جار التحميل...

°C,
استضاف الكاتبة ثريا عبد البديع

النادي الثقافي العربي بالشارقة ينظم أمسية حول الكتابة للطفل

October 26, 2021 / 4:59 PM
استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة أمس الاثنين، الكاتبة المصرية ثريا عبد البديع، في أمسية أدبية بعنوان "الكتابة للطفل في عالم متحول"، بحضور د.عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وجمهور من المثقفين والمهتمين بأدب الطفل.
الشارقة 24:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة أمس الاثنين، أمسية أدبية بعنوان "الكتابة للطفل في عالم متحول" استضاف فيها الكاتبة المصرية ثريا عبد البديع، وأدار الأمسية الإعلامي الشاعر محمد بابا حامد، وذلك بحضور د.عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وجمهور من المثقفين والمهتمين بأدب الطفل.

وفي تقديمه للأمسية قال محمد بابا حامد: "إن أدب الكتابة للطفل تطرح اليوم عدة إشكاليات منها ما يتعلق بالعلاقة بين الإبداع والتربية وما يتعلق بأعمار الأطفال وما يتعلق بالكتابة والتكنولوجيا وما يتعلق بالكتابة والقيم، ومنها ما يتعلق بالكاتب نفسه ومدى امتلاكه للأدوات التي يستطيع بها أن يوصل نصه للطفل".

وتحدث حامد عن المحاضرة ثريا عبد البديع قائلا: "إنها كاتبة متخصصة في أدب الطفل أصدرت ما يقارب ثمانين إصداراً موجها للأطفال وتنشط في جمعيات أدبية واجتماعية متعددة وهي رئيسة شعبة لجنة الطفل في اتحاد الكتاب المصريين".

وأكدت الكاتبة ثريا عبد البديع، أن الكتابة للطفل مسؤولية جسيمة، ومهمة حساسة نظراً لما يحفها من محاذير جمّة، ذلك أن هذا الطفل البريء النقي القلب والعقل، يحتاج إلى من يتعامل معه بحب وصدق وإنسانية، يحتاج إلى من يغرس فيه التفاؤل والأمل والمحبة، لا من يزرع في نفسه الحقد والسوداوية والعنف، وخطورة الكتابة أنها إذا لم تراع نفسية الطفل فإنها قد تغرس تلك القيم السيئة في نفسه، لذلك فإن كاتب الطفل الحقيقي المسؤول هو كمن يسير على الشوك حافياً وعليه أن يعرف كيف يتجنب وخز الشوك، وعليه أن يعرف كيف يوصل رسالته إلى الطفل متجنباً تلك المحاذير التي لا تنتهي، ويقدم للطفل نصاً ممتعاً جميلاً خالياً من العنف والكراهية والحقد وخالياً أيضاً من السياسة وسوداوية الواقع ومشكلاته، وعليه كذلك أن يكون حاذقاً بأدواته متمكناً من لغتها قادراً على أن يحقق بها المعادلة الذهبية "السهل الممتنع" أي أن تكون لغة بسيطة شفافة وجميلة أصيلة في ذات الوقت، وسواء كانت المواضيع التي يتناولها تقليدية أو معاصرة فإن الكاتب إن حقق تلك الشروط فإنه يكون ضمن لرسالته الوصول وتحقيق أهدافها.

وتناولت ثريا عبد البديع مسألة أدب الطفل بين التسلية والتربية، المتعة والقيمة، عبر سؤال هل يستهدف أدب الطفل القيمة التربوية أم يستهدف التسلية، وخلصت من نقاش السؤال إلى أن التسلية لا تنافي القيمة التربوية ويمكن أن يكون النص مسلياً ويحمل قيما تربوية، كما أن التسلية في حد ذاتها هي بالنسبة للطفل قيمة تربوية، لأنها تبعث على الراحة والطمأنينة والفرحة والتفاؤل والإقبال على الحياة برحابة صدر، وكلها أهداف تربوية سامية ينبغي تحقيقها في الطفل.

وتوقفت عبد البديع أيضاً عند قضية العمر في الكتابة للطفل، قائلة إن من الأمور التي ينبغي للكاتب أن يراعيها مسألة السن التي يكتب لها، فالطفل سن الحضانة ليس هو الطفل في سن ما بعد الحضانة، والطفل المراهق يختلف عن الطفل ما قبل المراهقة، وهناك إشكالية كبرى في تصنيف الأعمار ومستويات الكتابة لها، وتبقى موهبة الكاتب وقدرته على استدعاء استحضار شخصية الطفل الذي يكتب له، ومستواه اللغوي والخيالي هي الفيصل في ذلك، وهي التي تحقق الخطاب المطلوب لكل عمر.

وختمت المحاضرة بأن الخطاب الموجه للطفل في الوطن العربي عموماً، سواء كان هذا الخطاب كتابة أدبية أو مسلسلاً أو فيلماً أو ألعاباً إلكترونية أو برنامجاً إعلامياً، لا يزال ضعيفاً وغير قادر على الوصول إلى أهدافه، نظراً لضعف المؤسسات القائمة على رعاية الطفل وضعف البحث في هذا المجال، ونظراً أيضا لعدم تحصين خطاب الطفل من المحاذير التي ذكرتها آنفا، وعدم تحصينها من الرسالة الإعلامية والأدبية والفنية الأجنبية التي تصله بكل وسيلة ومن دون تصفية، فالطفل العربي اليوم مخترق من عدة جهات، وبحاجة إلى أن يحصن بخطاب أدبي وفني رفيع ورصين.
 
October 26, 2021 / 4:59 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.