إنجاز كبير حققه منتخبنا الوطني أمام نظيره الفيتنامي في واحدة من أجمل مبارياته، ليتأهل إلى المرحلة الحاسمة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022.
الشارقة 24 – وام:
قدم منتخبنا الوطني الثلاثاء، أمام نظيره الفيتنامي واحدة من أجمل مبارياته على مدار السنوات الست الأخيرة، وتحديداً منذ المستوى المميز الذي ظهر به في بطولة آسيا عام 2015 بأستراليا.
وحقق منتخبنا العديد من المكاسب من خلال تلك المباراة، رغم استقباله لهدفين في الدقائق الخمس الأخيرة، فقد ألحق أول خسارة بمنتخب فيتنام في التصفيات، وانتزع منه الصدارة في الأمتار الأخيرة، وضمن التأهل مباشرة إلى نهائيات أمم آسيا، وكذلك إلى المرحلة الثالثة من مراحل التصفيات الخاصة بمونديال 2022.
ولا شك أن هناك أسباباً كثيرة وراء هذه المكتسبات منها ما هو إداري وما هو فني وما هو جماهيري ومعنوي، وما هو تنظيمي، وفي مقدمة تلك الأسباب، تميز اتحاد كرة القدم برئاسة الشيخ راشد بن حميد النعيمي، في إدارة المشهد بشكل فاق كل التوقعات، فرغم تسلمه المسؤولية في الوقت الذي كان فيه المنتخب الوطني متعثراً بالمركز الرابع في ترتيب المجموعة إلا أنه رفع شعار الأمل وبث روح التفاؤل بين الجميع، وأكد في كل مناسبة أن كل الأماني ممكنة، في الوقت نفسه الذي لم يتردد لحظة في اتخاذ قرار شجاع وحازم بإنهاء التعاقد مع المدرب الكولومبي خورخي لويس بينتو، بعد عدة أشهر فقط من توليه المسؤولية، لعدم وجود انسجام بين أسلوب عمله وطريقة تفكير وسيكولوجية اللاعبين، مع إسناد المهمة إلى مدرب صاحب خبرة طويلة تربطه علاقة قوية مع اللاعبين، وهو الهولندي بيرت فان مارفيك.
ولم يتوقف دور اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات برئاسة يوسف حسين السهلاوي عند هذ الحد، بل كان داعماً وموفراً لأفضل بيئة عمل خلال برنامج الإعداد في كل مراحل التجمعات، وكان يقظاً وجاهزاً حيث تقدم بطلب استضافة مباريات المجموعة السابعة من التصفيات الآسيوية التي يقع فيها منتخبنا عندما تم الإعلان عن إقامة المباريات بنظام التجمع، الأمر الذي كان له مفعول السحر على اللاعبين والجهاز الفني، وهيأ لهم كل العوامل المساعدة للوصول إلى الهدف.
وكان الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس الاتحاد دائم الزيارات للمنتخب في فترات التجمع، ودائم الحديث مع اللاعبين والجهاز الفني وتجديد الثقة فيهم في كل المناسبات.
وبالإضافة إلى كل ما سبق، قاد اتحاد الكرة الجهود المبذولة للسماح للجماهير بحضور المباريات بالتنسيق والتعاون مع جميع أجهزة الدولة لتوفير المؤازرة والدعم المعنوي للاعبين، ونجح في ذلك بامتياز، خاصة أنه وفر للجماهير كل وسائل التيسير من فحوص طبية وتذاكر إلكترونية وحملة توعية بالضوابط والإجراءات الاحترازية المطلوب الالتزام بها.
وبعيداً عن دور الاتحاد يأتي دور الجهاز الفني بقيادة الهولندي بيرت فان مارفيك، الذي درس كل المنتخبات، ووضع تصوراً لكل مباراة على حدة، وتشكيل لكل مواجهة يتناسب معها وقبل كل ذلك رفع شعاراً رئيسياً واضحاً هو الفوز في كل المباريات من أجل صدارة المجموعة، ولم يتأثر بحملات النقد التي تعرض لها بعد مباراة تايلاند على وجه التحديد، وتجسدت عبقريته في إدارة المباراة الأخيرة في الوقت المناسب أمام فيتنام عندما وضع المنافس في موقف رد الفعل، وبدأ بالهجوم والاستحواذ، والتهديف، ونوع من طريقة اللعب، على الأطراف والعمق، وأوقف مفاتيح لعب نظيره الفيتنامي، ولم يتوقف عن تحفيز اللاعبين لمواصلة الأداء بالقوة نفسها بعد تسجيل الهدف الأول، لتسجيل الثاني والثالث لحسم المواجهة مبكراً، والقضاء على آمال المنافس.
ويحسب للجهاز الفني أيضاً في مباراة فيتنام التغييرات التي أجراها على التشكيلة الأساسية، وتحويل مكامن الخطورة إلى الاختراق من على الأطراف، والواجبات الهجومية لكل من علي سالمين ومحمود خميس، والدور الجديد والمختلف الذي أعطاه لفابيو دي ليما في بناء الهجمات من العمق، والدفع بخليل إبراهيم من البداية لتنشيط الجبهة اليسرى، بالإضافة إلى غلق محاور اللعب أمام منتخب فيتنام لاستخلاص الكرة منه، في منطقة بناء الهجمات عن طريق تنفيذ أسلوب الضغط العالي.
وكان للاعبين دور مهم للغاية في تحقيق هذا الإنجاز فقد كان الانضباط شعارهم طوال فترات الإعداد، وتميز عطاؤهم بالحماس والجدية في كل المواجهات إيمانا بقدراتهم، وثقة في توجيهات مديرهم الفني، وإدراكاً لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه الجماهير والشارع الرياضي.
وعلى ضوء كل هذه المعطيات كانت إحصاءات الأبيض، مذهلة في تلك التصفيات، فقد خاض 8 مباريات، فاز في 6، وخسر في 2، وسجل 23 هدفاً، واستقبل 7 أهداف، وحصد 18 نقطة منها 12 في التصفيات المجمعة بدبي بنسبة نجاح 100 %.