تُعرف هيئة الشارقة للمتاحف الجمهور والزوار بالدور التاريخي والإسلامي للمياه، وذلك من خلال تنظيمها لمعرض "قطرة بعد قطرة تتساقط الحياة من السماء: الماء والإسلام والفنون"، خلال الفترة من 9 يونيو وحتى 11 ديسمبر 2021.
الشارقة 24:
تنظم هيئة الشارقة للمتاحف خلال الفترة من 9 يونيو وحتى 11 ديسمبر 2021، معرض "قطرة بعد قطرة تتساقط الحياة من السماء: الماء والإسلام والفنون"، في قاعة المجرة بمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، بالتعاون مع مؤسسة متاحف تورينو الإيطالية.
ويطلع المعرض العالمي الزائرين على أهمية الماء في العالم الإسلامي، كما يجسد المشهد الفني المرتبط بالماء من النواحي التاريخية والإسلامية، والتاريخ المشترك بين إيطاليا والعالم الإسلامي العربي، بالإضافة إلى إبراز علاقة الماء بالإسلام من خلال لغة الفنون، فضلاً عن استعراض الصور والقطع التي تتشابك جميعها مع التكنولوجيا والحياة العادية والفن بفضل الماء.
ويغطي المعرض أربعة محاور رئيسية، عبر 120 مقتنىً وقطعة فنية من جهات مختلفة بما في ذلك 16 مجموعة إيطالية عامة وخاصة، بالإضافة إلى المقتنيات الدائمة لمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومقتنيات من متحف الشارقة للفنون.
وتروي المقتنيات المعروضة خلال الحدث، ارتباط الحضارات بشتى أديانها وفلسفتها وتاريخها، بعنصر المياه، باعتباره شريان الحياة والإبداع والتطور، كما تتطرق إلى دور المياه في تعزيز المشهد الإبداعي، وتأثيره الفني والثقافي الواضح في مختلف الحضارات والمجتمعات.
وقالت سعادة منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: "يسعدنا هذا التعاون مع مؤسسة متاحف تورينو، لكي نقدم للجمهور فرصة فريدة لاستكشاف أوجه الثقافات الإسلامية المتعددة من خلال تسليط الضوء على المزايا الفنية".
ومن بين المقتنيات التي يوفرها المعرض مجموعة من قوارير المياه "المطارات" من تركيا العثمانية من القرن السابع عشر الميلادي، والتي تمتاز بشكلها الهرمي، حيث تصعد بنية الشكل من قاعدة عريضة وصولا إلى رقبة أنبوبية الشكل، ويوجد في جانبها مقبض منحني مسبوك بشكل منفصل.
كما يشاهد الزوار بعض التقنيات التي استخدمت قديماً في تنقية المياه، بما في ذلك مرشحات مياه من مصر تعود للقرن الثاني عشر الميلادي، وهي عبارة عن مرشحات فخارية ذات شكل دائري، غير مزججة ومزخرفة بزخارف مثقوبة، توضع عادة على قاعدة الرقبة، أو في منتصف أباريق الماء والزجاجات ذات الاستخدام الشائع في شرب الماء.
وفي قسم الحدائق، يجد الزائر مجموعة كبيرة من النوافير التي استخدمت قديماً في تزيين الجوامع والأماكن العامة والفناءات الداخلية للمنازل، الأماكن الأكثر مثالية للاسترخاء والصلاة والتأمل، وعادة ما تكون نافورة ثمانية الأضلع، أو دائرية الشكل، وتقبع في قلب المنزل مملوءة بالماء حتى حوافها.
ومن جانبه قال جيوفاني كوراتولا، الأستاذ بجامعة أوديني وقيم المعرض: "يسعدنا أن نقدم ما قد يكون أكبر معرض على الإطلاق حول هذا الموضوع مع معانيه المتعددة لتقديم تفسير محدد لعنصر عالمي مثل الماء الذي يوحد جميع الثقافات والتقاليد والحضارات".
وشهدت العلاقات الإماراتية الإيطالية نمواً وتعاوناً مزدهرين منذ قيام الاتحاد، لا سيما في العلاقات الثقافية التي تعززت عبر العديد من المحطات، منها مشاركة إيطاليا في معرض شخصيات الأحلام عام 2018 في مركز المعارض التابع لمعهد الشارقة للتراث، ومشاركات دولة الإمارات العربية المتحدة في الفعاليات الثقافية الإيطالية، كما يأتي التعاون من خلال معرض " قطرة بعد قطرة تتساقط الحياة من السماء: الماء والإسلام والفنون"، ليوطد العلاقة الثنائية المثمرة بين الجانبين.
هذا وتنظم هيئة الشارقة للمتاحف على هامش المعرض وبالتعاون مع المعهد الثقافي الإيطالي في أبوظبي، جلسة حوارية تديرها إيدا زيليو غراندي مديرة المعهد الثقافي الإيطالي - سفارة إيطاليا في الإمارات العربية المتحدة في أبوظبي، وتسضيف كل من جيوفاني كوراتولا، أستاذ بجامعة أوديني وقيَم المعرض، وألبرتو تيرافيري، أستاذ في بوليتكنيكو تورينو في قسم البيئة وهندسة الأراضي والبنية التحتية (DIATI)، في مجال هندسة البيئية التطبيقية، ودكتور طارق المرابطين، أستاذ في جامعة الشارقة الحاصل على دكتوراه في الهندسة المدنية (الموارد المائية والهندسة الهيدروليكية)، من جامعة كيوشو 1999، حيث يسلط المشاركون الضوء على الأدوار والجوانب المتعددة للمياه واستمراريتها في الماضي والحاضر والمستقبل.
وسينشر على هامش الحدث، كتالوج من 300 صفحة تم إعداده بثلاث لغات الإيطالية والعربية والإنجليزية، يتضمن في محتواه مقالات رأي تبحث بموضوع الماء والإسلام والفنون، وما يربو على 120 رسماً توضيحياً بالألوان الكاملة، وذلك بدعم من المعهد الثقافي الإيطالي في أبوظبي – سفارة إيطاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتحرص هيئة الشارقة للمتاحف على استضافة العديد من المعارض الفنية لنخبة من الفنانين المشاهير، بهدف تسليط الضوء على إبداعاتهم، وتعزيز الحراك الثقافي، الذي يسود إمارة الشارقة، لاستكشاف أوجه الشبه والاختلافات بين الثقافات والاحتفاء بها.