"نحن على مدى السنوات التي مضت وما يقارب من حوالي 50 سنة، زرعنا الإيمان في قلوب أبنائنا وبناتنا ليطمئنوا، الله سبحانه وتعالى يقول (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، ثم بدأنا بإضافة العلم، وهو دعامة رقيّ الشعوب، وتلاحظون الجامعات والمنح في جميع المجالات، وكذلك حبيّنا النفوس بالثقافة، والثقافة تهذيب للأنفس، يقول البعض: شكراً سلطان على ما قدمت، أقولُ هذا فيضٌ من الإناء، لأن هذا ديدني".
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة خلال زيارة هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، ديسمبر 2020م
يفصحُ صاحب السمو حاكم الشارقة في هذا الحديث عن أهم مرتكزات النهضة الحضارية لإمارة الشارقة التي عملت عليها تحت قيادة سموه خلال نصف قرن من الزمان، وهي: الإيمان، والعلم، والثقافة، هذه التجربة المستنيرة التي تظللها الحكمة وعنوانها الارتقاء بالمجتمع عبر التمسك بالقيم، والحرص على العلم والتهذيب بالثقافة.
هذه الثلاثية الحكيمة هي ما سارت عليها الشارقة وأبنائها وبناتها لسنواتٍ طويلة، وفق منهجٍ مرسوم، ومتابعة حثيثة واهتمام ورعايةٍ لا محدودة من كافة المسؤولين بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة، والذي يعرف مكامنُ تطور المجتمع، ومنبع اطمئنان أفراده، ودُعامات رقيّ الشعوب، ولذلك كان المنهجُ أن هذه القيم هي مشاعلُ الطريق الذي سيصل بالأبناء والبنات الى الحضارة، مستندين على قيم المجتمع والأصالة والأخلاق والإيمان بالله وهو رأسُ الحكمة، وهادي القلوب الى الصواب.
كان الإيمان بالله هو البداية، وذلك للاطمئنان، وهي أعلى مراتب استقرار النفوس، وتعاونها، وسيرها في الطريق القويم، فكانت المؤسسات المتنوعة التي اهتمت بتهذيب النفوس وبث حب القراءة والكلمة المكتوبة، وتوسعت المكتبات وانتشرت لتصل الى كل بيتٍ في الشارقة، وفي كافة المؤسسات، إلى جانب المؤسسات المتخصصة للشباب والأطفال، مما يقدم صورة متكاملة عن استراتيجية الإمارة الباسمة وطريقها لمستقبل أفضل لأبنائها وبناتها.
الركن الثاني ضمن خطة الإمارة الباسمة للتطور، كان هو العلمُ، فانتشرت دور العلم المختلفة في الإمارة، من الحضانة وحتى أعلى الدرجات الجامعية من مؤسسات التعليم التي احتضنتها الإمارة وسعت لزيادة أعدادها، لتكون الشارقة هي مدينة العلم، وكانت النصيحة الأبوية الغالية والدائمة لصاحب السمو حاكم الشارقة هي: حثوا أبنائكم وبناتكم على حب العلم والكتاب، لينشئوا متعلمين، فالمستقبل للمجتمعات المتعلمة فقط.
ووفق ذات نهجها المرسوم، أكملت الشارقة ثلاثية الارتقاء بالمجتمع، عبر الاهتمام بالثقافة، وكما أوضح صاحب السمو حاكم الشارقة فالثقافة هي تهذيبٌ للنفس، وهي عبارةٌ شاملة، تعني الالتزام بالصحيح من الأفعال، والاستناد على القيم الفاضلة، وتبني كل ما هو صادقٌ ومخلصٌ وعلمي، والاهتمام بالقراءة والفنون والآداب بأنواعها المختلفة، مما يعمّق معرفة الإنسان ووعيه ونظرته للعالم من حوله، وبذلك يكون للإنسانُ شخصيةً واعيةً متكاملة، توفّر له الحياة الكريمة، والمستقبل الواعد.
أكمل صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه بأن هذا فيضٌ من الإناء، وهي المسؤولية التي يحملها سموه، وما يسعى سموه الى بذله لأهل الشارقة من تنمية مستدامة ودور علمٍ وإيمان، وكل ما يسهم في تطوير المجتمع وتقدمه، وبذلك يؤكد سموه على أن هناك الكثير والكثير من البناء والتعمير المتواصل في إمارة الشارقة، ولذلك يقول الناس: شكراً سلطان.