جار التحميل...

°C,
أكد أهمية الممارسات المستدامة في الحفاظ على التراث الحرفي

"إرثي" ينظم جلسة "فن نسج العلاقات" ضمن مشاركته في إكسبو 2020

October 06, 2021 / 5:11 PM
نظم مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، يوم أمس الثلاثاء، جلسة حوارية بعنوان "فن نسج العلاقات"، استعرض خلالها أهمية العلاقات والشراكات الدولية في تعزيز الحوار الحضاري والحفاظ على الحرف التقليدية وحمايتها وتقديمها بقالب معاصر.
الشارقة 24:

ضمن فعاليات جناح المرأة في معرض إكسبو دبي 2020، نظم مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، يوم أمس الثلاثاء، جلسة حوارية بعنوان "فن نسج العلاقات"، استعرض خلالها أهمية العلاقات والشراكات الدولية في تعزيز الحوار الحضاري والحفاظ على الحرف التقليدية وحمايتها وتقديمها بقالب معاصر، مؤكداً على ضرورة إنشاء شبكة عالمية تضمن للمجتمعات الحرفية أجوراً عادلة وفرصاً متكافئة. 

جاء ذلك في إطار برنامج متكامل تشارك فيه مؤسسة نماء والمؤسسات التابعة لها، تعقد خلاله أربع جلسات نقاشية تجمع نخبة من كبار المسؤولين والخبراء، حيث أقيمت الجلسة بمشاركة سعادة ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، ممثلةً لدولة الإمارات، صاحبة الخبرة الكبيرة في مجال تمكين المرأة وحماية التراث وريادة الأعمال، وميواند جبرخيل، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد، الذي يستهدف تمكين المرأة الأفغانية وتزويدها بمصادر مستدامة للدخل وتعزيز فرص حصولها على التعليم والتنمية الاجتماعية، والرعاية الطبية إلى جانب دعم الفنون وحماية التراث.  

وانضمت إلى الجلسة (عن بعد) الشيخة بيبي دعيج جابر الصباح من الكويت، وهي خبيرة تربوية ورئيس جمعية السدو الكويتية وتمتلك خبرة تمتد إلى 40 عاماً في مجال الحفاظ على الحرف اليدوية والمنسوجات الكويتية، وروزي غرينليس من المملكة المتحدة، الحاصلة على وسام الإمبراطورية البريطانية، التي تشغل منصب المدير التنفيذي لمجلس الحرف اليدوية، وهو منظمة وطنية معنية بتعزيز قيمة الحرف اليدوية. 

وناقشت الجلسة التي أدارتها فاطمة ديماس، تنفيذي أول - أبحاث المشاريع والتوثيق بمجلس إرثي، العديد من المواضيع أبرزها أهمية الحفاظ على التراث الحرفي وتوثيقه وحمايته لنقله إلى الأجيال الجديدة، وتناولت المتحدثات البرامج والمبادرات والشراكات التي تتبناها مؤسساتهن لتحقيق أهدافها في مجال دعم الحرف اليدوية التقليدية والصناعات الإبداعية التي تتميز بها حضارات العالم. 

الممارسات المستدامة والتوثيق أساس الحفاظ على الحرف اليدوية

وقالت ريم بن كرم في حديثها خلال الجلسة: "في دولة الإمارات تعتبر الاستدامة جزءاً لا يتجزأ من تاريخ أجدادنا والأساس الذي بني عليه مجتمعها واقتصادها، وما يقوم به مجلس إرثي اليوم هو محاولة توثيق هذا التاريخ بعناصره المختلفة، فعلى سبيل المثال الأصباغ الطبيعية التي نستخدمها هي نفسها التي كان أجدادنا يستخدمونها منذ القدم".

وأضافت: "عملنا على توظيف المواد التقليدية والحرف اليدوية والعناصر الأخرى المستوحاة من تراثنا لنقدم منتجات معاصرة تلبي متطلبات جيل الشباب واحتياجات السوق العالمية"، مشيرةً إلى أن التقصير في جهود توثيق الحرف اليوم يمثل حافزاً لمجلس إرثي والمؤسسات المماثلة له في المنطقة للعمل على دعم تلك الجهود وسد الفجوة الحاصلة في هذا المجال.

وسلطت مديرة مؤسسة نماء الضوء على النجاح الذي حققه مركز الأبحاث التابع لمجلس إرثي في توثيق 60 تصميماً مختلفاً من حرفة التلي (الضفائر المنسوجة يدويًا) مقارنة بـ 12 تصميماً فقط كانت معروفة من قبل، وأضافت أن دليل مجموعة الفروخة ودليل مجموعة التطريز لعام 2021 اللذين قام المجلس بإعدادهما، يمثلان إنجازاً مهماً في مجال توثيق التراث الحرفي.  

بدورها أكدت روزي غرينليس أن الحرف اليدوية تتمتع بالعديد من الخصائص المتأصلة التي تعزز مفهوم الاستدامة، وقالت: "في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، كانت الحرف اليدوية مصدر إلهام لعدد كبير من المستهلكين المسؤولين الواعين الذين أرادوا معرفة مصدر المواد المستخدمة في المنتجات المقدمة لهم، بما يعكس حرصهم على شراء السلع المصنوعة محلياً". 

