"أربعون سنة مرّت على مشروع الشارقة الثقافي، هذا المشروع الذي لم يُكتب، بنفس الصورة كان مشروع التواصل العمومي. كل هذه الصور كانت قد مرّت على معظم المشاهدين لتلفزيون أو قنوات الشارقة أو إذاعاتها أو صحفها. أظن بذلك نستطيع أن نكون مع عموم الناس".
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة- افتتاح الدورة التاسعة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2020م.
خلال الدورة الماضية، تحدث صاحب السمو حاكم الشارقة، في خطاب سموه المفتوح كالعادة في كل دورة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، حديث الحكيم، والقائد والمؤرخ، وباني النهضة الحديثة في الإمارة الباسمة. كان حديث سموه عن أن إمارة الشارقة، ومجتمعها المتلاحم سواء من المسؤولين أو المواطنين من أفراد المجتمع، درجَ على التواصل والاتصال، ومواجهة التحديات في مختلف المجالات. الأمر الذي زرع ورسّخ الوحدة والاتحاد منذ أمدٍ بعيد، قامت عليه الأجيال لتكون الشارقة رائدة الاتصال والتواصل.
وشرح سموه فكرة التواصل وعنونها بالتواصل العمومي، وهو الاسم الشامل بالمعنى المتكامل لكافة مكونات الاتصال ونظرياته الحديثة. ويعني التواصل العمومي تواصل القائد، وجميع المؤسسات العامة مع عموم الناس، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخدمة الناس، وهو ما ينضوي عليه الاتصال الحكومي اليوم، والذي يُكمل دورته العاشرة هذه الأيام بكل نجاح.
فكرة التواصل العمومي، كانت فكرة متجددة ومبتكرة في ذلك الوقت، مما جعل كافة أفراد المجتمع يشعرون بأن المسؤولين يعملون لخدمتهم. وأن التطور اللاحق مع بداية الاتحاد وما بعده من سنوات، استفاد من تلك الفكرة، وإن كانت متواصلة حتى الآن. حيث يتواصل صاحب السمو حاكم الشارقة بصورة دائمة مع كافة المواطنين عبر برامج البث المباشر، والتي تعتبر من أنجح البرامج التي تبثها الشارقة عبر محطات الإذاعة والتلفاز.
مما سرده صاحب السمو حاكم الشارقة في معنى التواصل مع الناس، يشير التاريخ بوضوح إلى ريادة الشارقة في مجال التواصل مع المجتمع، وإن تعددت أسماءه الآن مع تطور العلوم والنظريات. ولكن يبقى الهدف واحد، وهو معرفة آراء الناس، واطمئنانهم على الأداء المؤسسي والحكومي، ومشاركتهم ملاحظاتهم في مسيرة البناء والنهضة التي تسير وهم على رأسها.
هذه الريادة في مجالات المعرفة والعلوم وأفضل ما يُحقّق أهداف الناس في التنمية، هو ما يمثّل استراتيجية متواصلة وممنهجة، عملت عليها الشارقة بقيادة حكيمةٍ. قيادةً عملت بمسؤولية حقيقية وفطنت منذ عقود الى ما ينفع الناس، وبنتْ عليه، وسارت في طريقه. ليكون الناتجُ تواصلاً متكاملاً، وتنمية مستدامة، عنوانها الشارقة عاصمة الثقافة والعلم والمعرفة.