإمكانيات الاقتصادية التي يتمتع بها الجانبان، لا سيما وأن إجمالي حجم التبادل التجاري بين الإمارات والبرازيل وصل إلى 2.7 مليار دولار مع نهاية العام الماضي 2020، حيث استحوذت المنتجات الغذائية الزراعية على نسبة 60 % من إجمالي الصادرات البرازيلية إلى الإمارات، فيما وصلت قيمة التدفقات الاستثمارية بين البلدين إلى نحو 700 مليون دولار (2.56 مليار درهم) خلال الأعوام الخمسة الماضية، ما وضع الإمارات في المرتبة الأولى عربيا على مستوى التعاملات التجارية والاستثمارية مع البرازيل، ووصلت قيمة واردات الإمارات من البرازيل في الربع الأول من العام الجاري إلى حوالي 352.2 مليون دولار (1.29 مليار درهم) لتأتي في المركز الثالث بين أكبر الدول المستوردة للسلع البرازيلية، واشتملت أبرز الواردات من البرازيل على الحديد الخام، إلى جانب المنتجات الغذائية كالسكر والدواجن ولحوم الأبقار والحبوب وفول الصويا والذرة، كما تعد دولة الإمارات ثاني أكبر المشترين للمنتجات البرازيلية في الشرق الأوسط، ومن أهم صادرات دولة الإمارات الرئيسة إلى البرازيل: النفط واليوريا والكبريت وقطع غيار الطائرات.
أكبر المستثمرين
وأشار العويس إلى أن دولة الإمارات تعتبر من بين أكبر المستثمرين الدوليين في البرازيل، حيث تُقدر الاستثمارات الإماراتية في البرازيل بحوالي 5 مليارات دولار أميركي، ومن أهم قطاعات الاستثمار الإماراتي في البرازيل : "إدارة محطات الحاويات تفريغ وتحميل البضائع، صناعة الألمنيوم، بناء وإدارة الموانئ، بناء السفن، النقل الجوي للركاب والبضائع، التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، القطاع المالي والمصرفي، الأنشطة العقارية، توليد الطاقة، الشحن والتخزين، تطوير البنية التحتية، التعدين، التسويق الرياضي"، مؤكداً على التزام غرفة الشارقة، بتوفير كل الدعم والتسهيلات لرجال الأعمال البرازيليين لتأسيس شراكات اقتصادية مستقبلية، وذلك انطلاقا من أهدافها الاستراتيجية بدعم نمو الأعمال، والترويج لإمارة الشارقة كمركز تجاري عالمي، من خلال ما تقدمه الإمارة من حوافز استثمارية واعدة لرجال الأعمال والمستثمرين من مختلف أرجاء العالم لتمكنهم من تحقيق المزيد من النجاح والتقدم على أرضها.
شراكات مثمرة
من جهته، أعرب جواو دوريا حاكم ولاية ساوباولو، عن شكره وتقديره لغرفة الشارقة على حفاوة الاستقبال، مشيداً بالعلاقات القائمة بين دولة الإمارات والبرازيل على مختلف الصعد، مؤكداً حرص بلاده على تطوير العلاقات الاقتصادية مع إمارة الشارقة وزيادة التعاون الثنائي في عدد من المجالات الاقتصادية والتجارية والغذائية على وجه الخصوص، التي حققت فيها البرازيل قفزات نوعية على المستويين الإقليمي والعالمي، فضلاً عن تعزيز التبادل التجاري مع الشارقة وبناء مزيد من الشراكات المثمرة بين مجتمعي الأعمال في مختلف القطاعات، مشيراً إلى أن ولاية ساوباولو تستحوذ على 30% من إجمالي الاقتصاد البرازيلي، وتمتلك أكبر المصنعين للسكر والعصائر والقهوة والفواكه ولديها أفضل مطارات وشبكة طرق متطورة، كما شهدت خلال العام الجاري تحسن بنسبة 8% في اقتصادها وهذا أفضل تحسن تشهده منذ 50 عاماً، حيث استطاعت توفير مليون و200 ألف وظيفة هذا العام، ولديها أكثر من 20 مشروع جديد، كما تضم ساوباولو 4 مليون رائد أعمال وخلال العام 2020 وحده استقطبت أكثر من مليون مشروع ريادي.
هذا وتعتبر البرازيل من أفضل 10 اقتصادات بالعالم، وساوباولو موضوعة ضمن قائمة مدن المستقبل نتيجة لاستثمارها بنحو ملياري دولار أمريكي بالبحث العلمي فقط.
وأثنى جواو دوريا على جهود غرفة الشارقة في تنظيم الملتقى الذي استطاع أن يجمع نخبة من الجهات المهتمة بتطوير التعاون الاقتصادي الثنائي، معتبراً أن الملتقى يمثل منصة ملائمة للانطلاق نحو مستقبل واعد من الشراكات الاقتصادية، وموجهاً دعوة لرجال الأعمال الإماراتيين لزيارة بلاده والتعرف عن كثب على الفرص الاستثمارية، داعيا إلى إنشاء مكاتب تمثيلية في كلا البلدين لتسهيل الشراكات الاقتصادية وتسريع وتيرتها وتنسيق الاستثمار المشترك.
فرص الاستثمار بالشارقة
واستعرض محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة"، أمام الوفد البرازيلي ورجال الأعمال فرص الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاعات التي تقود التنمية المستدامة في إمارة الشارقة، والبيئة الاستثمارية المتطورة التي تشهدها الإمارة، والقطاعات الرئيسية التي تشكل فرصا لجذب الاستثمارات الأجنبية والشركات الناشئة حول العالم إلى أسواق الإمارة وأهمها: السياحة والثقافة، واللوجستية، والتكنولوجيا الخضراء، والرعاية الصحية، ورأس المال البشري والابتكار، والتصنيع المتقدم، والتكنولوجيا الزراعية، منوها إلى أن إمارة الشارقة استطاعت أن تستقطب استثمارات أجنبية خلال جائحة كوفيد -19 بنحو 320 مليون دولار، كما تضم أكثر من 10 آلاف شركة في المناطق الحرة بالشارقة، ونحو 60 ألف شركة صغيرة ومتوسطة، داعياً رجال الأعمال البرازيليين للاستفادة من الإصلاحات الأخيرة المتمثلة في رفع نسبة التملك للمستثمرين الأجانب في عدد من القطاعات الاقتصادية إلى 100% ، إضافة إلى برامج الإقامة والتأشيرات المميزة للمستثمرين وغيرها الكثير من الحوافز التي تتفرد بها الإمارات على مستوى المنطقة.
وألقى عدد من وزراء ولاية ساوباولو ومسؤولين في وكالة الاستثمار التجاري كلمات تم خلالها تسليط الضوء على أبرز مقومات الاستثمار في القطاعات الاقتصادية المختلفة، كما تضمن الملتقى عقد لقاءات أعمال ثنائية بين رجال الأعمال من كلا الجانبين، تمحورت حول بحث الشراكات والتعاون والتنسيق المتبادل، ومناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة.