جار التحميل...

°C,

المحافظة على الإنسان هي الهمّ الأول

June 02, 2021 / 1:24 PM
"كل الهمّ الذي أنا أحمله، همّ أنا كيف أحافظ على هذا الإنسان، فالمحافظة ليست من الأشياء التي يكون فيها اعتداء مثل الشرطة، هذه مسؤولية غيري، ولكن نحن نخاف من أشياء أخرى، أشياء ما تشاهدها، أشياء دخيلة، أشياء تُغيّر هويّتك، أشياء تُغيّر انتماءك، تُغيّر إيمانك، تُغيّر عقيدتك، هذه كلها في النفوس".
يفتتح صاحب السمو حاكم الشارقة هذه الفقرة من حديث سموه المفصّل في افتتاح مركز كلباء لأشجار القرم، بتعظيم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق القائد، ووصفها بالهمّ، وهو ما يعكس الإحساس الشخصي العميق بالإنسان إلى درجة أن تصبح المسؤولية همّاً يحمله سموه ليلاً وصباحاً، وهو سؤال واحدٌ رئيس وهو: كيف أحافظ على هذا الإنسان؟

هذا السؤال البسيط في عدد كلماته، ولكن الكبير في معناه، حيث يشكل كافة نواحي الحياة الكريمة من جهة، كما يجسد الأشياء المعنوية من الجهة الأخرى، وبذلك يكون صاحب السمو حاكم الشارقة قد أعطى درساً في القيادة، وأنها مسؤولية عظيمة لا تقتصر على الأشياء المادية فقط، ولكنها تتخطاها إلى أسس وجود الإنسان، وما يحيط بهذا الوجود من تكوين نفسي معقدّ يحتاج بكل تأكيد إلى تربية وتهذيب ورعاية دائمة لا تنتهي عبر إيضاح الطريق الآمن لهذا الإنسان.
 
وبساطة السؤال لا تعكس إلا طول الإجابة عليه، وأجاب سموه عن الشقّ أو النصف الأول من السؤال من حيث المسؤولية العامة التي يراها كل الناس وهي الحماية من الاعتداءات على سبيل المثال، وبيّن سموه أن تلك سهلةٌ ومقدورٌ عليها ممن هم مسؤولون عنها.
 
وأكمل صاحب السمو حاكم الشارقة، فكرة الحماية الأولى، ليأتي سموه إلى الفكرة الأعمق وهي الحماية من الأشياء غير الملموسة، وغير المرئية، وهي الأمور التي تعلقُ بالنفس الإنسانية، وتعمل على هدم وتغيير أهم ما يملكه الإنسان، مثل الهوية، والانتماء، والإيمان، والعقيدة.
 
هذه الرباعية التي حددها سموه بأنها هي الأخطر على النفس وعلى شخصية الإنسان لأنها تشكّل ملامح وجوده وأصالته، وهي التي تعطي للإنسان هويته وسط كل الأفكار الموجودة في الدنيا، ومنها يستمد هذا الإنسان انتماءه وفكره وتربيته ومجتمعه ووطنه الذي يعتز به.
 
وبذلك يشير صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أهم المطلوبات التي يجب أن يهتم بها القائد والمجتمع والإنسان وهي: الهوية والانتماء والعقيدة، فبدونها يصبح الإنسان كائناً هلامياً لا هوية له ولا عقيدة ولا انتماء، ومن لا تاريخ له، بكل تأكيد لا مستقبل له.
حول المؤلف
June 02, 2021 / 1:24 PM

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.