وأضافت غرينليس: "تعتبر الحرف اليدوية وسيلة فاعلة لطرح قضايا تغير المناخ وتوعية المجتمع حول خياراتهم وطبيعة السلع التي يستهلكونها، على عكس ما نراه اليوم من منتجات الموضة التي تشجع المستهلك على الشراء والتغيير السريع دون إدراك قيمة المواد المصنوعة منها". 

وأكدت الشيخة بيبي أن الاستدامة عنصر أساسيّ في تكوين مجتمعات دول الخليج، مشيرةَ إلى أن رسالة جمعية السدو الكويتية تتركز على تعزيز ممارسات الاستدامة في قطاع الحرف اليدوية من خلال دعم الابتكار والبحث والتعاون بين الفنانين والحرفيين، وقالت: "نتطلع إلى جعل الحرف اليدوية صناعة مكتفية ذاتياً وأن نعود بها إلى مجدها القديم، ونحن في جمعية السدو نحرص على استخدام أفضل مرافق الغزل والأصباغ العضوية والاستعانة بأصحاب الخبرات وتبني استراتيجية إدارية فاعلة وميسّرة".

وحول موضوع الاستدامة، صرّح ميواند جبرخيل أن مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد نجح في تطوير نموذج يتناسب مع خصوصية المجتمع في أفغانستان بعد عامين من الأبحاث والعمل الدؤوب، مشيراً إلى الاستدامة علم متكامل قائم على أسس عملية، وقال: "تقوم منهجيتنا على البحث عن الأسواق المستهدفة وحجم العرض والطلب على المنتجات قبل البدء بتصميمها". 

وأضاف: "يعاني الكثير من كوادرنا من ظروف صعبة، فلا يكفي مساعدتهم للحصول على أجور عادلة، وإنما يتطلب الأمر أكثر من ذلك، فعلى سبيل المثال، لم تستطع السيدات اللاتي قمنا بتوظيفهن، أداء المهام الموكلة إليهنّ في المنزل بسبب مسؤولياتهنّ العائلية، ما دعانا إلى وضع خطة شاملة للخدمات الاجتماعية تشمل توفير خدمات التعليم والرعاية الصحية للسيدات، كما قمنا بتعيين كوادر مختصة لإدارة المشروع، فالاستدامة عملية متكاملة يتطلب تحقيقها معالجة التحديات من كافة النواحي".

إرثي يطلق مجموعتي حرفة الفروخة والتطريز 2021-2022 في إكسبو دبي 2020

وشهدت الجلسة إطلاق مجلس إرثي دليلين فنيين، الأول لتصاميم حرفة الفروخة والثاني للتطريز، ويقدم "دليل الفروخة" 20 تصميماً مبتكراً عملت عليها حرفيات برنامج بدوية للتنمية الاجتماعية التابع لإرثي، وجمعت في إنتاجها بين تقنية النسج التقليدية مع تقنية المكرمي بأسلوب معاصر بما يسهم في تعزيز مكانة هذه الحرفة التراثية الإماراتية العريقة ويقدمها بقالب حديث يلبي متطلبات العصر.

ويعرض "دليل التطريز" أكثر من 25 تصميماً مبتكراً صنعت بمزيج من تقنيات التطريز الإماراتية والباكستانية التي تعتمد على استخدام إبرة الآري وغيرها، وذلك ضمن برنامج التبادل الحرفي الذي أقيم في مركز بدوة على مدار عامين. 


وتمثل مجموعتي الفروخة والتطريز إضافة قيّمة للأعمال الحرفية التي يتم إنتاجها ضمن برنامج بدوة وتشمل العديد من الحرف التقليدية منها التلي والسفيفة وغيرها، كما تمثل إنجازاً إبداعياً جديداً للحرفيات أسهم في إثراء خبراتهنّ وتطوير مهاراتهنّ.

ويوفر مجلس إرثي على موقعه الإلكتروني https://irthi.com/ مجموعتي الفروخة والتطريز لعام 2021-2022 ، كما يعرض مجموعة مختارة من أحدث مشاريعه الحرفيّة عبر منصته الافتراضية التي تقدم لزوارها تجربة استثنائية باستخدام تقنية 360 درجة في فضاء افتراضي يمثّل مشهداً واقعياً من صحراء إمارة الشارقة، بما يعكس حرص المجلس على التعريف بالإرث الحرفي غير الملموس لدولة الإمارات.

يشار إلى أن مجلس إرثي للحرف المعاصر يعد من المؤسسات الرائدة في مجال الحفاظ على الحرف اليدوية التقليدية في دولة الإمارات والمنطقة، وتعكس المبادرات الجديدة التي أطلقها المجلس الجهود التي يبذلها لضمان استدامة صناعة الحرف التراثية في الدول الواقعة في الجزء الجنوبي من العالم، ودعم تطويرها لتنافس في أسواق التصميم والمنسوجات العالمية، ويواصل المجلس تلك الجهود من خلال توفير فرص التدريب والتطوير المهني للحرفيات، والعمل على تمكينهن اقتصادياً على المستويين الإقليمي والدولي. 
October 06, 2021 / 5:11 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.