نقول إن هذا الشعر، خصوصاً النبطي أو الشعبي، ليس خالٍ من الحاجة، مش عشق وفن، فيه أخبار، فيه حوادث، فيه أمور كثيرة، وهذا ينقلها، وأنا من البحث اللي عندي، إحدى الوسائل، الشعر، والجغرافيا والآثار والتراث، هذه كلها وسائل، والمخطوطات، كلها تعطيك مادة غنية.
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في افتتاح مجلس الحيرة الأدبي، يناير 2019م
في افتتاح أحد المؤسسات النوعية الشامخة التي تزيّن صدر إمارة الثقافة والعلم، لفت صاحب السمو حاكم الشارقة النظر إلى نقاطٍ متعددة تتعلق بالشعر كنوع من أنواع الأدب الرفيع الذي يميّز اللغة العربية وتزدهي به حياة الناس، ويمثّل أحد أهم جوانب التراث والتاريخ الناصع للأمة، ولسكان منطقة الحيرة على وجه الخصوص.
تناول صاحب السمو حاكم الشارقة، واقع أبحاث ودراسات سموه الغنيّة بالمعرفة، فوائد وأهمية المحافظة على الشعر النبطي، أو الشعبي، وهو نوع من أنواع القصائد كان العرب يتغنون بها، ارتبط هذا النوع من الشعر ارتباطاً كبيراً بمنطقة الحيرة ذات التاريخ الزاخر كونها كانت ملتقى حضاراتٍ وقبائل ومعرفة.
أوضح صاحب السمو حاكم الشارقة، ووفق دراسات سموه الموثقة أن هذا الشعر النبطي كان العرب ينقلون به أخبارهم إلى الجهات الأخرى، وكذلك كان توثيقاً للأحداث عندهم، مثل الحروب والجفاف وأخبار الملوك والحكام وغيرها، كما كان الشعر النبطي مسرحاً مفتوحاً للتعرف على جغرافيا المكان، وأسماء المناطق، وحدودها، وقبائلها ونباتاتها وغيرها مما يفتح الأبواب واسعة للدراسة العميقة للمنطقة.
أبان صاحب السمو حاكم الشارقة في حديثه والذي حضره العديد من الشعراء والمهتمين بالشعر الشعبي، أبان أن الشعر، يعد إرثاً حضارياً هاماً نتعرف به على المجتمعات السابقة، ونقرأ الأحداث التي مرت بهم، ونحللها ونقرأ منها ما ينفع الأجيال، وما تستمر به الحضارة الحديثة، ووضع سموه الشعر النبطي جنباً إلى جنب مع المخطوطات والآثار، وذلك لمعرفة التأريخ والأحداث، وهو ما يجعل أمام الباحثين الفرصة مفتوحة لينهلوا من معين الشعر النبطي، ويخرجون بدراساتٍ وتحليلاتٍ عميقة، تسهم في معرفة الأجيال الجديدة بتاريخها وتراثها، وعظمة أهلها.
بكل تأكيد، يمكنُ اهتمام وحرص صاحب السمو حاكم الشارقة على تبني وافتتاح وإنشاء المؤسسات النوعية التي تهتم بحياة الناس في مختلف المجالات، أحد أهم أسباب ارتباط الشارقة بالثقافة والعلم والتاريخ، والحضارة.