يتحدث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في افتتاح الدورة 36 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، حديثاً يُلخّصُ صحة فكرة التطوير الثقافي التي عملت عليها إمارة الشارقة منذ عقود، وكان معرض الكتاب أحد أركانها، وملتقياتها السنوية العالمية، فكرة المعرفة والعلم وتغذية العقول وتنميتها لتكون هي الحصان الرابح أمام كل سباق أو طوفان الأفكار العاصف الذي يواجهه أبناء اليوم من الشباب، مع التطور الإعلامي والتكنولوجي الكبير.
كانت الفكرة الأم التي سارت عليها الشارقة، ووضعتها منهجاً لها هي الثقافة والمعرفة، حيث قامت المؤسسات المتنوعة التي أسهمت في نشر ثقافة القراءة والتعلم وحب الكتاب، وهي المفردات التي تجتمع لتكوّن مفهوم النور، ذلك المفهوم الواسع الذي عناه صاحب السمو حاكم الشارقة من ثقافةٍ واسعة، ومعرفة بالأصول والتراث والتقاليد والدين والتربية والمجتمع والوطن، كل ذلك في إطاره الإيجابي الحميد.
النور، كما عرّفه صاحب السمو حاكم الشارقة هو الكلمة الصادقة، والصدق هنا يشمل كافة الأفعال والأقوال، وهو ما يجعل الإنسان مثمراً في عمله وتعاملاته لتكون النتائج جيدة لخدمة المجتمع والوطن، والنور هو العلم النيّر، وهو العلم الذي يُنير العقول وينفذُ بها الى عمق الأشياء وجوهرها، علمٌ للعقول، يطورها ويقدمها إلى العالم، كعقولٍ مفيدةٍ تبحثُ وتعملُ وتنتج لصالح البلاد والعباد.
والنور هو الثقافة التي تستطيع أن تملأ العقول الخاوية، والخواء الفكري هو أخطر ما يمكن أن يتعرض له الإنسان، حينها يمكن للعقل أن يستقبل أية فكرة، خاصة الأفكار الخاطئة، وهي ما قصده صاحب السمو حاكم الشارقة بالظلام في بداية حديثه.
يقول صاحب السمو حاكم الشارقة، إنه إذا اجتمعت الكلمة الصادقة، والعلم النيّر والثقافة، فلا خوف على الإنسان من الظلام، لن يكون بمقدور الظلام أن يلفّ هذا العقل المثقف والمستنير والصادق أبداً، وهذا ما عملت عليه الشارقة لضمان فردٍ متعلمٍ يهوى العلم والمعرفة، ويعيش على الصدق والثقافة، وبذلك يكون ضمان المجتمع كله.
كان رهانُ الشارقة على نشر العلم والمعرفة، ليكون الفرد هو صمام أمان المجتمع ضد كل الأفكار الخاطئة والسالبة التي لا تجلب إلا التخلف والتراجع والإيذاء الإنساني بكافة أشكاله، بكل تأكيد كسبت الشارقة الرهان، وكانت سبّاقةٌ بفكرتها لتتبوأ اليوم كامناً رائداً ومميزاً بين رعاة الكتاب والعلم والمعرفة.