"أخذ كل منطقة لوحدها، والعمل عليها والاجتهاد، أظن أننا لن نترك شاردة أو واردة إلاّ وحليّنا مشكلتها. الحمد لله، ناسنا بخير، والحمد لله وبهذه الطريقة نستطيع أن نرتقي بالمجتمع، نرتقي بالعلم والمعرفة، دون ضياع الأصول، دون ضياع الهوية، دون ضياع أيّ شيء"
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال مداخلة سموه عبر برنامج الخط المباشر بتلفزيون الشارقة 27 يناير 2020م
في هذا الحديث الصريح والشفاف، يربط صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بين التطور والتنمية، والهوية والأصول، وهو ربطٌ فلسفي وحكيم، يُقدم خلاصة التجارب الإنسانية للأمم في العالم عبر التاريخ، ودراسته واستخلاص الدروس والعبر منه، وجعلها باباً تدخل منه الأجيال الجديدة إلى بوابة الحضارة وهي تعتّز بأصلها وتراثها وأمتها وعاداتها وتقاليدها.
ويُقدم صاحب السمو حاكم الشارقة بياناً عن الأسس التي تقوم عليها النهضة الحضارية لكافة مناطق إمارة الشارقة، هذه الاستراتيجية المبنية على منهجٍ علمي وعملي، يراعي خصوصية وطبيعة كل منطقة، وما تحتاج إليه من خدمات، وما يُمكن أن يُقدم لها ليكون معيناً أساسياً على تطور البلد والناس.
واختار صاحب السمو حاكم الشارقة كلمتا: الاجتهاد والعمل، بدقةٍ ومعرفةٍ عميقةٍ باللغة ومعانيها، وهو اختيار صادفه النجاح بصورة كاملة، وهما تعبران وتشيران إلى مدى الجهود المبذولة لتطوير كافة المناطق، وهو جهدٌ كبير، لأنه يقوم على دراسة كل منطقة، وأهلها، وما يعينهم على العيش الكريم، ومستقبل الأبناء فيها، والكلمتان، في ذات الوقت، تشيران إلى أن الاجتهاد والعمل لا يتوقفان، فالمجتهد في كل يوم في بحثٍ جديد عن الأفضل، وعن حلول التحديات، وعن المستقبل وعن الحاضر، وكل ذلك عملٌ متواصلٌ لا ينتهي، وهو سرّ التفوق والتقدم المنشودين. وعندما تأتي هاتان الكلمتان من حاكم الإمارة، فهي تكون بمعنى: أن أبشروا يا أهلنا في كل المناطق، فالخير قادمٌ.
ويبيّن صاحب السمو حاكم الشارقة الهدف الرئيس من هذا العمل والاجتهاد، وهو الارتقاء بالمجتمع، ويوضّح سُبل ووسائل هذا الارتقاء عن طريق العلم والمعرفة، وهي تنميةٌ تستدعي بناء المؤسسات العلمية والمعرفية، والاهتمام بتعليم كل أفراد المجتمع، وهو عملٌ كبيرٌ وجهودٌ متواصلة، ويشير صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أهمية النهوض بالمجتمع، مع عدم نسيان الأصول والتراث والعادات والتقاليد وهي ما تجمعه كلمة هُوية، وتقدم المجتمع يصاحبه الالتصاق بالجذور والأصول لأنها نقاط التميز التي تعطي للإنسان خصوصيته، وتقدمه إلى العالم على طريقته الخاصة. ويختصر صاحب السمو حاكم الشارقة نتائج الاستراتيجية المجتمعية في الإمارة الباسمة، بقول سموه (الحمد لله، ناسنا بخير).