باشرت فرق هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بتنفيذ مشروع استزراع الشعاب المرجانية في منطقة الحمرية بإمارة الشارقة، حيث يعمل المشروع على تحقيق تنمية مستدامة للأحياء البحرية، وزيادة الغطاء الحيوي والتنوع البيولوجي وإعادة تأهيل الحياة البحرية في منطقة الحمرية.
الشارقة 24:
بدأت مؤخراً، فرق هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بتنفيذ مشروع استزراع الشعاب المرجانية في منطقة الحمرية بإمارة الشارقة، حيث يعمل المشروع على تحقيق تنمية مستدامة للأحياء البحرية، وزيادة الغطاء الحيوي والتنوع البيولوجي وإعادة تأهيل الحياة البحرية في منطقة الحمرية.
استزراع 4 أنواع من الشعاب المرجانية الصلبة
وقالت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية:" ينقسم مشروع استزراع الشعاب المرجانية في منطقة الحمرية إلى مرحلتين، الأولى عبارة عن إكثار الشعاب المرجانية من خلال التكاثر الخضري لإنتاج عدد كبير من مستعمرات الشعاب المرجانية، باستخدام عملية تفتيت هذه الشعاب إلى جزئيات صغيرة وتثبيتها على قواعد (أسلاك معدنية)، في مناطق ضحلة يتراوح عمقها بين ستة أمتار أو سبعة أمتار، ومن ثم رصدها خلال فترة النمو التي تكون عادةً في فصل الصيف بعد انتهاء موسم التكاثر، وذلك لأنها تحقق أعلى معدلات نمو وبقاء مقارنة بفصل الشتاء".
وتابعت: أما المرحلة الثانية فتتلخص في نقل هذه المستعمرات من أماكن نموها وتثبيتها في الأماكن المراد تنميتها وتثبيتها، ومتابعة معدلات البقاء والنمو، لافتة إلى أن المشروع يعمل على تعظيم استخدام المادة البيولوجية وهي الشعاب المرجانية لإنتاج كميات كبيرة من المستعمرات بدلاً من الحصول عليها من أماكن تواجدها.
وأوضحت أنه تم استزراع أربعة أنواع من الشعاب المرجانية الصلبة الشائعة في الخليج العربي، وهي «اكروبورا»، و«بوريتز»، و«تربناريا»، و«بلاتيجيرا».
إنتاج عدد كبير جداً من المستعمرات
وتعتبر التقنيات المستخدمة في هذا المشروع بسيطة للغاية، حتى يمكن تكرارها بسهولة مستقبلاً، وسيتم خلال هذا العام استخدام تقنيات أخرى تساعد على إنتاج عدد كبير جداً من المستعمرات باستخدام مستعمرة واحده صغيرة الحجم.
وتأتي أهمية الشعاب المرجانية في أنها ملجأ وملاذ للكائنات البحرية والأسماك، وهي ثروة قومية للأجيال القادمة تضمن استدامة الأمن الغذائي، والهدف من استزراع الشعاب المرجانية تحديد أنواع الشعاب التي يمكن استزراعها، والظروف البيئية المناسبة من حيث العمق والإضاءة والتيارات التي يمكن أن تعطي أفضل النتائج، بالإضافة إلى الاستفادة من استخدام الشعاب المزروعة في إعادة تأهيل المناطق الساحلية المدمرة نتيجة البناء العمراني، وزراعتها في أماكن مختلفة و تهيئة بيئة مناسبة لنمو المرجان و توطين الأسماك و جذب و استقطاب الغواصين و الهواة و زيادة الوعي لدى الغواصين و العامة بمراقبة نمو الشعاب المرجانية.
ويساهم مشروع استزراع الشعاب المرجانية في منطقة الحمرية يساهم في تأهيل واستعادة مناطق الشعاب المرجانية إلى ما كانت عليه سابقاً، ويسهم في ازدهار الحياة البحرية والثروة السمكية، مشيرة إلى أن عمليات استزراع الشعاب المرجانية تسهم في إعادة التوازن للبيئة البحرية، وتوفير بيئة بحرية مستدامة، وتساعد البيئة الطبيعية كي تعود إلى ما كانت عليه، ومن خلال عملية زراعة الشعاب المرجانية يتم جمع بعض المرجان الطبيعي ليزرع في الأقفاص، كي تنمو وتتكاثر فيما بعد.
"الحيد المرجاني"
والشعاب المرجانية، "الحيد المرجاني"، هي عبارة عن هياكل تتكون من كائنات حية موجودة في المياه الضحلة عموماً، وهي عبارة عن جزء مرتفع من قاع البحر في منطقة ضحلة نسبياً، تتكون من صخور ناتجة من تراكم الهياكل الخارجية الكلسية لحيوانات المرجان، والطحالب الحمراء الكلسية والرخويات، وتبني حيوانات المرجان الحية الشعاب المرجانية طبقة بعد طبقة، فوق هياكل الأجيال المرجانية التي سبقتها، وتتميز بأن لها منظومات بيئية.
إلى ذلك، إن فكرة وتطبيق استزراع الشعاب المرجانية ليست الأولى التي تعمل الهيئة عليها بهذا الخصوص، فقد سبق وأن نفذتها، في جزيرة صير بو نعير، حيث يعتبر الحيد المرجاني هناك من أكثر مناطق الشعاب المرجانية تنوعاً مقارنة بالمناطق الأخرى في الخليج العربي، وتمتد الشعاب المرجانية في الجزيرة إلى 20 متراً لعمق البحر، وكانت قد عانت في العقود الأخيرة من تدهور شديد بسبب العوامل الطبيعية والبشرية، نتيجة للعديد من الممارسات الخاطئة، وعليه كان لا بد من التحرك الفوري لإعادة تأهيل المناطق الساحلية المدمرة وزيادة مساحات الشعاب المرجانية، ما مكننا من رصد 40 نوعاً من الشعاب المرجانية الأصلية.
وتسعى هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، باعتبارها السلطة البيئية المختصة في الإمارة، إلى حماية البيئة والمحميات الطبيعية والحياة الفطرية وتنوعها الحيوي من خلال إجراء الدراسات والأبحاث العلمية و وضع الأسس القانونية و الإدارية الخاصة بمراقبة التلوث، بالإضافة إلى وضع السياسات المناسبة للتوعية والتثقيف البيئي من خلال نشر الإصدارات التوعوية التثقيفية، وتنفيذ البرامج وإطلاق الحملات المختصة في مجال التوعية والتثقيف البيئي، ودعم مبدأ التنمية المستدامة للحفاظ على الموارد البيئية الطبيعية بالإضافة إلى سعيها لتكون المصدر والمرجع الأساسي في إمارة الشارقة للمعلومات البيئية و الحياة الفطرية.