تنهمك ورش الصيانة في بلدة معلولا الأثرية في ريف دمشق، بإتمام عمليات إعادة تأهيل "فج" مار تقلا، أبرز المعالم المسيحية فيها، أملاً بجذب الزوار والسياح مجدداً، بعدما تعرض خلال سنوات الحرب للضرر والإهمال.
الشارقة 24 – أ ف ب:
تواصل ورش الصيانة في بلدة معلولا الأثرية في ريف دمشق، بإتمام عمليات إعادة تأهيل "فج" مار تقلا، أبرز المعالم المسيحية فيها، أملاً بجذب الزوار والسياح مجدداً، بعدما تعرض خلال سنوات الحرب للضرر والإهمال.
وتقع معلولا المعروفة بكنائسها وآثارها القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر، في منطقة القلمون الجبلية على طريق استراتيجي يربط لبنان بدمشق، ويعود تاريخها الى العصور الأولى للمسيحية، وتعني تسميتها باللغة الآرامية "المدخل"، وتُعرف بشق في جبل يُسمّى "الفج"، وهو ممر ضيق بين طرفي جبل شاهق.
وتقول الأسطورة إن القديسة تقلا وهي شابة سورية، اعتنقت المسيحية العام 67، فرّت من والدها إلى هذا الجبل الذي انشق فجأة ليفتح لها طريقاً.
ويأملُ سكان معلولا الانتهاء من عملية الصيانة قبل الخامس عشر من أغسطس، الذي يشكل موعداً سنوياً لمئات الزوار الذين يقصدون معالم البلدة، بعدما كان الآلاف يقصدونه قبل اندلاع النزاع في هذه الفترة، خصوصاً من لبنان المجاور.
ويربط الممر الممتد على طول خمسمئة متر، وبارتفاع يتراوح بين خمسين ومئة متر، وعرض يتراوح بين مترين وعشرة أمتار، بين كنيسيتين أثريتين في المدينة، ويكاد لا يأتي زائرٌ إلى معلولا إلا ويمرّ فيه ليعاين ارتفاعه الشاهق ويلتقط لنفسه صوراً تذكارية.
وتتولى محافظة ريف دمشق الإشراف على عملية التأهيل التي يفترض أن تنتهي في غضون شهر، ويقول رئيس بلدية معلولا ابراهيم الشاعر "الفج هو أحد أبرز معالم معلولا"، موضحاً أنّه خلال سنوات الحرب "تعرّض للإهمال وعوامل الطقس، إضافة لمخلّفات القذائف والكتابة على الجدران والحرق".
ويتناوب عمّال ومتطوعون من البلدة على صيانته، ويشرح الشاعر "انتهينا من المرحلة الأولى المتمثلة بالترحيل والتنظيف، ونستعد للمرحلة الثانية التي تُعنى بالتزيين والإضاءة والترصيف".
ويأمل نائب محافظ ريف دمشق يوسف إبراهيم، أن يعود ليرى الممر يضيق بقاصديه، ويقول "إنها خطوة أولى نحو عودة الحياة السياحية والزيارات إلى المدينة كما كانت" سابقاً.
وقبل اندلاع النزاع، شكّلت البلدة التي ما زال سكانها يتحدثون اللغة الآرامية، وهي لغة السيد المسيح، وجهة يزورها سياح من أنحاء العالم، وكان أكثر من ستة آلاف نسمة يقطنونها، أغلبيتهم من الكاثوليك الذين يتحدثون اللغة الآرامية.
ويستذكرُ ابراهيم أيام "ما قبل الحرب"، حين عبر الممر عشرات المسؤولين والوفود الدبلوماسية والسياسية، أبرزهم الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر".