قدمت بيوت الشعر في الخرطوم، وتطوان، والأقصر، أنشطة وفعاليات ثقافية متنوعة، بحضور نخبة من الأدباء والمهتمين بالشعر والأدب والثقافة.
الشارقة 24:
ضمن شراكة ثلاثية مهمة جمعت بين دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر، وبيت الشعر الخرطوم، ومعهد العلامة البروفيسور عبد الله الطيب للغة العربية، مشروع مبادرة "كتابة" لنشر الشعر السوداني، في مؤتمر صحافي بوكالة السودان للأنباء، وتعود فكرة المبادرة للشاعر محمد عبد الباري، حيث جاء ذلك بحضور نخبة من الأدباء والمهتمين بالشعر والأدب والثقافة ولفيف من الإعلاميين.
وتحدث في المنبر كل من مدير بيت الشعر ومدير معهد البروفيسور عبد الله الطيب للغة العربية د. الصديق عمر الصديق، ومدير دار النشر د. أسامة تاج السر، والشاعر محمد عبد الباري، حيث ابتدر المؤتمر الصحافي د. الصديق متناولاً جوانب الشعر والنشر في لمحة تاريخية تناولت بعض ما نشر لأعلام الشعر، مبيناً أهمية الشعر السوداني وخصوصيته ومعاناته محلياً وعربياً، واصفاً حركة النشر في السودان بالمتخلفة عن ركب الإبداع، مبيناً أن "كتابة" جاءت لخدمة مجال النشر الذي يحتاجه الشعر السوداني، ممتدحاً أنها جاءت من شاعر شاب له اسمه ووزنه ويعرف ما يحتاجه المشهد الشعري.
وتناول الدكتور أسامة تاج السر عقبات النشر في السودان، مستهلاً حديثه بأن الدار عملت على مسعى جاد لخدمة المشهد والعودة للريادة وتماشياً مع مجريات الثورة والتوثيق لإرثها الأدبي والثقافي تمكنت الدار من طباعة أحد عشر عنواناً شعرياً غلب عليها الجانب الدارج في الشعر السوداني "العامية"، بينما بلغت مطبوعات الدار في مجملها اثنين وعشرين عنواناً جديداً للعام 2021م، وأعلن أسامة عن إعادة طباعة أربعة دواوين شعر للشاعر محمد عبد الباري آخرها ديوانه "لم يعد أزرقاً"، في طبعة سودانية، وكشف أن ريع أعمال الشاعر عبد الباري سيذهب لصالح المبادرة، وأوضح أسامة أن المبادرة ستمضي في مسارين أولهما التقديم المباشر من الشعراء لسن ما تحت الـ 40 عاماً، وترشيح للأعمال شعرية تستحق النشر ويأتي الترشيح من العارفين بحركة الشعر لشعراء لديهم منتوج يستحق.
وكشف الأستاذ الشاعر محمد عبد الباري عن تفاصيل المبادرة التي أوضح أنها قائمة على مبدأ الشراكات، وتعنى بالشعر بكافة أشكاله وحساسياته وتنوعه، معتبراً أنها فرصة لإيصال الصوت الشعري السوداني للأماكن التي يستحقها، وقال عبد الباري خلال حديثه: "المناخ الشعري السوداني لا مثيل له، واحتفى عبد الباري بالتجاوب الذي وجدته مبادرة "كتابة" من شراكات وطنية وخارجية من بينها المؤسسة العالمية للشعر العربي "أدب" ومقرها الرياض، ودار "صوفيا" التي تعد من أهم وأبرز مؤسسات النشر والتوزيع في العالم العربي، إلى جانب شراكات إعلامية واسعة في الداخل والخارج".
وفي دار الشعر بتطوان في المغرب، عادت التظاهرات الثقافية إلى سابق عهدها، بحضور الجمهور في القاعات والفضاءات الثقافية بنسبة 50% من الطاقة الاستيعابية، لمختلف التظاهرات الثقافية، حيث أقامت دار الشعر ليلة جديدة من "ليالي الزجل"، شارك فيها الشاعر والزجال حفيظ المتوني والشاعرة والممثلة والمسرحية الزجالة فاطمة صبور، والشاعر الزجال عزيز زوكار.
أقيمت الفعالية في مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان، وتألق فيها الشاعر حفيظ المتوني، وهو يلقي قصائد زجلية بأداء استثنائي، وقد قرأ المتوني نصوصاً من دواوينه الشعرية، كما تميزت الزجالة والممثلة المسرحية والتلفزيونية فاطمة بصور، في أداء شعري خاص، وهي تذرع أرجاء مدرسة الصنائع بتطوان، وتتقاسم تجربتها الشعرية مع الحاضرات والحاضرين، بينما اختتم الشاعر عزيز زوكار ليلة الزجل بقصائد تردد صداها في فضاء اللقاء، وتفاعل معها الحاضرون.
ومن جانب آخر استضاف بيت الشعر بالأقصر في مصر، الأستاذ الدكتور محمد هندي في محاضرة بعنوان "فاعلية الوسيط الرقمي في الأدب التفاعلي" وقام بتقديم الأمسية الشاعر عبيد عباس، حيث بدأ بالتعريف بالدكتور محمد هندي ضيف اللقاء فهو الدكتور الباحث محمد هندي مدرس الأدب العربي الحديث في قسم اللغة العربية، في كلية الآداب، بجامعة سوهاج، في مصر.
بدأت المحاضرة بالتعريف بالأدب الرقمي وهو الأدب الذي ينشأ في بيئة رقمية ويوظف الوسائط الصوتية والحركية ولا يمكن تلقيه إلا عبر وسيط إلكتروني.
وتعود الجذور الأولى في هذا الأدب في العالم العربي إلى الكاتب الأردني محمد سناجلة الذي أصدر حتى الآن أربعة أعمال أدبية رقمية، هي رواية ظلال الواحد 2001، ورواية شات 2005، وقصة تفاعلية قصيرة بعنوان صقيع 2007، أما آخر أعماله فكان ظلال العاشق الذي صدر عام 2016 على موقع خاص بالعمل نفسه.
ومن مجالات الأدب الرقمي: الشعر الحركي الذي يعرض على هيئة رسومية، والمنتديات الفنية على الإنترنت التي يساهم فيها الأعضاء والزوار ويُطلب منهم المشاركة بالأعمال الأدبية، والروايات التي تأخذ شكل رسائل في البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية على الهواتف، والقصائد والقصص التي تُنشأ من قبل أجهزة الكمبيوتر، إما بشكل تبادلي أو استناداً إلى معايير معينة في بداية، ومشاريع الكتابة التعاونية التي تسمح للآخرين بالمساهمة بنص الكتابة، والعروض الأدبية على الإنترنت والتي طورت طرق جديدة للكتابة، ورواية من خلال الفيديو، والتي تجمع الصوت والصورة والنص.
وعقب انتهاء المحاضرة دار الحوار ثرياً حول القواعد والمعايير الحاكمة لهذا الفن، وهل هذا الأدب الرقمي يقوم بتقويض قدرة اللغة على الوصف والتخييل وغير ذلك من الأسئلة والمداخلات التي أضافة أبعاداً أخرى للقاء.