جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
وسط مناشدات رسمية وشعبية لإنقاذها والاستثمار فيها

الإهمال والتغير البيئي يُغرقان آثاراً عراقية تحت رمال الصحراء

09 مايو 2021 / 11:52 PM
يتسبب التغيّر البيئي والإهمال في العراق، الذي لا يكاد يخرج من أزمة حتى يدخل في غيرها، بضياع كنوزه التاريخية ومعالمه الأثرية، ودفنها تحت رمال صحراء بلاد الرافدين، وسط مناشدات رسمية وشعبية، بالاستثمار في هذه المواقع، لإيجاد فرص عمل جديدة.
الشارقة 24 – أ ف ب:

حملت زيارة البابا فرنسيس التاريخية للعراق، الأمل في أن تفتح الباب أمام توافد أفواج من السياح لزيارة معالمه الأثرية وبينها الأقيصر، وهي من أقدم كنائس العالم، إلا أن التغيّر البيئي والإهمال في بلد لا يكاد يخرج من أزمة حتى يدخل في غيرها، يجعلان هذه الكنوز عرضةً للضياع.

فكنيسة الأقيصر، التي تعود إلى أكثر من 1500 سنة، وتقع في صحراء قضاء عين تمر في كربلاء، إلى الجنوب من بغداد، شبه منهارة اليوم، إذ لم تبقَ منها سوى جدران متهاوية، فيما طمرت أرضها رمال الصحراء.

وأوضح منقب الأثار زاهد محمد، أن العوامل التي أدت للوصول إلى هذه المرحلة هي الظروف البيئية واتخاذ المنطقة معسكر رماية في عهد نظام صدام حسين، بالإضافة إلى عدم وجود صيانة دورية للكنيسة.

وأضاف قائمّقام عين تمر رائد فضال، أن الصيانة تحتاج إلى أموال طائلة، وتابع مخصصاتنا قليلة، ولا نستطيع بالتالي إجراء صيانة أو بحث عن المعالم التاريخية.

وعلى بعد 60 كيلومتراً شمال هذا الموقع، تقع مراقد مقدسة في كربلاء تجتذب ملايين الزوار سنوياً من مختلف دول العالم. 

لكنّ المعالم السياحية الأخرى في المنطقة لا تستقطب هؤلاء، ويناشد السكان والمسؤولون المحليون السلطات الإفادة من المواقع الأثرية مثل الكنائس القديمة والزقورة البابلية، مشددين على أن الحفاظ عليها وتوفير الدعاية لها يساهم في جذب أعداد كبيرة من السياح إليها.

وبحسرة، أوضح عبد الله الجليحاوي الذي يسكن في محافظة الديوانية المجاورة، الغرب والأميركيون يهتمون بآثارنا أكثر منا، وأضاف لقد عَمِل آباؤنا وأجدادنا مع الأميركيين منذ خمسينات القرن العشرين في حملات التنقيب، لكنها انتهت مع فرض الحصار الدولي على العراق في التسعينات.

ودعا زهير الشعلان، وهو محافظ الديوانية التي تضم أكثر من الفي موقع أثري، إلى الاستثمار في هذه المواقع، لإيجاد فرص عمل جديدة في المحافظة المتعطشة إلى نهضة اقتصادية، يتطلع إليها العراقيون منذ قرابة عشرين عاماً عندما وعدت الولايات المتحدة بتحقيق الديموقراطية والازدهار.

و تضم هذه المحافظة مدينة "نيبور"، التي كانت قبل سبعة آلاف عام تمثل أهم المراكز الدينية للأكديين والبابليين والمشهورة بمعابدها ومكتباتها وقصورها.

وكان لدى الشعلان، مثل كثير من العراقيين، بصيص أمل عند وصول فريق إيطالي للتنقيب عن الآثار بداية العام الجاري، وبعده زيارة البابا فرنسيس التاريخية للعراق، خصوصاً لموقع أور التاريخي حيث ولد النبي إبراهيم عليه السلام، قريباً من الديوانية.

لكن للأسف، كلها لم تخدم حتى اليوم في إعادة الحياة إلى تراث العراق الذي تلاشى جزء كبير منه بسبب الإهمال والسرقة والظروف البيئية.

ورأى محمد طه، الذي يسكن محافظة كركوك الواقعة في وسط العراق، أن إهمال المواقع الأثرية واضح من قبل الجهات الحكومية وغير الحكومية، ولاحظ أن أفضل شاهد على ذلك قشلة كركوك، وهي القلعة العثمانية ذات القبة الفيروزية التي فقدت كثير من أجزائها وباتت جدرانها اليوم مهددة بالانهيار.

وعلى مقربة من هناك، توشك قلعة كركوك التي يعود بناؤها إلى ثلاثة آلاف عام على الانهيار، الأمر الذي يخفض اليوم فرص إدراجها على قائمة اليونيسكو، كما هي الحال بالنسبة الى نيبور.

وترى السلطات المحلية، أن تلك الأضرار تعود إلى هطول الأمطار بغزارة في هذه المنطقة الجبلية، لكن هذا الأمر يمثل خطراً لغالبية مناطق العراق، كونه يواجه تهديداً كبيراً بسبب التغير المناخي.

فالتصحر آخذ في التزايد، وبلغ 50 % من مساحة بلاد وادي الرافدين، الأمر الذي يهدد الحياة عموماً وينذر بضياع آثار وحتى منشآت حديثة.

وارتفعت درجات الحرارة ووصلت أحياناً إلى أكثر من خمسين درجة، ما شكل خطراً على صحة الناس، وكذلك تزايدت العواصف الرملية وهطول الأمطار، خلال مواسم الشتاء، حتى أصبحت المواقع الأثرية وحجارتها تحت رحمة العواصف الرملية التي باتت تهدد بإعادة مدن وادي الرافدين رمالاً من جديد.
May 09, 2021 / 11:52 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.