الشارقة 24- أ.ف.ب:
عاشت كرواتيا خلال الربيع الفائت حالة من الصدمة بعد العثور على ما يقرب من 90 خروفاً مذبوحاً إثر هجوم ذئاب على حظيرتها.
مذاك، تعلو أصوات كثيرة للمطالبة بتنظيم وجود الذئاب الرمادية من خلال اعتماد حصص للقضاء على هذه الحيوانات كما الحال في فرنسا وسلوفينيا، لكنّ المدافعين عن الحيوانات يوضحون أن الذئاب محمية بسبب مواجهتها خطر الانقراض، معتبرين أن المطالبات بالقضاء عليها تشكل حلاً أسوأ من المشكلة نفسها.
ويظهر إيفان تيسيا وهو صاحب 500 بقرة يربيها من أجل لحمها، صورة جيفة مهشمة لواحد من عجوله قضى أخيراً في أحد مراعيه الخضراء المحاطة بالجبال القريبة من مدينة أودبينا الصغيرة في وسط كرواتيا.
ويشير تيسيا إلى أن حوالي مئة من رؤوس الماشية لديه قضت خلال عقد جراء هجمات من الذئاب الموجودة في وسط كرواتيا والمناطق الجبلية قرب البحر الأدرياتيكي.
بعدما كان عددها يُقدّر بالمئات في نهاية القرن التاسع عشر، شارفت الذئاب على الزوال بعد قرن، بفعل أنشطة الصيادين والتمدد السكاني على حساب موائلها الطبيعية، وقد جعلت كرواتيا من الذئاب جنساً محمياً بعيد استقلالها إثر نهاية الحرب في تسعينيات القرن العشرين.
وقد سُمح بالقضاء على الذئاب لفترة وجيزة قبل تعليق هذا القرار عام 2013، بسبب الانخفاض الكبير في عددها بحسب وزارة الاقتصاد.
وقضت الذئاب العام الماضي على أكثر من 2500 رأس ماشية، كما أصابت حوالي 400 حيوان آخر من الأغنام والماعز والأبقار، بحسب بيانات رسمية.
وأعرب ميلان دييكيتش عن أسفه لأن كرواتيا أصبحت "بلد الذئاب"، متحدثاً في تصريحات للصحافة المحلية عن الصدمة التي عاشها في أبريل عندما شاهد خرافه مذبوحة على القش الملطخ بالدماء.
في المقابل، يهبّ ناشطون بيئيون للدفاع عن الذئاب المهددة باختفاء بيئتها ومصادر غذائها.
ويؤكد هؤلاء ضرورة اتخاذ أصحاب المواشي تدابير مناسبة لسلامة قطعانهم، بما يشمل وضع سياج كهربائي ومراقبة الحيوانات خلال النهار ونقلها إلى الحظائر ليلاً.
ويقول لوكا أومان من منظمة "أنيمال فريندز" غير الحكومية، إن القضاء على الذئاب ليس الحل لأن الوضع يمكن أن يزداد سوءاً، ويوضح أن قتل أي ذئب قد يعطّل التسلسل الهرمي لقطيعه ما يؤدي إلى تصاعد الهجمات.
ويضيف أن التعايش بين البشر والذئاب ليس ممكنا فحسب، بل ضروري للتنوع البيولوجي، ويؤكد "إذا كنا نريد طبيعة غير ملوثة، يجب أن تعيش فيها أيضا حيوانات برية".